405
ميزان الحکمه المجلد الثامن

وأخَذْنا مِنْهُم مِيثاقاً غَليظاً)1 ، وقال : (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ ما وَصّى‏ بِهِ نُوحاً والّذِي أوْحَيْنا إلَيكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إبْراهيمَ ومُوسى‏ وعِيسى‏) .2
ولقد امتنّ اللَّه سبحانه عليه وعلى‏ أخيه في قوله : (ولَقَدْ مَنَنّا عَلى‏ مُوسى‏ وهارونَ)3وسلّم عليهما في قوله: (سَلامٌ على‏ مُوسى‏ وَهارُونَ)4، وأثنى‏ على‏ موسى‏ عليه السلام بأجمل الثناء في قوله : (واذكُرْ في الكِتابِ مُوسى‏ إنّهُ كانَ مُخْلَصاً وكانَ رَسُولاً نَبيّاً * ونادَيْناهُ مِن جانِبِ الطُّورِ الأيمَنِ وقَرَّبْناهُ نَجِيّاً)5 وقال : (وكانَ عِندَ اللَّهِ وَجيهاً)6، وقال : (وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى‏ تَكْليماً) .7
وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الأنعام (الآية 84 - 88) فأخبر أنّهم كانوا محسنين صالحين ، وأنّه فضّلهم علَى العالمين واجتباهم وهداهم إلى‏ صراطٍ مستقيمٍ ، وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم، ثمّ ذكر في الآية 58 منها أنّهم الذين أنعم اللَّهُ عليهم .
فاجتمع بذلك له عليه السلام معنَى‏الإخلاص والتقريب والوجاهة والإحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والإنعام ، وقد مرّ البحث عن معاني هذه الصفات‏في مواضع تناسبها من هذا الكتاب ، وكذا البحث عن معنَى النبوّة والرسالة والتكليم .
وذكرَ الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفهابأنّها إمامٌ ورحمةٌ (سورة الأحقاف : 12) وبأنّها فرقان وضياء وذكر (الأنبياء : 48) وبأنّ فيها هدىً ونوراً (المائدة : 44) وقال : (وكَتَبْنا لَهُ في الألْواحِ مِن كُلِّ شَي‏ءٍ مَوعِظَةً وتَفْصيلاً لِكُلِّ شَي‏ءٍ) .8
غير أنّه تعالى‏ ذكر في مواضع من كلامه أنّهم حرّفوها واختلفوا فيها ، وقصّة بخت نَصّر وفتحه فلسطين ثانياً

1.الأحزاب : ۷ .

2.الشورى‏ : ۱۳ .

3.الصافّات : ۱۱۴ .

4.الصافّات : ۱۲۰ .

5.مريم : ۵۱ و ۵۲ .

6.الأحزاب : ۶۹ .

7.النساء : ۱۶۴ .

8.الأعراف : ۱۴۵ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
404

عَريضُ الصَّدرِ ، وأمّا موسى‏ فآدِمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كأنّهُ مِن رِجالِ الزُّطِّ ، فقالوا لَهُ : إبراهيمُ ؟ فقالَ : انظُروا إلى‏ صاحِبِكُم ؛ يَعني رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله نفسَهُ .۱

۱۹۷۱۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ ... الّذي كَلَّمَ موسى‏ تَكلِيماً ، وأراهُ مِن آياتِهِ عَظيماً ، بلا جَوارِحَ ولا أدَواتٍ ، ولا نُطقٍ ولا لَهَواتٍ .۲

۱۹۷۱۹.عنه عليه السلام : وإنْ شئتُ ثَنَّيتُ بموسى‏ كَليمِ اللَّهِ عليه السلام ؛ حَيثُ يقولُ : (رَبِّ إنّي لِما أنْزَلْتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ)۳واللَّهِ ، ما سَألَهُ إلّا خُبزاً يأكُلُهُ ، لأنّهُ كانَ يأكُلُ بَقلَةَ الأرضِ .۴

۱۹۷۲۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : كُنْ لِما لا تَرجو أرجى‏ مِنكَ لِما تَرجو ؛ فإنَّ موسى‏ عليه السلام ذَهَبَ يَقتَبِسُ ناراً فانصَرَفَ إلَيهِم وهُو نَبيٌّ مُرسَلٌ .۵

۱۹۷۲۱.عنه عليه السلام : أوحَى اللَّهُ إلى‏ موسَى بنِ عِمرانَ عليه السلام : أتَدري يا موسى‏ لِمَ انتَجَبتُكَ مِن خَلقي واصطَفَيتُكَ لِكَلامي ؟ فقالَ : لا ياربِّ ، فأوحَى اللَّهُ إلَيهِ : إنّي اطَّلَعتُ إلَى الأرضِ فلَم أجِدْ علَيها أشَدَّ تَواضُعاً لِي مِنكَ .۶

۱۹۷۲۲.عنه عليه السلام : إنّ فِرعَونَ لَمّا وَقَفَ على‏ أنّ زَوالَ مُلكِهِ على‏ يدِ موسى‏ أمرَ بإحضارِ الكَهَنَةِ ، فدَلُّوهُ على‏ نَسَبِهِ وأنّهُ مِن بَني إسرائيلَ ، فلَم يَزَلْ يأمُرُ أصحابَهُ بِشَقِّ بُطونِ الحَوامِلِ مِن بَني إسرائيلَ حتّى‏ قَتَلَ في طَلَبِهِ نَيّفاً و عِشرينَ ألفَ مَولودٍ ، وتَعَذّرَ علَيهِ الوُصولُ إلى‏ قَتلِ موسى‏ ؛ لحِفظِ اللَّهِ تباركَ وتعالى‏ إيّاهُ .۷

كلام حول قصص موسى‏وهارون عليهما السلام في فصول:

1 . منزلة موسى‏ عليه السلام عندَ اللَّهِ وموقفه العُبوديّ:

«كان عليه السلام أحدالخمسةاُولي‏العزم‏الذين هم سادة الأنبياء ولهم كتابٌ وشريعة ، كما خصّهم اللَّه تعالى‏ بالذّكر في قوله : (وإذْ أخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ومِنْكَ ومِنْ نُوحٍ وإبْراهيمَ ومُوسى‏وعِيسى‏بنِ مَرْيمَ

1.الطبقات الكبرى‏:۱/۴۱۷.

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ .

3.القصص : ۲۴ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۰ .

5.بحار الأنوار : ۱۳/۳۱/۳ .

6.الأمالي للطوسي: ۱۶۵/۲۷۵.

7.بحار الأنوار : ۱۳/۴۷/۱۵ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182962
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي