حرمانهم من الاهتداء إلَى الإيمان، وتحريمه تعالى عليهم ذلك جزاءً لكفرهم وغوايتهم وطغيانهم في ذلك .
وقد تقدّم في قوله تعالى :(إنَّ اللَّهَ لايَسْتَحيي أنْ يَضْرِبَ مَثَلاً)۱ في الجزء الأوّل من الكتاب، أنّ ما وقع في القرآن الكريم من هذه الأوصاف ونظائرها التي وصف بها المؤمنون والكفّار يكشف عن حياةٍ اُخرى للإنسان في باطن هذهِ الحياة الدنيويّة، مستورةٍ عن الحسّ المادّيّ، ستظهر له إذا انكشفت الحقائق بالموت أو البعث . وعليه فالكلام في أمثال هذه الآيات جارٍ في مجرَى الحقيقة دون المجاز كما عليه القوم .۲
(انظر) الكفر : باب 3438 .
3554 - مَثَلُ المُشرِكِ
الكتاب :
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتَاً وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَىْءٍ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَ تِلْكَ الْأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَ مَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا الْعَلِمُونَ) .۳
(حُنَفَاءَ للَّهِِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) .۴
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمَاً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ للَّهِِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَايَعْلَمُونَ) .۵
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَاً عَبْدَاً مَمْلُوكَاً لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقَاً حَسَنَاً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرَّاً وَجَهْرَاً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ للَّهِِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَيَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .۶
التّفسير :
العناية في قوله : (مَثَلُ الّذينَ اتَّخَذوا) ... إلخ باتّخاذ الأولياء من دون اللَّه ، ولذا جيء بالموصول والصّلة ، كما أنّ العناية في قوله : (كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ