519
ميزان الحکمه المجلد الثامن

فيها وألقى‏ علَيهِ التُّرابَ ، ثُمّ مَضى‏ فالتَفَتَ فإذا بالطَّستِ قد ظَهَرَ قالَ : قد فَعَلتُ ما أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ فمَضى‏ ، فإذا هُو بِطَيرٍ وخَلفَهُ بازِي فَطافَ الطّيرُ حَولَهُ فقالَ : أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ أن أقبَلَ هذا ، ففَتَحَ كُمَّهُ فدَخَلَ الطّيرُ فيهِ ، فقالَ لَهُ البازِي : أخَذتَ صَيدي وأنا خَلفَهُ مُنذُ أيّامٍ ، فقالَ : إنّ ربّي عَزَّوجلَّ أمَرَني أن لا اُويِسَ هذا ، فقَطَعَ مِن فَخِذِهِ قِطعَةً فألقاها إلَيهِ ثُمّ مَضى‏ ، فلَمّا مَضى‏ إذا هُو بلَحمِ مِيتَةٍ مُنتِنٍ مُدَوِّدٍ ، فقالَ : أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ أن أهرَبَ مِن هذا ، فهَرَبَ مِنهُ ورجَعَ . فرأى‏ في المَنامِ كأنّهُ قد قِيلَ لَهُ : إنّكَ قد فَعَلتَ ما اُمِرتَ بهِ ، فهَل تَدري ما ذاكَ كانَ ؟ قالَ : لا ، قيلَ لَهُ : أمّا الجَبَلُ فهُوَ الغَضَبُ ، إنّ العَبدَ إذا غَضِبَ لَم يَرَ نَفسَهُ وجَهِلَ قَدرَهُ مِن عِظَمِ الغَضَبِ ، فإذا حَفِظَ نفسَهُ وعَرَفَ قَدرَهُ وسكَنَ غَضبُهُ كانَت عاقِبَتُهُ كاللُّقمَةِ الطَّيِّبةِ الّتي أكَلَها ، وأمّا الطَّستُ فهُو العَمَلُ الصّالِحُ إذا كَتَمَهُ العَبدُ وأخفاهُ أبَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلّا أن يُظهِرَهُ لِيُزَيِّنَهُ بهِ مَع ما يَدَّخِرُ لَهُ مِن ثَوابِ الآخِرَة ، وأمّا الطَّيرُ فهُو الرّجُلُ الّذي يَأتِيكَ بنَصيحَةٍ فاقبَلْهُ واقبَلْ نَصيحَتَهُ ، وأمّا البازِي فهُوَ الرّجُلُ الّذي يَأتِيكَ في حاجَةٍ فلا تُؤيِسْهُ ، وأمّا اللّحمُ المُنتِنُ فهُو الغِيبَةُ فاهرَب مِنها .۱

(انظر) النبوّة العامّة : باب 3716 .
بحار الأنوار : 14 / 451 باب 31 .

3756 - الفَترَةُ بَينَ الرُّسُلِ‏

الكتاب :

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) .۲

الحديث :

۱۹۸۰۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في مَعنى‏ قولِهِ تعالى‏ :(على‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ )-: انقِطاعٍ مِن الرُّسُلِ .۳

۱۹۸۰۴.الكافي عن أبي الرَّبيعِ : حَجَجنا مَع أبي جعفرٍ عليه السلام في السَّنَةِ الّتي كانَ حَجَّ فيها

1.عيون أخبار الرِّضا : ۱/۲۷۵/۱۲ .

2.المائدة : ۱۹ .

3.تفسير القمّي : ۱/۱۶۴ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
518

يُسَمَّوا كما سُمِّيَ مَنِ استَعلَنَ مِن الأنبياءِ ، وهُو قولُ اللَّهِ ... (ورُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)۱يعني لم اُسَمِّ المُستَخفِينَ كما سَمَّيتُ المُستَعلَنينَ مِن الأنبياءِ .۲

۱۹۷۹۹.عنه عليه السلام : وكانَ مَن بينَ آدَمَ ونُوحٍ من الأنبياءِ مُستَخفِينَ؛ ولذلكَ خَفِيَ ذِكرُهُم في القرآنِ، فلَم يُسَمَّوا كما سُمِّيَ مَنِ استَعلَنَ من الأنبياءِ صَلواتُ اللَّهِ علَيهِم أجمَعينَ، وهُو قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ: (ورُسُلاً قَد قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ورُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) يَعني لَم اُسَمِّ المُستَخفِينَ كما سَمَّيتُ المُستَعلَنينَ مِن الأنبياءِ عليهم السلام‏۳.۴

۱۹۸۰۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : يا عبدَ الحَميدِ ، إنّ للَّهِ رسُلاً مُستَعلَنينَ ، ورُسُلاً مُستَخفِينَ ، فإذا سَألتَهُ بحَقِّ المُستَعلَنينَ فسَلْهُ بحقِّ المُستَخفِينَ .۵

۱۹۸۰۱.عنه عليه السلام- لَمّا سُئلَ عنِ المَجوسِ : أكانَ لَهُم نَبيٌّ ؟ -: نَعَم ، أما بَلَغَكَ كتابُ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إلى‏ أهلِ مكّةَ ... فكَتَبَ إلَيهِمُ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله : أنّ المَجوسَ كانَ لَهُم نَبيٌّ فقَتَلوهُ ، وكتابٌ أحرَقوهُ ، أتاهُم نَبيُّهُم بكِتابِهِم في اثنَي عَشَرَ ألفَ جِلدِ ثَورٍ .۶

۱۹۸۰۲.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : أوحَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلى‏ نَبيٍّ مِن أنبيائهِ : إذا أصبَحتَ فأوّلُ شي‏ءٍ يَستَقبِلُكَ فكُلْهُ ، والثّاني فاكتُمْهُ ، والثّالِثُ فاقبَلْهُ ، والرّابِعُ فلا تُؤيسْهُ ، والخامِسُ فاهرَبْ مِنهُ . فلَمّا أصبَحَ مَضى‏ فاستَقبَلَهُ جَبَلٌ أسوَدُ عَظيمٌ فَوَقَفَ وقالَ : أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ أن آكُلَ هذا ، وبَقِيَ مُتَحَيِّراً ، ثُمّ رَجَعَ إلى‏ نفسِهِ وقالَ : إنّ ربّي جلّ جلالُهُ لا يأمُرُني إلّا بما اُطيقُ ، فمَشى‏ إلَيهِ ليأكُلَهُ ، فكُلّما دَنا مِنهُ صَغُرَ حتّى‏ انتَهى‏ إليهِ فوَجَدَهُ لُقمَةً فأكَلَها فوجَدَها أطيَبَ شي‏ءٍ أكلَهُ ، ثمّ مَضى‏ فوَجَدَ طَسْتاً مِن ذَهَبٍ فقالَ لَهُ : أمَرَني ربِّي أن أكتُمَ هذا ، فحَفَرَ لَهُ حُفرَةً وجَعَلَهُ

1.النساء : ۱۶۴ .

2.تفسير العيّاشي : ۱/۲۸۵/۳۰۶ .

3.قال العلّامة الطباطبائي بعد ذكر الرواية : من الجائز أن يكون قوله : «يعني لم اُسمّ ...» من كلام الراوي . (الميزان في تفسير القرآن :۵/۱۴۶).

4.الكافي : ۸/۱۱۵/۹۲ .

5.كمال الدين : ۲۱ .

6.الكافي : ۳/۵۶۷/۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154950
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي