555
ميزان الحکمه المجلد الثامن

وبَعَثتُ إلَيكَ بجارِيَتَينِ لَهُما مَكانٌ في القِبطِ عَظيمٌ ، وقد أهدَيتُ لكَ كِسوَةً وبَغلَةً تَركَبُها ، ولَم يَزِدْ على‏ هذا ولَم يُسلِمْ ، فقَبِلَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله هَديَّتَهُ ، وأخَذَ الجاريَتَينِ مارِيَةَ اُمَّ إبراهيمَ ابنِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله واُختَها سِيرينَ ، وَبغلَةً بَيضاءَ لَم يَكُن في العَرَبِ يَومئذٍ غَيرُها وهِي دُلدُلُ ، وقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: ضَنَّ الخَبيثُ بمُلكِهِ ولا بَقاءَ لمُلكِهِ. قالَ حاطِبٌ : كانَ لي مُكرِماً في الضِّيافَةِ وقِلَّةِ اللَّبثِ بِبابِهِ ، ما أقَمتُ عِندَهُ إلّاخَمسَةَ أيّامٍ .۱

۱۹۹۳۵.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله شُجاعَ ابنَ وَهبٍ الأسَديّ - وهو أحَدُ السِّتّةِ - إلَى الحارِثِ بنِ أبي شِمرٍ الغَسّانيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ وكَتَبَ مَعهُ كِتاباً ، قالَ شُجاعٌ : فأتَيتُ إلَيهِ وهُو بِغَوطَةِ دِمَشقَ ، وهُو مَشغولٌ بتَهيئَةِ الإنزالِ والألطافِ لقَيصرَ ، وهُو جاءٍ مِن حِمصَ إلى‏ إيلياءَ ، فأقَمتُ على‏ بابِهِ يَومَينِ أو ثَلاثَةً ، فقُلتُ لحاجِبِهِ : إنّي رَسولُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إلَيهِ ، فقالَ : لا تَصِلُ إلَيهِ حتّى‏ يَخرُجَ يومَ كذا وكذا، وجَعلَ حاجِبُهُ - وكانَ رُوميّاً اسمُهُ مرى‏ - يَسألُني عن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فكُنتُ اُحَدِّثُهُ عن صفَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وما يَدعو إلَيهِ ، فيَرِقُّ حتّى‏ يَغلِبَهُ البُكاءُ ويقولَ : إنّي قد قَرأتُ الإنجيلَ فأجِدُ صفَةَ هذا النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله بعَينِهِ ، فأنا اُؤمِنُ بهِ واُصَدِّقُهُ وأخافُ مِن الحارِثِ أن يَقتُلَني . وكانَ يُكرِمُني ويُحِسنُ ضِيافَتي . وخَرجَ الحارِثُ يَوماً فجَلَسَ ووضَعَ التّاجَ على‏ رأسِهِ ، فأذِنَ لي علَيهِ ، فدَفَعتُ إلَيهِ كِتابَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقَرأهُ ثُمّ رَمى‏ بهِ وقالَ : مَن يَنتَزِعُ مِنّي مُلكي ؟! أنا سائرٌ إلَيهِ ولَو كانَ باليَمَنِ جِئتُهُ ، علَيَّ بالنّاسِ ! فلَم يَزَلْ يَفرِضُ حَتّى‏ قامَ ، وأمَرَ بالخُيولِ تُنعَلُ ، ثُمّ قالَ : أخبِرْ صاحِبَكَ ما تَرى‏ ، وكَتَبَ إلى‏ قَيصرَ يُخبِرُهُ خَبَري وما عَزَمَ علَيهِ ، فكَتَبَ إلَيهِ قَيصرُ ألّا تَسيرَ إلَيهِ والْهُ عنهُ ووافِني بإيلياءَ ، فلمّا جاءَهُ جَوابُ كِتابهِ دَعاني فقالَ : متى‏ تُريدُ أن تَخرُجَ إلى‏ صاحِبِكَ ؟ فقُلتُ : غَداً ، فأمَرَ لي بمائةِ مِثقالِ ذَهَبٍ ، ووَصَلَني

1.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۶۰ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
554

وتَناحَزوا ورَفَعوا الصَّليبَ ، فلَمّا رأى‏ هِرَقْلُ ذلكَ مِنهُم يَئسَ مِن إسلامِهِم وخافَهُم على‏ نَفسِهِ ومُلكِهِ ، فسَكّنَهُم ثُمّ قالَ : إنّما قُلتُ لَكُم ما قُلتُ أختَبِرُكُم لأنظُرَ كيفَ صَلابَتُكُم في دِينِكُم ، فقد رأيتُ مِنكُمُ الّذي اُحِبُّ ، فسَجَدوا لَهُ .۱

۱۹۹۳۳.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عبدَاللَّهِ ابنَ حُذافَةَ السَّهميّ - وهو أحَدُ السِّتَّةِ - إلى‏ كِسرى‏ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ وكَتَبَ مَعهُ كِتاباً ، قالَ عبدُاللَّهِ : فدَفَعتُ إلَيهِ كتابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقُرئَ علَيهِ ، ثُمّ أخَذَهُ فمَزَّقَهُ ، فلَمّا بَلَغَ ذلكَ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قالَ : اللّهُمّ مَزِّقْ مُلكَهُ ! وكَتَبَ كِسرى‏ إلى‏ باذانَ عامِلهِ علَى اليَمنِ أنِ ابعَثْ مِن عِندِكَ رجُلَينِ جَلْدَينِ إلى‏ هذا الرّجُلِ الّذي بالحِجازِ فلْيَأتِياني بخَبَرِهِ ، فبَعَثَ باذانُ قَهرمانَهُ ورجُلاً آخَرَ وكَتَبَ مَعَهُما كِتاباً ، فَقدِما المدينَةَ فدَفَعا كتابَ باذانَ إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فتَبسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ودَعاهُما إلَى الإسلامِ وفَرائصُهُما تَرعُدُ ، وقالَ : ارجِعا عَنّي يَومَكُما هذا حتّى‏ تأتِياني الغَدَ فاُخبِرَكُما بما اُريدُ ، فجاءاهُ مِن الغَدِ ، فقالَ لَهُما : أبلِغا صاحِبَكُما أنَّ رَبِّي قد قَتَلَ رَبَّهُ كِسرى‏ في هذهِ اللَّيلَةِ لِسَبعِ ساعاتٍ مَضَت مِنها ؛ وهِيَ ليلةُ الثّلاثاءِ لعَشرِ ليالٍ مَضَينَ مِن جُمادَى الاُولى‏ سَنةَ سَبعٍ ؛ وأنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ سَلَّطَ علَيهِ ابنَهُ شِيرَويهَ فقَتلَهُ؛ فَرَجعا إلى‏ باذانَ بذلكَ فأسلَمَ هُو والأبناءُ الّذينَ باليَمَنِ .۲

۱۹۹۳۴.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حاطِبَ ابنَ أبي بَلتعَةَ اللَّخْميّ - وهو أحَدُ السِّتّةِ - إلَى المُقَوقسِ صاحِبِ الإسكَندَريَّةِ عَظيمِ القِبطِ يدَعوهُ إلَى الإسلامِ ، وكَتَبَ مَعهُ كِتاباً ، فأوصَلَ إلَيهِ كِتابَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقَرَأهُ وقالَ لَهُ خَيراً ، وأخَذَ الكِتابَ فجَعَلَهُ في حُقٍّ مِن عاجٍ وخَتَمَ علَيهِ ودَفَعَهُ إلى‏ جارِيَتِهِ ، وكَتبَ إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : قد عَلِمتُ أنَّ نَبيّاً قد بَقِيَ وكُنتُ أظُنُّ أنّهُ يَخرُجُ بالشّأمِ ، وقد أكرَمتُ رَسولَكَ ،

1.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۵۹ .

2.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۵۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182852
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي