371
ميزان الحکمه المجلد الثامن

وأنت يابن آدم تنبّأ على‏ جوج وقل : هكذا قال السيّد الربّ، ها أنا ذا عليك ياجوج رئيس روش ماشك ونوبال وأردك وأقودك واُصعدك من أقاصي الشمال ، وآتي بك على‏ جبال إسرائيل ، وأضرب قوسك من يدك اليسرى‏ واُسقط سهامك من يدك اليمنى‏ ، فتسقط على‏ جبال إسرائيل أنت وكلّ جيشك والشعوب الذين معك أبذلك مأكلاً للطيور الكاسرة من كلّ نوع ولوحوش الحفل ، على‏ وجه الحفل تسقط لأ نّي تكلّمت بقول السيّد الربّ ، وأرسل ناراً على‏ مأجوج وعلَى الساكنين في الجزائر آمنين، فيعلمون أ نّي أنا الربّ ... إلخ .
وفي رؤيا يوحنّا في الإصحاح العشرين : ورأيت مَلاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده ، فقبض علَى التنِّين الحيّة القديمة الذي هو إبليس والشيطان ، وقيّده ألف سنة ، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه ؛ لكيلا يضلّ الاُمم فيما بعد حتّى‏ تتمّ الألف سنة ، وبعد ذلك لابدّ أن يحلّ زماناً يسيراً .
قال : ثمّ متى‏ تمّت الألف سنة لن يحلّ الشيطان من سجنه ويخرج ليضلّ الاُمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج ومأجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر ، فصعدوا على‏ عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القدّيسين وبالمدينة المحبوبة ، فنزلت نار من عنداللَّه من السماء وأكلتهم ، وإبليس الذي كان يضلّهم طُرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبيّ الكذّاب ، وسيعذّبون نهاراً وليلاً إلى‏ أبد الآبدين .
ويستفاد منها أنّ «مأجوج» أو «جوج ومأجوج» اُمّة أو اُمم عظيمة كانت قاطنة في أقاصي شمال آسيا من معمورة الأرض يومئذٍ ، وأ نّهم كانوا اُمماً حربيّة معروفة بالمغازي والغارات .
ويقرب حينئذٍ أن يحدس أنّ ذاالقرنين هذا هو أحد الملوك العظام الذين سدّوا الطريق على‏ هذه الاُمم المفسدة في الأرض ، وأنّ السدّ


ميزان الحکمه المجلد الثامن
370

من المؤرّخين في أخبارهم مَلِكاً يسمّى في عهده بذي القرنين أو ما يؤدّي معناه من غير اللفظ العربيّ ، ولا يأجوج ومأجوج بهذين اللفظين ، ولا سدّاً يُنسب إليه باسمه . نعم ينسب إلى‏ بعض ملوك حِميَر من اليَمنيّين أشعار في المباهاة يذكر فيها ذا القَرنين وأ نّه من أسلافه التَّبابِعة ، وفيها ذكر سيره إلَى المغرب والمشرق وسدّ يأجوج ومأجوج ، وسيوافيك نبذة منها في بعض الفصول الآتية .
وورد ذكر «مأجوج» و «جوج ومأجوج» في مواضع من كتب العهد العتيق ؛ ففي الإصحاح‏۱ العاشر من سفر التكوين من التوراة : وهذه مواليد بني نوح : سام وحام ويافث ، وولد لهم بنون بعد الطوفان : بنو يافِث جومر ومأجوج ومادي وباوان ونوبال وماشك ونبراس .
وفي كتاب حزقيال‏۲ الإصحاح الثامن والثلاثون : وكان إلى‏ كلام الربّ قائلاً : يابن آدم اجعل وجهك على‏ جوج أرض مأجوج رئيس روش ماشك ونوبال ، وتنبأ عليه وقل : هكذا قال السيّد الربّ : ها أنا ذا عليك ياجوج رئيس روش وماشك ونوبال واُرجعك وأضع شكائم في فكّيك واُخرجك أنت وكلّ جيشك خيلاً وفرساناً ، كلّهم لابسين أفخر لباس، جماعة عظيمة مع أتراس ومَجانّ كلّهم ممسكين السيوف ، فارس وكوش وفوط معهم كلّهم بمِجَنّ وخوذة ، وجومر وكلّ جيوشه ، وبيت نوجرمه من أقاصي الشمال مع كلّ جيشه شعوباً كثيرين معك .
قال : لذلك تنبّأ يابن آدم وقل لجوج : هكذا قال السيّد الربّ في ذلك اليوم عند سكنى‏ شعب إسرائيل آمنين ، أفلا تعلم وتأتي من موضعك من أقاصي الشمال ... إلخ .
وقال في الإصحاح التاسع والثلاثين ماضياً في الحديث السابق :

1.كتب العهدين ، مطبوعة بيروت سنة ۱۸۷۰ ، ومنها نقل سائر مانقل في هذه الفصول . (كما في هامش المصدر) .

2.وكان بين اليهود أيّام أسارتهم ببابل . (كما في هامش المصدر) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 155012
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي