535
ميزان الحکمه المجلد الثامن

دِينهِ ، فدَعا رسولُ اللَّهِ بالمَكتَبِ ودَعا أميرَالمؤمنينَ عليه السلام وقالَ لَهُ : اكتُبْ ، فكَتبَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، فقالَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو : لا نَعرِفُ الرّحمنَ ، اكتُبْ كما كانَ يَكتُبُ آباؤكَ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : اكتُبْ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» فإنّهُ اسمٌ مِن أسماءِ اللَّهِ ، ثُمّ كَتَبَ : هذا ما تَقاضى‏ علَيهِ محمّدٌ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله والمَلأُ مِن قُريشٍ ، فقالَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو : لَو عَلِمنا أنّكَ رسولُ اللَّهِ ما حارَبناكَ ،اكتُب: هذا ما تَقاضى‏ علَيهِ محمّدُ بنُ عبدِاللَّهِ ، أتأنَفُ مِن نَسَبِكَ يامحمّدُ ؟! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: أنا رسولُ‏اللَّهِ وإن لَم تُقِرُّوا. ثُمّ قالَ : امْحُ ياعليُّ واكتُبْ محمّدُ بنُ عبدِاللَّهِ ، فقالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام: ما أمحُو اسمَكَ مِن النُّبُوّةِ أبداً ، فمَحاهُ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بيَدِهِ ثُمّ كَتَبَ : هذا ما اصطَلَحَ علَيهِ محمّدُ بنُ عبدِاللَّهِ والمَلأُ مِن قُرَيشٍ وسُهَيلُ بنُ عمرٍو ، واصطَلَحُوا على‏ وَضعِ الحَربِ بَينَهُم عَشرَ سِنينَ ، على‏ أن يَكُفَّ بَعضٌ عن بَعضٍ ، وعلى‏ أنّهُ لا إسلالَ ولا إغلالَ ، وأنّ بَينَنا وبَينَهُم غَيبَةً مَكفوفَةً ، وأنّهُ مَن أحَبَّ أن يَدخُلَ في عَهدِ محمّدٍ وعَقدِهِ فَعَلَ ، وأنّ مَن أحَبَّ أن يَدخُلَ في عَهدِ قُرَيشٍ وعَقدِها فَعَلَ ، وأنّهُ مَن أتى‏ مِن قُرَيشٍ إلى‏ أصحابِ محمّدٍ بغَيرِ إذنِ وليِّهِ يَرُدّهُ إلَيهِ ، وأنّهُ مَن أتى‏ قُريشاً مِن أصحابِ محمّدٍ لَم يَرُدَّهُ إلَيهِ ، وأن يكونَ الإسلامُ ظاهِراً بمَكّةَ لا يُكرَهُ أحَدٌ على‏ دِينِهِ ولا يُؤذى‏ ولا يُعَيَّرَ ، وأنّ محمّداً يَرجِعُ عَنهُم عامَهُ هذا وأصحابُهُ ثُمّ يَدخُلُ علَينا في العامِ القابِلِ مَكّةَ ، فيُقيمُ فيها ثلاثَةَ أيّامٍ ، ولايَدخُلُ علَيها بسِلاحِ إلّا سِلاحَ المُسافِرِ: السُّيوفُ في القِرابِ ، وكتَبَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ وشَهِدَ علَى الكِتابِ المُهاجِرونَ والأنصارُ .
ثُمّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يا عليُّ ، إنّكَ أبَيتَ أن تَمحُوَ اسمي مِن النُّبُوّةِ ، فوَالّذي بَعَثَني بالحَقِّ نَبيّاً لَتُجيبَنَّ أبناءَهُم إلى‏ مِثلِها وأنتَ مَضيضٌ مُضطَهَدٌ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
534

۱۹۸۳۳.بحارالأنوار : روى‏ السّيوطيُّ في الدُّرِّ المنثورِ ... عن عليٍّ عليه السلام قالَ: ما مِن رجُلٍ من قُرَيشٍ إلّا نَزَلَ فيهِ طائفةٌ مِن القرآنِ ، فقالَ رجُلٌ : ما نَزَلَ فيكَ ؟ قالَ : أما تَقرَأُ سُورةَ هُودٍ (أفَمَنْ كانَ على‏ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ؟ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله على‏ بَيّنَةٍ مِن رَبِّهِ وأنا شاهِدٌ مِنهُ .
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عليٍّ عليه السلام في الآية قال : قال عليه السلام : رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ بَيّنَةٍ مِن رَبِّهِ وأنا شاهِدٌ مِنهُ .
قال: وأخرج ابن مردويه من وجهٍ آخر عن عليٍّ عليه السلام قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: (أفَمَنْ كانَ على‏ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ) : أنا (ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) عليٌّ ۱ . ۲

۱۹۸۳۴.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : الّذي على‏ بَيّنَةٍ من رَبِّهِ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، والّذي تَلاهُ مِن بَعدِهِ الشّاهِدُ مِنهُ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام ، ثُمّ أوصياؤهُ واحِداً بعدَ واحِدٍ .۳

۱۹۸۳۵.بحار الأنوار عن عبداللَّهِ بن عَطاءٍ : كُنتُ جالِساً مَع أبي جعفرٍ عليه السلام في مَسجدِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله فرَأيتُ ابنَ عبدِاللَّهِ ابنِ سلامٍ جالِساً في ناحِيَةٍ ، فقُلتُ لأبي جعفرٍ عليه السلام: زَعَموا أنّ أبا هذا الّذي عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ . فقال : لا ، إنّما ذاكَ أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام نَزَلَ فيهِ (أفَمَنْ كانَ على‏ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)؛ فالنّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله على‏ بَيّنَةٍ من رَبِّهِ، وأميرُالمؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ شاهِدٌ مِنهُ .۴

۱۹۸۳۶.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في حَديثِهِ عن صُلحِ الحُدَيبيةِ -: رَجَعَ حَفصُ بنُ الأحنَفِ وسُهَيلُ بنُ عَمرٍو إلى‏ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وقالا : يا محمّدُ ، قد أجابَت قُرَيشٌ إلى‏ ما اشتَرَطتَ علَيهِم مِن إظهارِ الإسلامِ وأن لا يُكرَهَ أحَدٌ على‏

1.بحار الأنوار : ۳۵ / ۳۹۳ / ۱۸ .

2.قال المجلسيّ رحمة اللَّه عليه في ذيل الحديث بعنوان «بيان» : روى‏ العلّامة مثل ذلك من طريق الجمهور ، وقال السيّد ابن طاووس في كتاب «سعد السعود» : وقد روى‏ أ نّ المقصود بقوله جلّ‏جلاله : (شاهِدٌ مِنْهُ) هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، محمّدُ بن العبّاس بن مروان في كتابه ، من ستّة وستّين طريقاً بأسانيدها .

3.بحار الأنوار : ۳۵ / ۳۸۸ / ۶ .

4.بحار الأنوار : ۳۵ / ۳۹۱ / ۱۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 153209
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي