215
ميزان الحکمه المجلد الثامن

۱۹۱۹۸.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام- لَمّا دَخَلَ على‏ رجُلٍ قد غَرِقَ في سَكَراتِ المَوتِ -: المَوتُ هُو المَصْفاةُ يُصَفّي المؤمنينَ مِن ذُنوبِهِم فيكونُ آخِرُ ألَمٍ يُصيبُهُم كَفّارَةَ آخِرِ وِزرٍ بَقِيَ علَيهِم ، ويُصَفّي الكافِرينَ مِن حَسَناتِهِم فيكونُ آخِرَ لَذّةٍ أو راحَةٍ تَلحَقُهُم ، وهُو آخِرُ ثَوابِ حسَنَةٍ تكونُ لَهُم ... .۱

۱۹۱۹۹.الإمامُ الجوادُ عليه السلام : مَرِضَ رجلٌ من أصحاب الرِّضا عليه السلام فَعادَهُ ، فقالَ : كيفَ تَجِدُكَ ؟ قالَ : لَقِيتُ المَوتَ بَعدَكَ ! - يُريدُ ما لَقِيَهُ مِن شِدَّةِ مَرَضِهِ - فقالَ : كيفَ لَقِيتَهُ ؟ فقالَ : أليماً شَديداً ، فقالَ : ما لَقِيتَهُ ، إنّما لَقِيتَ ما يُنذِرُكَ بهِ ويُعرِّفُكَ بعضَ حالِهِ ... .۲

۱۹۲۰۰.عنه عليه السلام- لمّا سُئل عن المَوتِ -: هُو النَّومُ الّذي يأتيكُم كُلَّ ليلَةٍ إلّا أنّهُ طويلٌ مُدَّتُهُ لا يُنتَبَهُ مِنهُ إلّا يَومَ القيامَةِ ، فمَن رأى‏ في نَومِهِ من أصنافِ الفَرَحِ ما لا يُقادِرُ قَدرَهُ ، ومِن أصنافِ الأهوالِ ما لا يُقادِرُ قَدرَهُ ، فكيفَ حالُ فَرِحٍ في النَّومِ ووَجِلٍ فيهِ ؟ هذا هُو المَوتُ ، فاستَعِدُّوا لَهُ .۳

۱۹۲۰۱.الإمامُ الهاديُّ عليه السلام : قيلَ لمُحمّد بن عَليِّ ابن موسى‏ عليهم السلام : ما بالُ هؤلاءِ المُسلمينَ يَكرَهونَ الموتَ؟ قالَ : لأنّهُم جَهِلوهُ فكَرِهوهُ ، ولو عَرَفوهُ وكانوا مِن أولياءِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ لأحَبُّوهُ ، ولَعلِموا أنّ الآخِرَةَ خَيرٌ لَهُم مِن الدّنيا . ثُمّ قالَ عليه السلام: يا أبا عبدِاللَّهِ ، ما بالُ الصَّبيِّ والمَجنونِ يَمتَنِعُ مِن الدَّواءِ المُنَقّي لبَدَنِهِ والنّافي للألَمِ عنهُ ؟ قالَ : لجَهلِهِم بنَفعِ الدَّواءِ . قالَ : والّذي بَعَثَ محمّداً بالحَقِّ نبيّاً إنّ مَنِ استَعدَّ للمَوتِ حَقَّ الاستِعدادِ فهُو أنفَعُ لَهُ مِن هذا الدَّواءِ لهذا المُتعالِجِ ، أما إنّهُم لَو عَرَفوا ما يُؤدّي إلَيهِ المَوتُ من النّعيمِ لاستَدعَوهُ وأحَبُّوهُ أشَدَّ ما يَستَدعي العاقِلُ الحازِمُ الدَّواءَ لدَفعِ الآفاتِ واجتِلابِ السَّلاماتِ .۴

۱۹۲۰۲.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام : دَخَلَ عليُّ ابن محمّدٍ عليهما السلام على‏ مَريضٍ من أصحابهِ وهو يَبكي ويَجزَعُ من المَوتِ ، فقالَ لَهُ : يا عبدَ اللَّهِ، تَخافُ من المَوتِ لأنّكَ لا تَعرِفُهُ ، أرأيتُكَ إذا اتَّسَختَ وتَقَذّرتَ

1.معاني الأخبار : ۲۸۹/۶ .

2.معاني الأخبار : ۲۸۹/۷ .

3.معاني الأخبار : ۲۸۹/۵ .

4.معاني الأخبار : ۲۹۰/۸ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
214

۱۹۱۹۴.الإمامُ الحسنُ عليه السلام- أيضاً -: أعظَمُ سُرورٍ يَرِدُ علَى المؤمنينَ إذ نُقِلوا عن دارِ النَّكَدِ إلى‏ نَعيمِ الأبَدِ ، وأعظَمُ ثُبورٍ يَرِدُ علَى الكافِرينَ إذ نُقِلوا عَن جَنّتِهِم إلى‏ نارٍ لا تَبيدُ ولا تَنفَدُ .۱

۱۹۱۹۵.الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام : لَمّا اشتَدَّ الأمرُ بالحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليهما السلام نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعهُ فإذا هُو بخِلافِهِم ؛ لأنّهُم كُلّما اشتَدَّ الأمرُ تَغيَّرَت ألوانُهُم وارتَعدَت فَرائصُهُم ووجَبَت قُلوبُهُم ؛ وكانَ الحُسينُ عليه السلام وبعضُ مَن مَعهُ مِن خَصائصهِ تُشرِقُ ألوانُهُم وتَهدَأُ جَوارِحُهُم وتَسكُنُ نُفوسُهُم . فقالَ بَعضُهم لبَعضٍ : اُنظُروا ، لا يُبالي بالمَوتِ ! فقالَ لَهُمُ الحُسينُ عليه السلام : صَبراً بَني الكِرامِ! فما المَوتُ إلّا قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ والضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ والنَّعيمِ الدّائمَةِ ، فأيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى‏ قَصرٍ ؟ !۲

۱۹۱۹۶.عنه عليه السلام- لمّا سُئلَ عنِ المَوتِ -: لِلمؤمنِ كنَزعِ ثِيابٍ وَسِخَةٍ قَمِلَةٍ ، وفَكِّ قُيودٍ وأغلالٍ ثَقيلَةٍ ، والاستِبدالِ بأفخَرِ الثِّيابِ وأطيَبِها رَوائحَ ، وأوطَاَ المَراكِبِ ، وآنَسِ المَنازِلِ ؛ وللكافِرِ كخَلعِ ثِيابٍ فاخِرَةٍ ، والنَّقلِ عن مَنازِلَ أنيسَةٍ ، والاستِبدالِ بأوسَخِ الثِّيابِ وأخشَنِها ، وأوحَشِ المَنازِلِ ، وأعظَمِ العَذابِ .۳

۱۹۱۹۷.عيون أخبار الرِّضا : قال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام أيضاً - : للمؤمنِ كأطيَبِ رِيحٍ يَشمُّهُ فيَنعَسُ لِطيبِهِ ويَنقَطِعُ التَّعَبُ والألَمُ كلُّهُ عنهُ ، وللكافِرِ كلَسعِ الأفاعي ولَدغِ العَقارِبِ وأشَدَّ !
قيلَ : فإنّ قَوماً يقولونَ : إنّهُ أشَدُّ مِن نَشرٍ بالمَناشيرِ ، وقَرضٍ بالمَقاريضِ ، ورَضخٍ بالأحجارِ ، وتَدويرِ قُطبِ الأرحِيَةِ علَى الأحداقِ !۴ قالَ : كذلكَ هُو على‏ بعضِ الكافِرينَ والفاجِرينَ... .۵

1.معاني الأخبار : ۲۸۸/۳ .

2.معاني الأخبار : ۲۸۸/۳ .

3.معاني الأخبار : ۲۸۹/۴ .

4.في معاني الأخبار : ۲۸۷/۱ «في الأحداق» .

5.عيون أخبار الرِّضا : ۱/۲۷۴/۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182734
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي