149
ميزان الحکمه المجلد الثامن

الغير عمّا يقصده بحيلة ، وذلك ضربان : مكر محمود ؛ وهو أن يتحرّى‏ بذلك فعلَ جميل ، وعلى‏ ذلك قال اللَّه عَزَّوجلَّ: (واللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ)۱، ومذموم؛ وهو أن يتحرّى‏ به فعلَ قبيح ، قال تعالى‏ : (ولا يَحيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلّا بأهْلِهِ)، وقال في الأمرَين: (ومَكَروا مَكْراً ومَكَرْنا مَكْراً وهُمْ لا يَشْعُرونَ).۲
وقال بعضهم : من مكر اللَّه تعالى‏ إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدُّنيا ، ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام : من وُسّع علَيهِ دُنياهُ ولم يَعلمْ أنّهُ مُكِرَ بهِ فَهُو مَخدُوعٌ عن عَقلهِ ، وقال : الخداع إنزال الغير عمّا هو بصدده بأمر يبديه على‏ خلاف ما يخفيه . انتهى‏ .
وفي المصباح : خدعته خدعاً فانخدع ، والخِدع بالكسر اسم منه ، والخديعة مثله ، والفاعل خدوع مثل رسول ، وخداع أيضاً وخادع ، والخُدعة بالضم ما يخدع به الإنسان مثل اللعبة لما يلعب به . انتهى‏ .
وربّما يفرّق بينهما حيث اجتمعا بأن يراد بالمكر احتيال النفس واستعمال الرأي فيما يراد فعله ممّا لا ينبغي ، وإرادة إظهار غيره ، وصرف الفكر في كيفيّته ، وبالخديعة إبراز ذلك في الوجود وإجراؤه على‏ من يريد ، وكأنّه عليه السلام إنّما قال ذلك لأنّ النّاس كانوا ينسبون معاوية لعنه‏اللَّه إلَى الدّهاء والعقل ، وينسبونه عليه السلام إلى‏ ضعف الرأي ، لِما كانوا يرون من إصابة حيل معاوية المبنيّة علَى الكذب والغدر والمكر ، فبيّن عليه السلام أنّه أعرف بتلك الحيل منه، ولكنّها لمّا كانت مخالفة لأمر اللَّه ونهيه فلذا لم يستعملها ، كما روى‏ السيّد رضى اللَّه عنه في «نهج البلاغة» عنه صلوات اللَّه عليه أنّه قال : «ولَقد أصبَحنا في زَمانٍ اتَّخَذَ أكثَرُ أهلِهِ الغَدرَ كَيْساً ، ونَسَبَهُم أهلُ الجَهلِ فيهِ إلى‏ حُسنِ الحِيلَةِ ، مالَهُم قاتَلَهُمُ اللَّهُ ؟ ! قد يَرى‏ الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجهَ الحِيلَةِ ،

1.آل عمران : ۵۴ و الأنفال : ۳۰ .

2.النمل : ۵۰ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
148

۱۹۰۳۳.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ كُنَّ علَيهِ : المَكرُ ، والنَّكثُ ، والبَغيُ ، وذلكَ قولُ اللَّهِ : (ولا يَحيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلّا بأهْلِهِ)۱(فانْظُرْ كيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِم أنّا دَمَّرْناهُمْ وقَومَهُمْ أجْمَعينَ)۲وقالَ جلّ‏وعزّ : (ومَن نَكَثَ فإنّما يَنكُثُ على‏ نَفسِهِ)۳وقالَ : (يا أيُّها النّاسُ إنّما بَغْيُكُمْ على‏ أنْفُسِكُم مَتاعَ الحَياةِ الدُّنيا)۴.۵

۱۹۰۳۴.عنه عليه السلام : إن كانَ العَرضُ علَى اللَّهِ حَقّاً فالمَكرُ لماذا ؟ !۶

3641 - المَكرُ وَالخَديعَةُ فِي النّارِ

۱۹۰۳۵.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: المَكرُ والخَديعَةُ في النّارِ.۷

۱۹۰۳۶.عنه صلى اللَّه عليه وآله : المَكرُ والخَديعَةُ والخِيانَةُ في النّارِ .۸

۱۹۰۳۷.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَن كانَ مسلماً فلا يَمكُرْ ولا يَخدَعْ ؛ فإنّي سَمِعتُ جَبرئيلَ عليه السلام يقولُ : إنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ .۹

۱۹۰۳۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ ، فكونوا مِن اللَّهِ عَلى‏ وَجَلٍ ومِن صَولَتِهِ على‏ حَذَرٍ... .۱۰

۱۹۰۳۹.عنه عليه السلام : لَولا أنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ لَكُنتُ أمكَرَ العَرَبِ .۱۱

۱۹۰۴۰.عنه عليه السلام : لَولا أنّ المَكرَ والخَديعَةَ في النّارِ لكُنتُ أمكَرَ النّاسِ .۱۲

۱۹۰۴۱.عنه عليه السلام : لولا أنّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : إنّ المَكرَ والخَديعَةَ والخيانَةَ في النّارِ ، لكُنتُ أمكرَ العَرَبِ .۱۳

۱۹۰۴۲.عنه عليه السلام: لَولا التُّقى‏ كُنتُ أدهَى العَرَبِ .۱۴

بيان :

قال المجلسيّ رضوان اللَّه عليه - بعد نقل الحديثِ 19040 - : «بيان : في القاموس : المكر : الخديعة ، وقال : خدعه - كمنعه - خَدعاً ويُكسَر : خَتَله ، وأراد به المكروه من حيث لا يعلم ، كاختدعه فانخدع ، والاسم الخديعة . وقال الرّاغب : المكر صَرف

1.فاطر : ۴۳ .

2.النمل : ۵۱ .

3.الفتح : ۱۰ .

4.يونس : ۲۳ .

5.تحف العقول : ۳۱۷ .

6.الخصال : ۴۵۰/۵۵ .

7.كنز العمّال : ۷۸۱۹ .

8.كنز العمّال : ۷۸۲۰ .

9.عيون أخبار الرِّضا : ۲/۵۰/۱۹۴ .

10.تحف العقول : ۱۵۴ .

11.ثواب الأعمال : ۳۲۰/۲ .

12.الكافي : ۲/۳۳۶/۱ .

13.ثواب الأعمال : ۳۲۰/۳ .

14.تحف العقول : ۹۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154963
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي