219
ميزان الحکمه المجلد الثامن

إلى‏ ملَكِ المَوتِ عندَ رأسِ رجُلٍ من الأنصارِ - : يا مَلَكَ المَوتِ ، ارفُقْ بصاحِبي فإنّهُ مؤمنٌ ، فقالَ ملَكُ المَوتِ : طِبْ نَفساً وقُرَّ عَيناً ، واعلَمْ أنّي بكلِّ مؤمنٍ رَفيقٌ، واعلَمْ يا محمّدُ أنّي لَأقبِضُ رُوحَ ابنِ آدمَ فإذا صَرَخَ صارِخٌ مِن أهلهِ قُمتُ في الدّارِ ومَعي رُوحُهُ فقلتُ : ما هذا الصّارِخُ ؟! واللَّهِ ما ظَلَمناهُ ، ولا سَبَقنا أجَلَهُ ، ولا استَعجَلنا قَدرَهُ ، وما لَنا في قَبضِهِ مِن ذَنبٍ ، وإن تَرضَوا بما صَنَعَ اللَّهُ تُؤجَروا ، وإن تَحزَنوا وتَسخَطوا تأثَموا وتُؤزَروا .۱

۱۹۲۲۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- للزِّنديقِ الّذي ادَّعى‏ التّناقُضَ في القرآنِ -:(اللَّهُ يَتَوفّى‏ الأنفُسَ حِينَ مَوتِها)وقولُهُ : (يَتَوفّاكُم مَلَكُ المَوتِ) و (تَوَفّتْهُ رُسُلُنا) و(تَتَوَفّاهُمُ المَلائكةُ طَيِّبينَ)و (الّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائكةُ ظالِمي أنفُسِهِم) فهُو تباركَ وتعالى‏ أجَلُّ وأعظَمُ مِن أن يَتَولّى‏ ذلكَ بنَفسِهِ ، وفِعلُ رُسُلِهِ وملائكتِهِ فِعلُهُ ، لأنّهُم بأمرِهِ يَعمَلونَ ... فمَن كانَ مِن أهلِ الطّاعَةِ تَوَلَّت قَبضَ رُوحِهِ ملائكةُ الرّحمَةِ ، ومَن كانَ مِن أهلِ المَعصيَةِ تَولّى‏ قَبضَ رُوحِهِ ملائكةُ النِّقمَةِ . ولِمَلَكِ المَوتِ أعوانٌ مِن ملائكةِ الرَّحمَةِ والنِّقمَةِ يَصدُرونَ عَن أمرِهِ ، وفِعلُهُم فِعلُهُ ، وكلُّ ما يَأتُونَهُ مَنسوبٌ إلَيهِ ، وإذاً كانَ فِعلُهُم فِعلَ ملَكِ المَوتِ ، وفِعلُ ملَكِ المَوتِ فِعلَ اللَّهِ، لأنّهُ يَتَوفَّى الأنفُسَ على‏ يَدِ مَن يَشاءُ .۲

۱۹۲۲۳.عنه عليه السلام- أيضاً -: إنّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى‏ يُدبِّرُ الاُمورَ كيفَ يَشاءُ ، ويُوَكِّلُ مِن خَلقهِ مَن يَشاءُ بما يَشاءُ ، أمّا ملَكُ المَوتِ فإنّ اللَّهَ يُوَكِّلُهُ بخاصَّةِ مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ، ويُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِن الملائكةِ خاصّةً بمَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ، والملائكةُ الّذينَ سَمّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِكرُهُ وكَّلَهُم بخاصّةِ مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ؛ إنّهُ تبارَكَ وتعالى‏ يُدبِّرُ الاُمورَ كيفَ يَشاءُ ، وليسَ كُلُّ العِلمِ يَستَطيعُ صاحِبُ العِلمِ أن يُفَسّرَهُ لكُلِّ النّاسِ ؛ لأنّ مِنهُمُ القَويَّ والضَّعيفَ ، ولأنّ مِنهُ مايُطاقُ حَملُهُ ، ومِنهُ مالايُطاقُ حَملُهُ إلّا مَن يُسَهِّلُ اللَّهُ

1.كنز العمّال : ۴۲۸۱۰ .

2.بحار الأنوار : ۶/۱۴۰/۱ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
218

3668 - مَوتُ الكافِرِ

الكتاب :

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى‏ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .۱

(فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وأَدْبَارَهُمْ) .۲

(انظر) النساء : 97 ، الأنفال : 7 ، ق : 29 .

الحديث :

۱۹۲۱۹.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إن كانَ لأوليائنا مُعادِياً ، ولأعدائنا مُوالِياً ، ولأضدادِنا بألقابِنا مُلَقِّباً ، فإذا جاءهُ ملَكُ المَوتِ لِنَزعِ رُوحِه مَثَّلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لذلكَ الفاجِرِ سادَتَهُ الّذينَ اتَّخَذَهُم أرباباً مِن دونِ اللَّهِ ، علَيهِم مِن أنواعِ العَذابِ مايَكادُ نَظَرُهُ إلَيهِم يُهلِكُهُ ، ولا يَزالُ يَصِلُ إلَيهِ مِن حَرِّ عَذابِهِم ما لا طاقَةَ لَهُ بهِ . فيقولُ لَهُ ملَكُ المَوتِ : يا أيُّها الفاجِرُ الكافِرُ ، تَرَكتَ أولياءَ اللَّهِ إلى‏ أعدائهِ ؟! فاليَومَ لا يُغْنُونَ عنكَ شيئاً ، ولا تَجِدُ إلى‏ مَناصٍ سَبيلاً ، فيَرِدُ علَيهِ مِن العَذابِ ما لَو قُسِّمَ أدناهُ على‏ أهلِ الدُّنيا لأهلَكَهُم .۳

۱۹۲۲۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّ في المَوتِ لَراحَةً لِمَن كانَ عَبْدَ شَهوَتِه وأسيرَ أهوِيَتِهِ ؛ لأنّهُ كلّما طالَت حياتُهُ كَثُرَت سيّئاتُهُ وعَظُمَت على‏ نَفسِهِ جِناياتُهُ .۴

(انظر) الموت : باب 3665 ، 3678 .

3669 - مَلَكُ المَوتِ‏

الكتاب :

(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى‏ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ).۵

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى‏ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى‏ إِلَى‏ أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .۶

(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى‏ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) .۷

(انظر) الأعراف : 37 ، يونس : 104 ، النحل : 28 ، 32 .

الحديث :

۱۹۲۲۱.كنز العمّال : قال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - وقد نَظَرَ

1.النحل : ۲۸ .

2.محمّد : ۲۷ .

3.بحار الأنوار : ۶/۱۷۵/۱ .

4.غرر الحكم : ۳۵۹۳ .

5.الأنعام : ۶۱ .

6.الزمر : ۴۲ .

7.السجدة : ۱۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 157614
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي