323
ميزان الحکمه المجلد الثامن

ومولده ومسكنه ونشوئه وشغله وعمره ووفاته ومدفنه وسائر ما يتعلّق بحياته الشخصيّة ؛ لِما أنّ القرآن لم ينزل كتاب تاريخ يقتصّ تواريخ الناس من بَرٍّ أو فاجر ، وإنّما هو كتاب هداية يصف للناس ما فيه سعادتهم ، ويبيِّن لهم الحقّ الصريح ليأخذوا به فيفوزوا في حياتهم الدنيا والآخرة . وربّما أشار إلى‏ طرف من قصص الأنبياء والاُمم لتظهر به سنّة اللَّه في عباده ، ويعتبر به من شملته العناية ووفّق للكرامة، وتتمّ به‏الحجّة علَى الباقين.
وقد فُصّلت قصّة نوح عليه السلام في ستّ من السور القرآنيّة وهي : سورة الأعراف ، وسورة هود ، وسورة المؤمنون ، وسورة الشعراء، وسورة القمر ، وسورة نوح ، وأكثرها تفصيلاً سورة هود التي ذكرت قصّته عليه السلام فيها في خمس وعشرين آية (25 - 49) .

قصّته عليه السلام في القرآن :

بعثه وإرساله :

كان الناس بعد آدم عليه السلام يعيشون اُمةً واحدةً على‏ بساطة وسذاجة وهم علَى الفطرة الإنسانيّة ؛ حتّى‏ فشا فيهم روح الاستكبار وآل إلَى استعلاء البعض على‏ البعض تدريجيّاً واتّخاذ بعضهم بعضاً أرباباً . وهذه هي النواة الأصليّة التي لو نشأت واخضرّت وأينعت لم تُثمر إلّا دين الوثنيّة والاختلاف الشديد بين الطبقات الاجتماعيّة باستخدام القويّ للضعيف ، واسترقاق العزيز واستدراره للذليل ، وحدوث المنازعات والمشاجرات بين الناس .
فشاع في زمن نوح عليه السلام الفساد في الأرض ، وأعرض الناس عن دين التوحيد وعن سنّة العدل الاجتماعيّ ، وأقبلوا على‏ عبادة الأصنام . وقد سمَّى اللَّه سبحانه منها وَدّاً وسُواعاً ويَغوث ويَعوق ونَسراً (سورة نوح) .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
322

۱۹۶۶۶.عنه عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(وما آمَنَ مَعَهُ إلّا قَليلٌ)۱-: كانوا ثمانِيَةً .۲

۱۹۶۶۷.عنه عليه السلام : كانَ بينَ آدَمَ وبينَ نُوحٍ عليهما السلام عَشرَةُ آباءٍ كلُّهُم أنبياءُ اللَّهِ .۳

۱۹۶۶۸.عنه عليه السلام : إنّ نُوحاً عليه السلام لَمّا غَرَسَ النَّوى‏ مَرَّ علَيهِ قَومُهُ فجَعلوا يَضحَكونَ ويَسخَرونَ ويقولونَ : قد قَعَدَ غَرّاساً ! حتّى‏ إذا طالَ النَّخلُ وكانَ جَبّاراً طُوالاً قَطَعَهُ ثُمّ نَحَتَهُ فقالوا : قد قَعَدَ نَجّاراً ! ثُمّ ألّفَهُ فجَعَلَهُ سَفينَةً فمَرُّوا علَيهِ فجَعلوا يَضحَكونَ ويسخَرونَ ويقولونَ : قد قَعَدَ مَلّاحاً في فَلاةٍ من الأرضِ ! حتّى‏ فَرَغَ مِنها .۴

۱۹۶۶۹.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : عاشَ نُوحٌ عليه السلام ألفَي سَنةٍ وخمسَمِائةِ سَنةٍ ، مِنها ثمانُمِائةٍ وخَمسونَ سَنةً قَبلَ أن يُبعَثَ ، وألفُ سَنةٍ إلّا خَمسينَ عاماً وهُو في قَومِهِ يَدعوهُم ، ومِائتا سَنةٍ في عَمَلِ السَّفينَةِ ، وخَمسُمِائةِ عامٍ بَعدَ ما نَزَلَ منِ السَّفينَةِ ونَضَبَ الماءُ ، فمَصَّرَ الأمصارَ وأسكنَ وُلدَهُ البُلدانَ . ثُمّ إنّ مَلَكَ المَوتِ جاءهُ وهُو في الشّمسِ فقالَ : السّلامُ علَيكَ ، فرَدَّ علَيهِ نُوحٌ وقالَ لَهُ : ما جاءَ بكَ يا ملَكَ المَوتِ؟ فقالَ : جِئتُ لأقبِضَ رُوحَكَ ، فقالَ لَهُ : تَدَعُني أدخُلُ مِن الشّمسِ إلَى الظِّلِّ ؟ فقالَ لَهُ : نَعَم ، فتَحَوَّلَ نُوحٌ عليه السلام من الشمس إِلى الظلّ ، ثُمّ قالَ : يا مَلَكَ المَوتِ ، فكأنّ ما مَرَّ بِي في الدُّنيا مِثلُ تَحَوُّلي مِن الشّمسِ إلَى الظِّلِّ ، فامضِ لِما اُمِرتَ بهِ ، فقَبَضَ رُوحَهُ عليه السلام .۵

أبحاث حول قصّة نوح عليه السلام في فصول،

وهي أبحاث قرآنيّة وروائيّة وتاريخيّة :

الإشارة إلى‏ قصّته :

قال العلّامة الطباطبائي قدّس سرّه : «ذُكر اسمه عليه السلام في القرآن في بضع وأربعين موضعاً يشار فيها إلى‏ شي‏ء من قصّته إجمالاً أو تفصيلاً ، ولم تُستَوفَ قصّته عليه السلام في شي‏ء منها استيفاءً على‏ نهج الاقتصاص التاريخيّ بذكر نسبه وبيته

1.هود : ۴۰ .

2.بحار الأنوار : ۱۱/۳۳۶/۶۴ .

3.كمال الدين : ۲۱۴/۲ .

4.الكافي : ۸/۲۸۳/۴۲۵ .

5.الأمالي للصدوق : ۶۰۲/۸۳۶ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182718
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي