281
ميزان الحکمه المجلد الثامن

بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .۱

التّفسير :

يقول العلّامة الطباطبائيّ قدّس سرّه في قوله تعالى‏ : (الّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الاُمّيَّ...) : قال الرّاغب في «المفردات» : الإصر : عقد الشّي‏ء وحبسه بقهره ، يقال : أصَرته فهو مأصور ، والمأصَر والمأصِر - بفتح الصّادِ وكسرها - محبس السّفينة ، قال تعالى‏ : (ويَضَعُ عَنهُمْ إصْرَهُم) أي الاُمور الّتي تثبّطهم وتقيّدهم عن الخيرات ، وعن الوصول إلَى الثّوابات ، وعلى‏ ذلك : (ولا تَحْمِلْ علَينا إصْراً)2 وقيل : ثقلاً ، وتحقيقه ما ذكرت ؛ انتهى‏ . والأغلال جمع غلّ ، وهو مايُقيَّد به ...
وذكره صلى اللَّه عليه وآله بهذه الأوصاف الثّلاث : الرّسول النّبيّ الاُمّيّ ، ولم يجتمع له في موضع من كلامه تعالى‏ إلّا في هذه الآية والآية التّالية ، مع قوله تعالى‏ بعده : (الّذي يَجِدونَهُ مَكْتوباً عِنْدَهُم في التَّوراةِ والإنْجيلِ) تدلّ على‏ أ نّه صلى اللَّه عليه وآله كان مذكوراً فيهما معرّفاً بهذه الأوصاف الثّلاث .
ولولا أنّ الغرض من توصيفه بهذه الثّلاث هو تعريفه بما كانوا يعرفونه به من النّعوت المذكورة له في كتابَيهم لما كانت لذكر الثّلاث - الرّسول النّبيّ الاُمّيّ - وخاصّة الصّفة الثّالثة نكتة ظاهرة .
وكذلك ظاهر الآية يدلّ أو يُشعر بأنّ قوله : (يأمُرُهُم بِالمَعْروفِ ويَنْهاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ) إلى‏ آخر الاُمور الخمسة الّتي وصفه صلى اللَّه عليه وآله بها في الآية من علائمه المذكورة في الكتابَين ، وهي مع ذلك من مختصّات النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وملّته البيضاء فإنّ الاُمم الصّالحة وإن كانوا يقومون بوظيفة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر كما ذكره تعالى‏ من أهل الكتاب في قوله : (لَيسُوا سَواءً مِنْ أهْلِ

1.الأعراف : ۱۵۷ .

2.البقرة : ۲۸۶ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
280

والأفئدَةِ ، يُذَكِّرونَ بأيّامِ اللَّهِ ، ويُخَوِّفونَ مَقامَهُ ، بمَنزِلَةِ الأدِلَّةِ في الفَلَواتِ (القُلوبِ) ؛ مَن أخَذَ القَصدَ حَمِدوا إلَيهِ طريقَهُ ، وبَشَّروهُ بالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ يَميناً وشِمالاً ذَمُّوا إلَيهِ الطَّريقَ ، وحَذَّروهُ مِن الهَلَكةِ ، وكانوا كذلكَ مَصابيحَ تلكَ الظُّلُماتِ ، وأدِلَّةَ تلكَ الشُّبُهاتِ .۱

۱۹۵۵۷.عنه عليه السلام : إنّ مِن أحَبِّ عِبادِاللَّهِ إلَيهِ عَبداً أعانَهُ اللَّهُ على‏ نَفسِهِ ... فخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمى‏ ومُشارَكةِ أهلِ الهَوى‏ ، وصارَ مِن مَفاتيحِ أبوابِ الهُدى‏ ... مِصباحُ ظُلُماتٍ ، كَشّافُ عَشَواتٍ (غَشَواتٍ) ، مِفتاحُ مُبهَماتٍ ، دَفّاعُ مُعضِلاتٍ ، دَليلُ فَلَواتٍ .۲

۱۹۵۵۸.عنه عليه السلام- في صفةِ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله -: اِختارَهُ مِن شَجَرَةِ الأنبياءِ ، ومِشكاةِ الضِّياءِ ، وذُؤابَةِ العَلياءِ ، وسُرَّةِ البَطحاءِ ، ومَصابيحِ الظُّلمَةِ ، ويَنابيعِ الحِكمَةِ .۳

(انظر) عنوان 524 «النور» .

6 . قيامُ النّاسِ بالقِسطِ

الكتاب :

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .۴

الحديث :

۱۹۵۵۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في صِفَةِ اللَّهِ سبحانَهُ -: الّذي صَدَقَ في مِيعادِهِ ، وارتَفَعَ عن ظُلمِ عِبادِهِ ، وقامَ بالقِسطِ في خَلقِهِ، وعَدَلَ علَيهِم في حُكمِهِ .۵

۱۹۵۶۰.عنه عليه السلام- في صِفَةِ أهلِ الذِّكرِ -: يأمُرونَ بالقِسطِ ويأتَمِرونَ بهِ ، ويَنهونَ عنِ المُنكَرِ ويَتَناهَونَ عَنهُ .۶

(انظر) عنوان 121 «الحقّ» ، 338 «العدل» ، 329 «الظلم» .

7 . وَضع الإصرِ والأغلالِ‏

الكتاب :

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ

1.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۲ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۸۷ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۸ .

4.الحديد : ۲۵ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۵ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182935
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي