إيضاح حول حكم نحت التماثيل‏

نُقلت أحاديث كثيرة عن النبيّ الكريم صلى اللَّه عليه وآله في الكتب الروائية الشيعية والسنّية ، كما رُويت أحاديث عديدة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام تدلّ على حرمة نحت تماثيل الإنسان و الحيوانات والأحياء .^۱
وقد أفتى أغلب الفقهاء من المذاهب الإسلامية - شيعة وسنة - استناداً لهذه الروايات الغفيرة ، بحرمة نحت تماثيل الأحياء ، حتّى إنّ بعض فقهاء الشيعة أمثال صاحب الجواهر^۲ ، والشيخ الأنصاري في كتاب المكاسب‏^۳ ، وآية اللَّه الخوئي في مصباح الفقاهة^۴ ، وكذلك فقهاء أهل السنّة أمثال عبد الرحمن الجزيري في الفقه على المذاهب الأربعة^۵ ، والدكتور وهبة الزحيلي في الفقه الإسلامي‏^۶ ، ادّعوا الإجماع على ذلك .
إلّا أنّ بعض فقهاء الإمامية المتقدّمين أمثال الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القرآن‏^۷ والطبرسي في مجمع البيان‏^۸ ، قالوا بكراهته ، واقتصروا بالحرمة على نحت الأصنام ، وقد أفتى بعض الفقهاء المعاصرين بهذه الفتوى أيضاً .
ومنشأ هذا الخلاف في الفتوى هو الاختلاف في الفهم بالنسبة إلى كون حكم حرمة نحت التماثيل والتصوير والذي ورد في أحاديث عديدة عن النبيّ الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام . هل هو حكم مؤقت أم دائم فالفريق الأوّل من الفقهاء فهم منها أن هذا الحكم ثابت ، إلّا أنّ الفريق الثاني رآه مؤقّتاً ومختصّاً بالظروف التي كانت سائدة في صدر الإسلام حينما كانت رواسب الوثنية لا تزال عالقة

حتّى‏ وَضَعَ يَدَهُ على‏ رأسِهِ ، قالَ : اُنَبِّئُكَ بما سَمِعتُ مِن رسولِ‏اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، سَمِعتُ رسولَ‏اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : كُلُّ مُصَوِّرٍ في النّارِ ، يَجعَلُ لَهُ بكُلِّ صُورَةٍ صَوّرَها نَفْساً فتُعَذِّبُهُ في جَهَنّمَ . وقالَ : إن كُنتَ لا بُدَّ فاعِلاً فاصنَعِ الشَّجَرَ وما لا نَفسَ لَهُ .^۱

۱۸۶۴۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في صفةِ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله -: ويكونُ السِّترُ على‏ بابِ بَيتِهِ فتَكونُ فيهِ التَّصاويرُ فيقولُ : يافُلانَةُ - لإحدى‏ أزواجِهِ - غَيِّبيهِ عنِّي ، فإنّي إذا نَظَرتُ إلَيهِ ذَكَرتُ الدُّنيا وزَخارِفَها . فأعرَضَ عنِ الدُّنيا بقَلبِهِ ، وأماتَ ذِكرَها مِن نَفسِهِ ، وأحَبَّ أن تَغيبَ زِينَتُها عن عَينِهِ .^۲

۱۸۶۴۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عنِ التَّماثيلِ الّتي في بُيوتِهِم -: هذهِ للنِّساءِ أو بُيوتِ النِّساءِ .^۳

۱۸۶۵۰.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن مثَّل تِمثالاً كُلِّفَ يَومَ القِيامَةِ أنْ يَنفُخَ فيهِ الرُّوحَ .^۴

۱۸۶۵۱.عنه عليه السلام- لَمّا سألَهُ محمّدُ بنُ مسلمٍ عن تَماثيلِ الشَّجَرِ والشَّمسِ والقَمرِ -: لا بأسَ، ما لَم يَكُن شيئاً مِن الحَيوانِ .^۵

۱۸۶۵۲.عنه عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(يَعْمَلونَ لَهُ مَا يَشاءُ من تماثيل ...)-: واللَّهِ، ما هِي تَماثيلُ الرِّجالِ والنِّساءِ ، ولكنّها تَماثيلُ الشَّجَرِ وشِبْهِهِ .^۶

۱۸۶۵۳.الكافي : عليُّ بنُ أبي حمزةَ عن أبي بصير عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أتاني جَبرئيلُ وقالَ : يامحمّدُ، إنّ ربَّكَ يُقرِئُكَ السّلامَ ويَنهى‏ عَن تَزويقِ البُيوتِ .
قالَ أبو بصيرٍ : فقلتُ : وما تَزويقُ البُيوتِ ؟ فقالَ : تَصاويرُ التَّماثيلِ .^۷