إلى أن قال : وأمّا إليصابات فتمّ زمانها لتلد فولدت ابناً ، وسمع جيرانها و أقرباؤها أنّ الربّ عظّم رحمته لها ففرحوا معها . وفي اليوم جاؤوا ليختنوا الصبيّ وسمّوه باسم أبيه زكريّا فأجابت اُمّه وقالت : لا بل يسمّى يوحنّا ، فقالوا لها : ليس أحد في عشيرتك تسمّى بهذا الاسم . ثمّ أومؤوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمّي ، فطلب لوحاً وكتب قائلاً : اسمه يوحنّا ، فتعجّب الجميع ، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلّم وبارك اللَّهَ ، فوقع خوف على كلّ جيرانهم ، وتحدّث بهذه الاُمور جميعها في كلّ جبال اليهوديّة ، فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين : أترى ماذا يكون هذا الصبيّ ؟! وكانت يد الربّ معه ، وامتلأ زكريّا أبوه من الروح القدس وتنبّأ ... إلخ .
وفيه۱ : وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر - إذ كان بيلاطس النبطيّ والياً علَى اليهوديّة ، وهيرودس رئيس ربع علَى الجليل ، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطوريّة وكُورة تراخوتينس ، وليسانيوس رئيس ربع علَى الأبليّة في أيّام رئيس الكهنة حنّان وقيافا - كانت كلمة اللَّه على يوحنّا بن زكريّا في البرّيّة .
فجاء إلى جميع الكُورة المحيطة بالاُردن يكرز بمعموديّة التوبة لمغفرة الخطايا ، كما هو مكتوب في سفر أقوال أشعيا النبيّ القائل : «صوت خارج في البرّيّة ، أعِدّوا طريق الربّ اصنعوا سبله مستقيمة ، كلّ وادٍ يمتلئُ ، وكلّ جبل وأكمة ينخفض ، وتصير المعوجّات مستقيمة والشِّعاب طرقاً سهلة، ويبصر كلّ بشر خلاص اللَّه.
وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعمّدوا منه : يا أولاد الأفاعي ، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ؟! فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ، ولا تبتدؤوا تقولون في أنفسكم لنا :