347
ميزان الحکمه المجلد الثامن

اللَّه سبحانه واتّباعه ، حتّى يهديه إلى‏ مستقيم الصراط ، ويبعده من ولاية الشيطان . ولم يزل يحاجّه ويلحّ عليه حتّى‏ زبره وطرده عن نفسه ، وأوعده أن يرجمه إن لم ينتهِ عن ذكر آلهته بسوء والرغبة عنها ، فتلطّف إبراهيم عليه السلام إرفاقاً به وحناناً عليه - وقد كان ذا خُلق كريم وقول مرضيّ - فسلّم عليه ووعده أن يستغفر له ويعتزله وقومه وما يعبدون من دون اللَّه (مريم : 41 - 48) .
وقد كان من جانب آخر يحاجّ القوم في أمر الأصنام (الأنبياء : 51 - 56 ، الشعراء : 69 - 77 ، الصافّات : 83 - 87) ويحاجّ أقواماً آخرين منهم يعبدون الشمس والقمر والكوكب في أمرها حتّى‏ ألزمهم الحقّ ، وشاع خبره في الانحراف عن الأصنام والآلهة (الأنعام : 74 - 82) حتّى‏ خرج القوم ذات يوم إلى‏ عبادةٍ جامعة خارجَ البلد واعتلّ هو بالسقم فلم يخرج معهم وتخلّف عنهم، فدخل بيت الأصنام فراغ على‏ آلهتهم ضرباً باليمين فجعلهم جُذاذاً إلّا كبيراً لهم لعلّهم إليه يرجعون ، فلمّا تراجعوا وعلموا بما حدث بآلهتهم وفتّشوا عمّن ارتكب ذلك قالوا : سمعنا فتىً يذكرهم يقال له : إبراهيم .
فأحضروه إلى‏ مجمعهم فأتوا به على‏ أعين الناس لعلّهم يشهدون ، فاستنطقوه فقالوا : أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ قال : بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ، وقد كان أبقى‏ كبيرَ الأصنام ولم يجذّه ووضع الفأس على عاتقه أو ما يقرب من ذلك ؛ ليشهد الحال على‏ أ نّه هو الذي كسر سائر الأصنام .
وإنّما قال عليه السلام ذلك وهو يعلم أ نّهم لا يصدّقونه على‏ ذلك وهم يعلمون أ نّه جماد لايقدر على‏ ذلك ، لكنّه قال ما قال ليعقّبه بقوله : فاسألوهم إن كانوا ينطقون ، حتّى‏ يعترفوا بصريح القول بأنّهم جمادات لا حياة لهم ولا شعور . ولذلك لمّا سمعوا قوله رجعوا إلى‏


ميزان الحکمه المجلد الثامن
346

والنّاسُ نِيامٌ .۱

۱۹۶۷۸.عنه صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ اختارَ مِن كلِّ شَي‏ءٍ أربَعةً : ...اختارَ مِن الأنبياءِ أربَعةً للسَّيفِ: إبراهيمَ ، وداوودَ ، وموسى‏ ، وأنا .۲

۱۹۶۷۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إبراهيمَ خَليلاً لأ نّهُ لَم يَرُدَّ أحَداً ، ولَم يَسألْ أحَداً غيرَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .۳

۱۹۶۸۰.عنه عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(إنَّ إبراهِيمَ لَأوّاهٌ حَليمٌ)۴-: الأوَّاهُ : الدَّعّاءُ .۵

۱۹۶۸۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في قَولِهِ تعالى‏ :(إنَّ إبْراهيمَ لَحَليمٌ أوَّاهٌ مُنيبٌ)۶-:دَعّاءٌ .۷

۱۹۶۸۲.عنه عليه السلام : إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ اتَّخَذَ إبراهيمَ عَبداً قَبلَ أن يَتَّخِذَهُ نَبيّاً ، وإنّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبيّاً قَبلَ أن يَتَّخِذَهُ رَسولاً ، وإنّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ رَسولاً قَبلَ أن يَتَّخِذَهُ خَليلاً ، وإنّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَليلاً قَبلَ أنْ يَجعَلَهُ إماماً ، فلَمّا جَمَعَ لَهُ الأشياءَ قالَ : (إنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إماماً) .۸

۱۹۶۸۳.الدرّ المنثور عن حَسّانِ بنِ عَطِيّةَ : أوّلُ مَن رَتَّبَ العَسكرَ في الحَربِ مَيمَنَةً ومَيسَرَةً وقَلباً إبراهيمُ عليه السلام، لَمّا سارَ لقِتالِ الّذينَ أسَرُوا لُوطاً عليه السلام .۹

(انظر) الجهاد الأصغر : باب 581 .

كلام في قصّة إبراهيم عليه السلام وشخصيّته:

وفيه أبحاث مختلفة قرآنيّة واُخرى‏ علميّة وتاريخيّة وغير ذلك :

قصّة إبراهيم عليه السلام في القرآن :

«كان إبراهيم عليه السلام - في طفوليّته إلى‏ أوائل تمييزه - يعيش في معزل من مجتمع قومه ، ثمّ خرج إليهم ولحق بأبيه فوجده وقومه يعبدون الأصنام ، فلم يرتضِ منه ومنهم ذلك ، وقد كانت فطرته طاهرة زاكية مؤيّدة من اللَّه سبحانه بالشهود الحقّ وإراءة ملكوت كلّ شي‏ء ، وبالجملة : وبالقول الحقّ والعمل الصالح .
فأخذ يحاجّ أباه في عبادته الأصنام ويدعوه إلى‏ رفضها ، وتوحيد

1.علل الشرائع : ۳۵/۴ .

2.الخصال : ۲۲۵/۵۸ .

3.علل الشرائع : ۳۴/۲ .

4.التوبة : ۱۱۴ .

5.بحار الأنوار: ۱۲/۱۲/۳۱.

6.هود : ۷۵ .

7.بحار الأنوار:۱۲/۱۲/۳۲.

8.الكافي : ۱/۱۷۵/۲ .

9.الدرّ المنثور : ۱/۲۸۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182247
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي