39
ميزان الحکمه المجلد الثامن

وقوله : (امْرَأَةَ نُوحٍ وامْرَأَةَ لُوطٍ) مفعول (ضرب)، والمراد بكونهما تحتهما زوجيّتهما لهما.
وقوله : (فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً)، ضمير التثنية الاُولى‏ للعبدَين ، والثانية للامرأتَين ، والمراد أنّه لم ينفع المرأتين زوجيّتهما للعبدين الصالحين.۱

3557 - مَثَلٌ لِلَّذينَ آمَنوا

الكتاب :

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) .۲

الحديث :

۱۸۵۸۲.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أفضَلُ نِساءِ أهلِ الجَنّةِ : خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ ، وفاطِمَةُ بِنتُ مُحمّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، ومَريَمُ بِنتُ عِمرانَ ، وآسِيَةُ بِنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعَونَ... .۳

۱۸۵۸۳.الدرّ المنثور عن سلمان : كانَتِ امرَأةُ فِرعَونَ تُعَذَّبُ بالشَّمسِ ، فإذا انصَرَفوا عَنها أظَلّتها المَلائكةُ بأجنِحَتِها ، وكانَت تَرى‏ بَيتَها في الجَنّةِ .۴

۱۸۵۸۴.الدرّ المنثور عن أبي هريرة : إنّ فِرعَونَ وَتَدَ لامرَأتِهِ أربَعةَ أوتادٍ وأضجَعَها على‏ صَدرِها ، وجَعَلَ على‏ صَدرِها رَحىً ، واستَقبَلَ بِهِما۵ عَينَ الشَّمسِ ، فرَفَعَت رأسَها إلَى السّماءِ فقالت : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ ...)، ففَرَجَ اللَّهُ عَن بَيتِها في الجَنّةِ فرَأتهُ .۶

3558 - مَثَلُ المُؤمِنِ وأخيهِ‏

۱۸۵۸۵.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المؤمنِ وأخيهِ كمَثَلِ الكَفَّينِ تُنَقّي أحَدُهُما ۷ الاُخْرى‏ .۸

۱۸۵۸۶.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المؤمنِينَ في تَوادِّهِم وتَراحُمِهِم وتَعاطُفِهِم مَثَلُ الجَسَدِ ؛ إذا اشتَكى‏ مِنهُ عُضوٌ تَداعى‏ لَهُ سائرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمّى‏ .۹

۱۸۵۸۷.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ مؤمنٍ لا يَرعى‏ حُقوقَ إخوانِهِ المؤمِنينَ كمَثَلِ مَن حَواسُّهُ كُلُّها

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۹/۳۴۳ .

2.التحريم : ۱۱ .

3.الدرّ المنثور : ۸/۲۲۹ .

4.الدرّ المنثور : ۸/۲۲۹ .

5.كذا في المصدر .

6.الدرّ المنثور : ۸/۲۲۹ .

7.كذا في المصدر : والصحيح «إحداهما» .

8.كنز العمّال : ۷۶۵ .

9.كنز العمّال : ۷۳۷ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
38

والصاعقة محيطةٌ به ، فلا يجد مناصاً من أن يستفيد بالبرق وضوئه، وهو غيردائمٍ ولاباقٍ متّصل، كلّما أضاء له مشى‏ وإذا أظلم عليه قام .
وهذه حال المنافق ، فهو لايحبّ الإيمان ولا يجد بدّاً من إظهاره ، ولعدم المواطأة بين قلبه ولسانه لايستضي‏ء له طريقه تمام الاستضاءة، فلا يزال يخبط خبطاً بعد خبطٍ ويعثر عثرةً بعد عثرةٍ فيمشي قليلاً ويقف قليلاً ويفضحه اللَّه بذلك ، ولو شاء اللَّه لذهب بسمعه وبصره فيفتضح من أوّل يومٍ .۱

3556 - مَثَلٌ لِلَّذينَ كَفَروا

الكتاب :

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئَاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) .۲

التّفسير :

قوله تعالى‏ : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلّذينَ كَفَروا امْرَأةَ نُوحٍ وامْرَأةَ لُوطٍ كَانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فخَانَتاهُما ...) إلخ ، قال الراغب : الخيانة والنفاق واحد ، إلّا أنّ الخيانة تقال اعتباراً بالعهد والأمانة ، والنفاق يقال اعتباراً بالدِّين ، ثمّ يتداخلان ؛ فالخيانة مُخالَفة الحقّ بنقض العهد في السرّ ، ونقيض الخيانة الأمانة ، يقال : خنت فلاناً وخنت أمانة فلان ، انتهى‏ .
وقوله : (لِلَّذينَ كَفَروا) إن كان متعلّقاً بالمَثَل كان المعنى‏ : ضرب اللَّه مثلاً يمثّل به حال الذين كفروا أنّهم لا ينفعهم الاتّصال بالعباد الصالحين ، وإن كان متعلّقاً ب (ضرب) كان المعنى‏ : ضرب اللَّه الامرأتين وما انتهت إليه حالهما مثلاً للذين كفروا ليعتبروا به ويعلموا أنّهم لاينفعهم الاتّصال بالصالحين من عباده وأنّهم بخيانتهم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من أهل النّار لا محالة .

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱/۵۵ .

2.التحريم : ۱۰ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154775
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي