37
ميزان الحکمه المجلد الثامن

۱۸۵۸۰.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المُنافقِ مَثَلُ جِذعِ النَّخلِ؛ أرادَ صاحِبُهُ أن يَنتَفِعَ بهِ في بَعضِ بِنائهِ فلَم يَستَقِمْ لَهُ في المَوضِعِ الّذي أرادَ ، فحَوّلَهُ في مَوضِعٍ آخَرَ فلَم يَستَقِمْ لَهُ ، فكانَ آخِرُ ذلكَ أنْ أحرَقَهُ بالنّارِ .۱

۱۸۵۸۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَثَلُ المُنافقِ كالحَنْظَلَةِ ، الخَضِرَةِ أوراقُها ، المُرِّ مَذاقُها .۲

التّفسير :

قوله تعالى‏ : (مَثَلُهُم كَمَثَلِ الّذي اسْتَوْقَدَ نَاراً...) إلخ، مَثَل يُمثّل به حالهم أنّهم كالذي وقع في ظلمةٍ عمياء لايتميّز فيها خيرٌ من شرٍّ ولانافعٌ من ضارٍّ ، فتسبّب لرفعها بسببٍ من أسباب الاستضاءة كنار يوقدها فيبصر بها ما حولها ، فلمّا توقّدت وأضاءت ما حولها أخمدها اللَّه بسببٍ من الأسباب كريحٍ أو مطرٍ أو نحوهما ، فبقي فيما كان عليه من الظلمة وتَورّطَ بين ظلمتين : ظُلمة كان فيها، وظلمة الحَيرة وبطلان السبب .
وهذه حال المنافق ، يُظهر الإيمان فيستفيد بعض فوائد الدِّين، باشتراكه مع المؤمنين في مواريثهم ومناكحهم وغيرهما، حتّى‏ إذا حان حين الموت - وهو الحين الذي فيه تمام الاستفادة من الإيمان - ذهب اللَّه بنوره وأبطل ما عمله وتركه في ظلمةٍ لايدرك فيها شيئاً ، ويقع بين الظّلمة الأصليّة وما أوجده من الظُّلمة بفِعاله .
وقوله تعالى‏ : (أو كَصَيِّبٍ من السّماءِ ...) إلخ، الصَّيِّب: هو المطر الغزير ، والبرق معروفٌ ، والرعد: هو الصوت الحادث من السحاب عند الإبراق ، والصاعقة: هي النّازلة من البروق .
وهذا مَثَلٌ ثانٍ يُمثّل به حال المنافقين في إظهارهم الإيمان ، أنّهم كالذي أخذه صيّب السماء ومعه ظُلمة تسلب عنه الإبصار والتمييز، فالصيّب يضطرّه إلَى الفرار والتخلّص ، والظلمة تمنعه ذلك ، والمَهولات من الرعد

1.الكافي : ۲/۳۹۶/۵ .

2.غرر الحكم : ۹۸۷۸ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
36

بينه وبين غيره في العبادة بل يتركونه ويعبدون غيره .
وقيل : إنّه مثل مضروب في المؤمن والكافر ؛ فالأبكم هو الكافر والذي يأمر بالعدل هو المؤمن .
وفيه : أنّ صحّة انطباق الآية علَى المؤمن والكافر بل على كلّ من يأمر بالعدل ومن يسكت عنه وجريها فيهما أمرٌ ، ومدلولها من جهة وقوعها في سياق تعداد النعم والاحتجاج علَى التوحيد وما يلحق به من الاُصول أمر آخر ، والذي تفيده بالنظر إلى‏ هذه الجهة أنّ مورد المثل هو اللَّه سبحانه وما يعبدون من دونه لاغير .۱

(انظر) عنوان 518 «النفاق» .

3555 - مَثَلُ المُنافِقِ‏

الكتاب :

(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارَاً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَاتٍ لايُبْصِرُونَ) .۲

(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) .۳

(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلَى‏ هؤُلَاءِ وَلا إِلَى‏ هؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلَاً) .۴

الحديث :

۱۸۵۷۸.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المؤمنِ والمُنافِقِ والكافِرِ كمَثَلِ رَهطٍ ثَلاثةٍ وَقَعوا إلى‏ نَهرٍ ، فوَقَعَ المؤمنُ فقَطعَ ، ثُمّ وَقَعَ المُنافِقُ حتّى‏ إذا كادَ أن يَصِلَ إلَى المؤمنِ ناداهُ الكافِرُ أنْ هَلُمَّ إلَيَّ فإنِّي أخشى‏ علَيكَ ، وناداهُ المؤمنُ أنْ هَلُمَّ إلَيّ فإنّ عِندي وعِندي يحظى‏ لَهُ ماعِندَهُ . فما زالَ المُنافقُ يَتَردّدُ بَينَهُما حتّى‏ أتى‏ عَليهِ أذىً فغَرّقَهُ ، وإنّ المُنافقَ لَم يَزَلْ في شَكٍّ وشُبهَةٍ حتّى‏ أتى‏ علَيهِ المَوتُ وهُو كَذلكَ .۵

۱۸۵۷۹.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المُنافقِ كمَثَلِ الشّاةِ العائرَةِ بَينَ الغَنَمَينِ ، تَعِيرُ إلى‏ هذهِ مَرّةً وإلى‏ هذهِ مَرّةً لا تَدري أَيُّهما تَتبَعُ .۶

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۲/۲۹۹ .

2.البقرة : ۱۷ .

3.البقرة : ۱۹ .

4.النساء : ۱۴۳ .

5.كنز العمّال : ۸۶۹ .

6.كنز العمّال : ۸۵۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154807
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي