بالمَعاصي واستَخَفُّوا بالتّابوتِ رَفَعَهُ اللَّهُ عَنهُم ، فلَمّا سألوا النَّبيَّ وبَعَثَ اللَّهُ إلَيهِم طالوتَ مَلِكاً يُقاتِلُ مَعَهُم رَدَّ اللَّهُ علَيهِمُ التّابوتَ ، كماقالَ اللَّهُ : (إنّ آيَةَ مُلْكِهِ أنْ يَأتِيَكُمُ التّابُوتُ فيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبِّكُم وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وآلُ هارونَ تَحْمِلُهُ المَلائِكَةُ). قالَ : البَقيَّةُ : ذُرِّيَّةُ الأنبياءِ ، وقَولُهُ : (فيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبِّكُم)فإنَّ التّابوتَ كانَ يُوضَعُ بَين يَدَيِ العَدُوِّ وبَينَ المُسلمينَ فتَخرُجُ مِنهُ رِيحٌ طَيِّبةٌ لَها وَجهٌ كوَجهِ الإنسانِ .۱
۱۹۷۴۱.تفسيرُ القمّي : حَدَّثَني أبي عن الحسنِ ابنِ خالِدٍ عن الرِّضا عليه السلام : السَّكِينَةُ رِيحٌ مِن الجَنَّةِ لَها وَجهٌ كوَجهِ الإنسانِ ، فكانَ إذا وُضِعَ التّابوتُ بَينَ يَدَيِ المُسلمينَ والكُفّارِ ؛ فإنْ تَقَدَّمَ التّابوتَ رَجُلٌ لا يَرجِعُ حتّى يُقتَلَ أو يَغلِبَ ، ومَن رَجَعَ عنِ التّابوتِ كَفرَ وقَتَلَهُ الإمامُ ، فأوحَى اللَّهُ إلى نَبيِّهِم أ نّ جالُوتُ يَقتُلُهُ مَن يَستَوي علَيهِ دِرعُ موسى عليه السلام ، وهُو رجُلٌ مِن وُلدِ لاوِي بنِ يَعقوبَ عليه السلام اسمُهُ داوودُ بنُ آسي .۲وكانَ آسي راعِياً وكانَ لَهُ عَشرَةُ بَنينَ أصغَرُهُم داوودُ ، فلَمّا بُعِثَ طالوتُ إلى بَني إسرائيلَ وجَمَعَهُم لِحَربِ جالوتَ بَعَثَ إلى آسي أنْ أحضِرْ وُلدَكَ ، فلَمّا حَضَروا دَعا واحِداً واحِداً مِن وُلدِهِ فألبَسَهُ دِرعَ موسى عليه السلام؛ مِنهُم مَن طالَت علَيهِ ، ومِنهُم مَن قَصُرَت عنهُ ، فقالَ لآسِي : هل خَلَّفتَ مِن وُلدِكَ أحَداً ؟ قالَ : نَعَم ، أصغَرُهُم ، تَرَكتُهُ في الغَنَمِ يَرعاها ، فبَعَثَ إلَيهِ ابنَهُ فجاءَ بهِ ، فلَمّا دُعِيَ أقبَلَ ومَعَهُ مِقلاعٌ ، قالَ : فنادَتهُ ثَلاثُ صَخراتٍ في طَريقِهِ فقالَت : ياداودُ خُذْنا ، فأخَذَها في مِخلاتِهِ، وكانَ شَديدَ البَطشِ قَوِيّاً في بَدَنِهِ شُجاعاً ، فلَمّا جاءَ إلى طالوتَ ألبَسَهُ دِرعَ موسى فاستَوَت علَيهِ، ففَصَلَ طالوتُ بالجُنودِ ، وقالَ لَهُم نَبيُّهُم : يابَني إسرائيلَ إنّ اللَّهَ مُبتَليكُم بنَهرٍ في هذهِ المَفازَةِ ، فمَن شَرِبَ مِنهُ فلَيسَ