453
ميزان الحکمه المجلد الثامن

لا تَتَزوّجُ بَعدَهُ أبداً ، فأوّلُ مَن أباحَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لَهُ أن يَتَزوّجَ بامرأةٍ قُتلَ بَعلُها داوودُ عليه السلام ، فتَزَوّجَ بامرأةِ اُوريا لمّا قُتِلَ وانقَضَت عِدَّتُها ، فذلكَ الذي شَقَّ علَى الناسِ مِن قَتلِ اُوريا .
وفي الأمالي للصدوق بإسناده إلى‏ أبي عبدِ اللَّهِ عليه السلام أ نّهُ قالَ لعَلقَمةَ : إنّ رِضا الناسِ لا يُملَكُ وألسِنَتَهُم لا تُضبَطُ ، ألَم يَنسِبوا داوودَ عليه السلام إلى‏ أ نّهُ تَبِعَ الطَّيرَ حتّى‏ نَظَرَ إلَى امرأةِ اُوريا فهواها ، وأ نّه قَدَّمَ زَوجَها أمامَ التابوتِ حَتّى‏ قُتِلَ ثُمّ تَزَوّجَ بها ؟! ... الحديث .۱

(انظر) باب 3730 حديث 19678 .

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۱۹۸ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
452

والمقالات : قالَ الرِّضا عليه السلام لابنِ جَهمٍ : وأمّا داوودُ فما يَقولُ مَن قَبلَكُم فيهِ ؟ قالَ : يقولونَ : إنّ داوودَ كانَ يُصَلّي في مِحرابهِ إذ تَصَوَّرَ لَهُ إبليسُ على‏ صُورةِ طَيرٍ أحسَنَ ما يكونُ مِن الطُّيورِ ، فقَطَعَ داوودُ صَلاتَهُ وقامَ يأخُذُ الطَّيرَ إلَى الدارِ فخَرَجَ في إثرِهِ فطارَ الطَّيرُ إلَى السَّطحِ ، فصَعِدَ في طَلَبِهِ فسَقَطَ الطَّيرُ في دارِ اُوريا ابنِ حَيّانَ ، فاطَّلَعَ داوودُ في إثرِ الطَّيرِ فإذا بامرأةِ اُوريا تَغتَسِلُ ، فلمّا نَظَرَ إلَيها هَواها وكانَ قد أخرَجَ اُوريا في بَعضِ غَزَواتِهِ ، فكَتَبَ إلى‏ صاحِبِهِ أن قَدِّمْ اُوريا أمامَ التابوتِ ، فقَدَّمَ فظَفرَ اُوريا بالمُشركينَ فصَعُبَ ذلكَ على‏ داوودَ ، فكَتَبَ إليهِ ثانيةً أن قدِّمْهُ أمامَ التابوتِ فقُدّمَ فقُتِلَ اُوريا، وتَزَوّجَ داوودُ بامرأتهِ.
قالَ : فضَرَبَ الرِّضا عليه السلام يَدَهُ على‏ جَبهَتهِ وقالَ : إنّا للَّهِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! لَقَد نَسَبتُم نَبيّاً مِن أنبياءِ اللَّهِ إلَى التهاونِ بِصَلاتِهِ حتّى‏ خَرَجَ في إثرِ الطَّيرِ ، ثُمَّ بالفاحِشَةِ ، ثُمّ بالقَتلِ !
فقالَ : يا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، ما كانَت خَطيئتُهُ ؟ فقالَ : وَيحَكَ ! إنّ داوودَ عليه السلام إنّما ظَنَّ أنّهُ ما خَلَقَ اللَّهُ خَلقاً هو أعلَمُ مِنهُ ، فبَعَثَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلَيهِ المَلَكَينِ فسَوّرا المِحرابَ ، فقالَ : (خَصْمانِ بَغى‏ بعْضُنا على‏ بَعضٍ فاحْكُمْ بَينَنا بالحَقِّ ولا تشْطِطْ واهْدِنا إلى‏ سَواءِ الصِّراطِ * إنّ هذا أخي لَهُ تِسْعٌ وتِسْعونَ نَعْجَةً ولي نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فقالَ اكفِلْنيها وعَزَّني في الخِطابِ)فعَجَّلَ داوودُ علَى المدّعى‏ عليهِ فقالَ : (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى‏ نِعاجِهِ)۱ ولم يَسألِ المُدَّعيَ البَيِّنَةَ على‏ ذلكَ ، ولم يُقبِلْ علَى المُدَّعى‏ علَيهِ فيقولُ لَهُ : ما تَقولُ ؟ فكانَ هذا خَطيئَةُ رَسمِ الحُكمِ لا ما ذَهَبتُم إلَيهِ ، ألا تَسمَعُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يَقولُ : (يا داوودُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الأرْضِ فاحْكُمْ بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ ...)۲إلى‏ آخِرِ الآيةِ .
فقالَ : يا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، قِصَّتُهُ مع اُوريا ؟ قالَ الرِّضا عليه السلام : إنّ المرأةَ في أيّامِ داوودَ كانَت إذا ماتَ بَعلُها أو قُتِلَ

1.ص : ۲۲ و ۲۳ .

2.ص : ۲۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182717
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي