185
ميزان الحکمه المجلد الثامن

بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءَاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .۱

(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) .۲

الحديث :

۱۹۱۰۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(لَهُ مَعقِّباتٌ مِنْ بَينِ يَدَيهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظونَهُ مِنْ أمْرِ اللَّهِ)-: بأمرِ اللَّهِ مِن أن يَقعَ في رَكِيٍّ ، أو يَقَعَ علَيهِ حائطٌ، أو يُصيبَهُ شي‏ءٌ؛ حتّى‏ إذا جاءَ القَدَرُ خَلّوا بينَهُ وبينَهُ يَدفَعونَهُ إلَى المَقاديرِ ، وهُما مَلَكانِ يَحفَظانِهِ باللَّيلِ ، ومَلَكانِ يَحفَظانِهِ بالنَّهارِ يَتَعاقَبانِ .۳

۱۹۱۱۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لمّا سألهُ زِنديقٌ عن علّةِ الملائكةِ المُوَكَّلينَ واللَّهُ عالِمُ السِّرِّ وما هو أخفى‏ ! -: استَعبَدَهُم بذلكَ وجَعلَهُم شُهوداً على‏ خَلقِهِ ، ليكونَ العِبادُ لمُلازَمتِهِم إيّاهُم أشَدَّ على‏ طاعَةِ اللَّهِ مُواظَبَةً، وعن مَعصيَتِهِ أشَدَّ انقِباضاً، وكَم مِن عَبدٍ يَهُمُّ بمَعصيَةٍ فذَكَرَ مَكانَهُما فارعَوى‏ وكَفَّ، فيقولُ: ربِّي يَراني و حَفَظَتي علَيَّ بذلكَ تَشهَدُ . وإنّ اللَّهَ بِرأفَتِهِ ولُطفِهِ أيضاً وَكَّلَهُم بعِبادِهِ يَذُبّونَ عنهُم مَرَدَةَ الشَّيطانِ وهَوامَّ الأرضِ وآفاتٍ كثيرَةً مِن حيثُ لا يَرَونَ بإذنِ اللَّهِ ، إلى‏ أن يَجي‏ءَ أمرُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .۴

۱۹۱۱۱.الكافي عن عبد الأعلى مولى آل سام : قلتُ لأبي عبد اللَّه عليه السلام : قولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (إنّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً)۵ ، قالَ : ما هُو عِندَكَ ؟ قلتُ : عَدَدُ الأيّامِ ، قالَ : إنّ الآباءَ والاُمَّهاتِ يُحصونَ ذلكَ ، لا ولكنّهُ عَدَدُ الأنفاسِ .۶

۱۹۱۱۲.تفسيرِ القمّيِّ :(وإنّ علَيكُم لَحافِظينَ) قالَ : المَلَكانِ المُوَكّلانِ بالإنسانِ، (كِراماً كاتِبينَ)يَكتُبونَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ .۷

(انظر) المُراقبة : باب 1539 .
المعاد (صفة المحشر) : باب 2945 .

3654 - خَصائِصُ المَلائِكَةِ

1.الرعد : ۱۱ .

2.الانفطار : ۱۰ - ۱۲ .

3.بحار الأنوار : ۵۹/۱۷۹/۱۶ .

4.الاحتجاج : ۲/۲۴۲/۲۲۳ .

5.مريم : ۸۴ .

6.الكافي : ۳/۲۵۹/۳۳ .

7.تفسير القمّي : ۲/۴۰۹ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
184

على‏ ما يقول به الوثنيّة من تفويضه تعالى تدبير الأمر إلَى الملائكة المقرّبين ، فالتوحيد القرآنيّ ينفي الاستقلال عن كلّ شي‏ء من كلِّ جهة ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً .
فمثل الأشياء في استنادها إلى‏ أسبابها المترتّبة القريبة والبعيدة وانتهائها إلَى اللَّه سبحانه بوجه بعيد كمثل الكتابة يكتبها الإنسان بيده وبالقلم ، فللكتابة استناد إلَى القلم ، ثمّ إلَى اليد الّتي توسّلت إلَى الكتابة بالقلم، وإلَى الإنسان الذي توسّل إليها باليد وبالقلم ، والسبب بحقيقة معناه هو الإنسان المستقلّ بالسببيّة ؛ من غير أن ينافي سببيّته استناد الكتابة بوجه إلَى اليد وإلَى القلم .
ولا منافاة أيضاً بين ما تقدّم أنّ شأن الملائكة هو التوسُّط في التدبير وبين ما يظهر من كلامه تعالى‏ أنّ بعضهم أو جميعهم مداومون على‏ عبادته تعالى‏ وتسبيحه والسجود له ، كقوله : (ومَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ ولا يَسْتَحْسِرونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ والنَّهارَ لا يفْترُونَ)۱، وقوله : (إنَّ الّذينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكبِرُون عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ ولَهُ يَسْجدُونَ)۲ ، وذلك لجواز أن تكون عبادتهم وسجودهم وتسبيحهم عين عملهم في التدبير وامتثالهم الأمر الصادر عن ساحة العزّة بالتوسّط ، كما ربّما يومئ إليه قوله تعالى‏ : (وَللَّهِ‏ِ يَسْجدُ ما في السَّماواتِ ومَا في الأَرْضِ مِن دَابّةٍ والملائِكَةُ وهُمْ لا يسْتَكْبِرُونَ)۳.۴

3653 - المَلائِكَةُ الحَفَظَةُ

الكتاب :

(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى‏ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) .۵

(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى‏ يُغَيِّرُوا مَا

1.الأنبياء : ۱۹ ، ۲۰ .

2.الأعراف : ۲۰۶ .

3.النحل : ۴۹ .

4.الميزان في تفسير القرآن: ۲۰/۱۸۲ - ۱۸۴.

5.الأنعام : ۶۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154821
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي