529
ميزان الحکمه المجلد الثامن

لتصديق نبوّة نبيّ الإسلام وتأييدِها ؟
من خلال ملاحظة سيرة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله يتّضح أنّ اللَّه تعالى‏ دعم صحّة نبوّته بالطرق الأربعة المتقدّمة ، وشهد بواسطة تلك الطرق على‏ نبوّته .

3760 - شَهادَةُ العِلمِ‏

الكتاب :

(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى‏ صِرَاطِ الْعَزيزِ الْحَمِيدِ) .۱

(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .۲

الحديث :

۱۹۸۲۳.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : العِلمُ حَياةُ الإسلامِ وعِمادُ الإيمانِ .۳

۱۹۸۲۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الإيمانُ والعِلمُ أخَوانِ تَوأمانِ ، ورَفيقانِ لا يَفتَرِقانِ .۴

تبيين :

تدلّ الآيات والروايات المحرّرة على‏ أنّ نبوّة رسول الإسلام ظاهرة علميّة ، تنسجم والمعايير العقليّة ، والعلاقة بين العلم والإيمان - من حيث الأساس - علاقة لا تقبل الانفصال .
بالنسبة إلى‏ تفسير ماهيّة التلاحم بين العلم والإيمان يتحتّم الالتفات إلى‏ مايلي :
1 . أنّ مفهوم العلم من خلال الكتاب والسنّة يعني البصيرة العلميّة .
2 . البصيرة العلميّة هي إحساس ونور ورؤية تهدي كلّ العلوم والمدركات الإنسانيّة ؛ يعني تضع العلم في طريق تكامل الفرد والمجتمع الإنسانيّ . وبعبارة اُخرى‏ : البصيرة العلميّة هي جوهر وروح العلم .
3 . يحترم الإسلام ويُقيّم كلّ فروع المعرفة ، شريطة أن تكون توأم البصيرة العلميّة ، وأن تستهدف رشد الإنسانيّة وتكاملها .
4 . أنّ العلم المجرّد عن البصيرة العلميّة ، يفضي إلَى انحطاط وسقوط

1.سبأ : ۶ .

2.الحجّ : ۵۴ .

3.كنز العمّال : ۲۸۹۴۴ .

4.غرر الحكم : ۱۷۸۵ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
528

وهذا الطريق عبارة عن أنّ اللَّه تعالى‏ يشهد على‏ نبوّة نبيّه بواسطة مقال معجز بذاته ؛ يعني أنّ عامّة الناس تفهم بوضوح أنّ هذا الكلام ليس كلاماً بشريّاً ، وأنّ الإنسان مهما ارتقى‏ في مدارج العلم والثقافة والأدب لا يقدر أن يأتي بمثل هذا الحديث.
أمّا الشهادة العمليّة فيمكن أن تكون على‏ لونَين أيضاً :
1 . المعجزة : وهي عبارة عن فعلٍ يدلّ علَى ارتباط مدّعي النبوّة باللَّه تعالى‏ ، ومن هنا يعبّر القرآن الكريم عن هذا الفعل بالآية والبيّنة ، نظير إلقاء العصا وإحياء الموتى‏ .
على‏ هذا الأساس إذا توفّر مدّعي النبوّة على‏ معجزة فهي - أي المعجزة - شهادة عمليّة من قبل اللَّه تعالى‏ على‏ صدق المدّعي .
2 . التقرير : إذا افترضنا أنّ شخصاً قدّم نفسه للناس بوصفه ممثّلاً لشخصيّة ما ، وألقى‏ علَى الناس في حضور تلك الشخصيّة بياناً يدّعي فيه أنّه مِن قِبَلها ، والتزمت تلك الشخصيّة الصمت دون عذر ، فمثل هذا السكوت والصمت تقرير وشهادة عمليّة من قبل تلك الشخصيّة على‏ صدق نيابة المدّعي وصحّة بيانه .
في ضوء ما تقدّم : فإذا قدّم فرد ما نفسه بوصفه رسول اللَّه تعالى‏ ، وطرح نبوّته - بشكل من الأشكال - بين يدَي مبدع العالم ، ولم تذعن لنبوّته عامّة الناس فحسب ، بل صدّقه العلماء ، ولم يُبطل اللَّه تعالَى ادّعاءه أمام الناس عن طريق واضح، فمثل هذا السكوت شهادة عمليّة وتقرير وتأييد لصحّة ادّعائه.

ما الطّريق الّذي استخدمه اللَّه تعالى‏ للشّهادة على‏ نبوّة نبيّ الإسلامِ ؟

بعد أن اتّضح مفهوم شهادة اللَّه تعالى‏ يتحتّم أن نلاحظ : أيّ طريق من الطرق المذكورة استخدمه اللَّه تعالى‏

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154704
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي