249
ميزان الحکمه المجلد الثامن

المالِ ؛ فإنَّ مَعَ كَثرَةِ المالِ تَكثُرُ الذُّنوبُ لِواجِبِ الحُقوقِ .۱

۱۹۴۴۴.عنه عليه السلام : طَلَبتُ فَراغَ القلبِ فوَجَدتُهُ في قِلَّةِ المالِ .۲

۱۹۴۴۵.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : لا يَجتَمِعُ المالُ إلّا بخِصالٍ خَمسٍ : بِبُخلٍ شَديدٍ ، وأمَلٍ طَويلٍ ، وحِرصٍ غالِبٍ ، وقَطيعَةِ الرَّحِمِ ، وإيثارِ الدُّنيا علَى الآخِرَةِ .۳

كلام في معنَى الكنز :

قال العلّامة الطباطبائي :
«لا ريب أنّ المجتمع الذي أوجده الإنسان بحسب طبعه الأوّليّ إنّما يقوم بمبادلة المال والعمل ، ولولا ذلك لم يَعِش المجتمع الإنسانيّ ولا طرفة عين ، فإنّما يتزوّد الإنسان من مجتمعه بأن يحرز اُموراً من أوّليات المادّة الأرضيّة ويعمل عليها ما يسعه من العمل ثمّ يقتني من ذلك لنفسه ما يحتاج إليه ، ويعوّض ما يزيد على‏ حاجته من سائر ما يحتاج إليه ممّا عند غيره من أفراد المجتمع ، كالخبّاز يأخذ لنفسه من الخبز مايقتات به ويعوّض الزائد عليه من الثوب الذي نسجه النسّاج وهكذا ؛ فإنّما أعمال المجتمعين في ظرف اجتماعهم بيع وشِرى‏ ومبادلة ومعاوضة .
والذي يتحصّل من الأبحاث الاقتصاديّة أنّ الإنسان الأوّليّ كان يعوّض في معاملاته العين بالعين من غير أن يكونوا متنبّهين لأزيد من ذلك ، غير أنّ النسب بين الأعيان كانت تختلف عندهم باشتداد الحاجة وعدمه ، وبوفور الأعيان المحتاج إليها وإعوازها ، فكلّما كانت العين أمسّ بحاجة الإنسان أو قلّ وجودها توفّرت الرغبات إلى‏ تحصيلها ، وارتفعت نسبتها إلى‏ غيرها ، وكلّما بعدت عن مسيس الحاجة أو ابتذلت بالكثرة والوفور انصرفت النفوس عنها وانخفضت نسبتها إلى‏ غيرها ، وهذا هو أصل القيمة .

1.الكافي : ۲/۱۳۵/۲۱ .

2.مستدرك الوسائل : ۱۲/۱۷۴/۱۳۸۱۰ .

3.الخصال : ۲۸۲/۲۹ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
248

۱۹۴۳۸.عنه عليه السلام : فلا يَغُرَّنَّكَ سَوادُ النّاسِ مِن نَفسِكَ ، وقَد رأيتَ مَن كانَ قَبلَكَ مِمَّن جَمَعَ المالَ ، وحَذِرَ الإقلالَ ، وأمِنَ العَواقِبَ - طُولَ أمَلٍ واستِبعادَ أجَلٍ - كيفَ نَزَلَ بهِ المَوتُ فأزعَجَهُ عَن وَطنِهِ ... أما رَأيتُمُ الّذينَ يأمُلُونَ بَعيداً ، ويَبنونَ مَشِيداً ، ويَجمَعونَ كثيراً؛ كيفَ أصبَحَت بُيوتُهُم قُبوراً ، وما جَمَعوا بُوراً ، وصارَت أموالُهُم للوارِثينَ ، وأزواجُهُم لقَومٍ آخَرِينَ ؟ !۱

۱۹۴۳۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : أتى‏ أبا ذرٍّ رجُلٌ فبَشّرَهُ بغَنَمٍ لَهُ قد وَلَدَت ، فقالَ : يا أبا ذرٍّ، أبشِرْ فقد وَلَدَت غَنَمُكَ وكَثُرَت ! فقالَ : ما يَسُرُّني كَثرَتُها فما اُحِبُّ ذلكَ ! فما قَلَّ وكفى‏ أحَبُّ إلَيَّ ممّا كَثُرَ وألهى‏ .۲

۱۹۴۴۰.عنه عليه السلام- لَمّا سُئلَ عنِ الدَّنانيرِ والدَّراهِمِ وما علَى النّاسِ فيها -: هِيَ خَواتِيمُ اللَّهِ في أرضِهِ ، جَعَلَها اللَّهُ مَصلَحةً لِخَلقِهِ وبها تَستَقيمُ شُؤونُهُم ومَطالِبُهُم ، فمَن أكثَرَ لَهُ مِنها فقامَ بحَقِّ اللَّهِ تعالى‏ فيها وأدّى‏ زكاتَها فذاكَ الّذي طابَت وخَلصَت لَهُ، ومَن أكثَرَ لَهُ مِنها فبَخِلَ بها ولَم يُؤدِّ حَقَّ اللَّهِ فيها واتَّخَذَ مِنها الآنيَةَ فذاكَ الّذي حَقَّ علَيهِ وَعيدُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ في كتابِهِ، قالَ اللَّهُ : (يَومَ يُحْمى‏ علَيها في نارِ جَهَنّمَ فتُكْوى‏ بِها جِباهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنتُمْ تَكْنِزونَ)۳.۴

۱۹۴۴۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : ما أعطَى اللَّهُ عَبداً ثلاثينَ ألفاً وهُو يُريدُ بهِ خَيراً . ما جَمَعَ رجُلٌ قَطُّ عَشرَةَ آلافِ دِرهَمٍ مِن حِلٍّ ، وقد يَجمَعُها لأقوامٍ ، إذا اُعطِيَ القُوتَ ورُزِقَ العَملَ فَقد جَمعَ اللَّهُ لَهُ الدُّنيا والآخِرَةَ .۵

۱۹۴۴۲.عنه عليه السلام : ما كَثُرَ مالُ رجُلٍ قَطُّ إلّا عَظُمَتِ الحُجّةُ للَّهِ تعالى‏ علَيهِ ، فإن قَدَرتُم أن تَدفَعوها عَن أنفُسِكُم فافعَلوا ، فقيلَ : بماذا ؟ قالَ : بقَضاءِ حَوائجِ إخوانِكُم مِن أموالِكُم .۶

۱۹۴۴۳.عنه عليه السلام: فيما ناجَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ بهِ موسى‏ عليه السلام : ... لا تَغبِطْ أحَداً بكَثرَةِ

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۲ .

2.بحار الأنوار : ۷۴/۱۰۲/۵۷ .

3.التوبة : ۳۵ .

4.الأمالي للطوسي : ۵۲۰/۱۱۴۴ .

5.تهذيب الأحكام : ۶/۳۲۸/۹۰۷ .

6.الأمالي للطوسي : ۳۰۲/۶۰۰ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 186865
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي