601
ميزان الحکمه المجلد السابع

من الفعل هو ما لا فائدة فيه ، ويختلف باختلاف الاُمور التي تعود عليها الفائدة ، فربّ فعل هو لغو بالنسبة إلى‏ أمر وهو بعينه مفيد مُجدٍ بالنسبة إلى‏ أمر آخر .
فاللغو من الأفعال في نظر الدين : الأعمال المباحة التي لا يُنتفع بها في الآخرة أو في الدُّنيا بحيث ينتهي أيضاً إلَى الآخرة ، كالأكل والشرب بداعي شهوة التغذّي اللَّذَين يتفرّع عليهما التقوّي على‏ طاعة اللَّه وعبادته ، فإذا كان الفعل لا ينتفع به في آخرة ولا في دنيا تنتهي بنحوٍ إلى‏ آخرة فهو اللغو . وبنظر أدقّ : هو ما عدا الواجبات والمستحبّات من الأفعال .
ولم يصف سبحانه المؤمنين بترك اللغو مطلقاً ، فإنّ الإنسان في معرض العثرة ومزلّة الخطيئة ، وقد عفا عن السيّئات إذا اجتنبت الكبائر كما قال : (إن تَجْتَنِبوا كَبائِرَ ما تُنْهَونَ عَنهُ نُكَفِّرْ عَنكُم سَيّئاتِكُم ونُدخِلْكُم مُدْخَلاً كَريماً)۱.
بل وصفهم بالإعراض عن اللغو دون مطلق تركه ، والإعراض يقتضي أمراً بالفعل يدعو إلَى الاشتغال به فيتركه الإنسان صارفاً وجهه عنه إلى‏ غيره ؛ لعدم اعتداده به واعتنائه بشأنه . ولازمه ترفّع النفس عن الأعمال الخسيسة ، واعتلاؤها عن الاشتغال بما ينافي الشرف والكرامة ؛ وتعلّقها بعظائم الاُمور وجلائل المقاصد .
ومن حقّ الإيمان أن يدعو إلى‏ ذلك ؛ فإنّ فيه تعلّقاً بساحة العظمة والكبرياء ومنبع العزّة والمجد والبهاء ، والمتّصف به لا يهتمّ إلّا بحياة سعيدة أبديّة خالدة ، فلا يشتغل إلّا بما يستعظمه الحقّ ، ولا يستعظم ما يهتمّ به سفلة النّاس وجهلتهم ، «وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً ، وإذا مَرُّوا باللَّغو مَرُّوا كِراماً » .
ومن هنا يظهر أنّ وصفهم بالإعراض عن اللغو كناية عن علوّ همّتهم وكرامة نفوسهم .۲

1.النساء : ۳۱ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۵/۹ .


ميزان الحکمه المجلد السابع
600

۱۸۳۹۱.عنه عليه السلام : لا تَقولَنَّ ما يُوافِقُ هَواكَ وإن قُلتَهُ لَهواً أو خِلْتَهُ لَغواً ؛ فَرُبَّ لَهوٍ يُوحِشُ مِنكَ حُرّاً ، ولَغوٍ يَجلِبُ علَيكَ شَرّاً .۱

۱۸۳۹۲.عنه عليه السلام : رُبَّ لَغوٍ يَجلِبُ شَرّاً .۲

۱۸۳۹۳.عنه عليه السلام : اِشتِغالُ النّفسِ بما لا يَصحَبُها بَعدَ المَوتِ مِن أكثَرِ الوَهنِ .۳

۱۸۳۹۴.عنه عليه السلام : دَعُوا الفُضولَ يُجانِبْكُمُ السُّفَهاءُ .۴

۱۸۳۹۵.عنه عليه السلام : مَنِ اشتَغلَ بالفُضولِ فاتَهُ مِن مُهِمِّهِ المَأمولُ .۵

۱۸۳۹۶.عنه عليه السلام : مَنِ اشتَغلَ بغَيرِ ضَرورَتِهِ فَوّتَهُ ذلكَ مَنفَعتَهُ .۶

۱۸۳۹۷.عنه عليه السلام : مَنِ اشتَغلَ بغَيرِ المُهِمِّ ضَيّعَ الأهَمَّ .۷

۱۸۳۹۸.عنه عليه السلام : مَن شَغَلَ نَفسَهُ بما لا يَجِبُ ، ضَيّعَ مِن أمرِهِ ما يَجِبُ .۸

۱۸۳۹۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : قُمْ بالحَقِّ ، ولا تَعَرَّضْ لِما نابَكَ ، واعتَزِلْ عَمّا لا يَعنيكَ .۹

۱۸۴۰۰.مجمع البيان : قال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - في قولهِ تعالى‏ : (والّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغوِ مُعْرِضونَ) - : هُو أن يَتَقَوّلَ الرّجُلُ علَيكَ بالباطِلِ ، أو يأتِيَكَ بما لَيسَ فيكَ ، فتُعرِضَ عَنهُ للَّهِ .
وفي روايةٍ اُخرى‏ : إنّهُ الغِناءُ والمَلاهي .۱۰

۱۸۴۰۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إيّاكَ والدُّخولَ فيما لا يَعنيكَ فتُذَلَّ .۱۱

۱۸۴۰۲.عنه عليه السلام : لا يَغُرَّكَ النّاسُ مِن نَفسِكَ ؛ فإنّ الأمرَ يَصِلُ إلَيكَ مِن دُونِهِم ، ولا تَقطَعِ النَّهارَ بكَذا وكَذا ؛ فإنّ مَعكَ مَن يَحفَظُ علَيكَ .۱۲

۱۸۴۰۳.تفسيرِ القُمّيِّ- في قولهِ تعالى‏ :(في جَنَّةٍ عالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً)۱۳-:الهَزلُ والكِذبُ .۱۴

التّفسير :

قال العلامة الطباطبائي : قوله تعالى‏ : (والّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ) : اللغو

1.غرر الحكم : ۱۰۲۷۰ .

2.غرر الحكم : ۵۲۹۰ .

3.غرر الحكم : ۱۹۸۲.

4.بحار الأنوار : ۷۸/۵۳/۸۹ .

5.غرر الحكم : ۸۶۳۳ .

6.غرر الحكم : ۸۷۶۵ .

7.غرر الحكم : ۸۶۰۷ .

8.غرر الحكم : ۸۵۲۸.

9.الاختصاص : ۲۳۰ .

10.مجمع البيان : ۷/۱۵۷ .

11.بحار الأنوار : ۷۸/۲۰۴/۴۲ .

12.بحار الأنوار : ۷۱/۱۸۱/۳۷ .

13.الغاشية : ۱۰ و ۱۱ .

14.تفسير القمّي : ۲/۴۱۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 207813
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي