557
ميزان الحکمه المجلد الثامن

يَدَيهِ ... وأجلَسوا أصحابي خَلفي ...
ثُمّ قالَ لِتَرجُمانهِ : سَلْهُ ، كيفَ حَسَبُهُ فيكُم ؟ قالَ : قلتُ : هُو فينا ذوحَسَبٍ . قالَ : فهَل كانَ مِن آبائهِ مَلِكٌ ؟ قلتُ : لا . قالَ : فهَل كُنتُم تَتَّهِمونَهُ بالكِذبِ قَبلَ أن يَقولَ ما قالَ ؟ قلتُ : لا . قالَ : ومَن يَتَّبِعُهُ ؛ أشرافُ النّاسِ أم ضُعَفاؤهُم ؟ قالَ : قلتُ : بَل ضُعَفاؤهُم . قالَ : أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ ؟ قالَ : قلتُ : لا ، بَل يَزيدونَ ، قالَ : هَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم عَن دِينهِ بَعدَ أن يَدخُلَ فيهِ سَخطَةً لَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا . قالَ : فهَل قاتَلتُموهُ ؟ قلتُ : نَعَم . قالَ : فكَيفَ كانَ قِتالُكُم إيّاهُ ؟ قالَ : قلتُ : تَكونُ الحَربُ بَينَنا وبَينَهُ سِجالاً ، يُصيبُ مِنّا ونُصيبُ مِنهُ . قالَ : فهَل يَغدِرُ ؟ قلتُ : لا ، ونحنُ مِنهُ في مُدَّةٍ لا نَدري ما هُو صانِعٌ فيها ... قالَ : فَهل قالَ هذا القَولَ أحَدٌ قَبلَهُ ؟ قالَ : قلتُ : لا ...
قالَ : إن يَكُن ما تَقولُ فيهِ حَقاً فإنّهُ نَبيٌّ ، وقد كنتُ أعلَمُ أنّهُ خارِجٌ ، ولَم أكُنْ أظُنُّهُ مِنكُم ، ولَو أنّي أعلَمُ أتّي أخلُصُ إلَيهِ لأحبَبتُ لِقاءهُ ، ولو كُنتُ عِندَهُ لَغَسَلتُ عن قَدَمَيهِ ، وليَبلُغَنَّ مُلكُهُ ما تَحتَ قَدَميَّ .
قالَ : ثُمّ دَعا بكِتابِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقَرأهُ ، فإذا فيهِ : بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، من محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى‏ هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ على‏ مَنِ اتَّبَعَ الهُدى‏ ، أمّا بعدُ فإنّي أدعوكَ بدِعايَةِ الإسلامِ ، أسلِمْ تَسلَمْ ، وأسلِمْ يُؤتِكَ اللَّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ ، وإن تَوَلَّيتَ فإنَّ علَيكَ إثمَ الأريسيِّينَ (يا أهلَ الكِتابِ تعالَوا إلى‏ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وبَيْنَكُم أنْ لا نَعْبُدَ إلّا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بهِ...) .۱
فلَمّا فَرَغَ مِن قِراءةِ الكِتابِ ارتَفَعَتِ الأصواتُ عِندَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ ، وأمَرَ بنا فاُخرِجنا . قالَ: فقُلتُ لأصحابي حِينَ خَرَجنا : لَقد أمِرَ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ !۲

۱۹۹۳۹.بحار الأنوار عن ابن مهديِّ المطاميريِّ في مجالِسِهِ : إنّ النَّبيَّ كَتَبَ إلى‏ كِسرى‏ : مِن محمّدٍ رسولِ اللَّهِ إلى‏

1.آل عمران : ۶۴ .

2.صحيح مسلم : ۳ / ۱۳۹۳ / ۷۴ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
556

مرى‏ ، وأمَرَ لي بنَفَقَةٍ وكِسوَةٍ ، وقالَ : أقرِئْ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنّي السَّلامَ ، فقَدِمتُ علَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله فأخبَرتُهُ ، فقالَ : بادَ مُلكُهُ ! وأقرَأتُهُ مِن مرى‏ السَّلامَ وأخبَرتُهُ بما قالَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : صَدَقَ ؛ وماتَ الحارِثُ بنُ أبي شِمرٍ عامَ الفَتحِ .۱

۱۹۹۳۶.الطبقات الكبرى : كانَ فَروَةُ بنُ عَمرِو الجُذاميّ عامِلاً لقَيصرَ على‏ عَمّانَ مِن أرضِ البَلقاءِ ، فلَم يَكتُبْ إلَيهِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فأسلَمَ فَروَةُ وكَتَبَ إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بإسلامِهِ وأهدى‏ لَهُ ، وبَعَثَ مِن عِندِه رَسولاً مِن قَومِهِ يُقالُ لَهُ : مَسعودُ بنُ سَعدٍ ، فقَرأ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كتابَهُ وقَبِلَ هَديَّتَهُ ، وكَتَبَ إلَيهِ جوابَ كِتابِهِ ، وأجازَ مَسعوداً باثنتَي عَشرَةَ اُوقِيَّةً ونَشٍّ ، وذلكَ خَمسُمِائةِ دِرهَمٍ .۲

۱۹۹۳۷.الطبقات الكبرى : بَعَثَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سَليطَ ابنَ عَمرِو العامِريّ - وهو أحَدُ السِّتّةِ - إلى‏ هَوذَةَ بنِ عليِّ الحَنَفيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ وكَتَبَ مَعَهُ كِتاباً ، فقَدِمَ علَيهِ وأنزَلَهُ وحَباهُ ، وقَرأ كِتابَ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : ورَدَّ رَدّاً دُونَ رَدٍّ ، وكَتَبَ إلَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : ما أحسَنَ ما تَدعو إلَيهِ وأجمَلَهُ ! وأنا شاعِرُ قَومي وخَطيبُهُم ، والعَرَبُ تَهابُ مَكاني ، فاجعَلْ لي بعضَ الأمرِ أتَّبِعْكَ . وأجازَ سَليطَ بنَ عَمرٍو بجائزةٍ وكَساهُ أثواباً مِن نَسجِ هَجَرَ ، فقَدِمَ بذلكَ كلِّهِ علَى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله وأخبَرَهُ عنهُ بما قالَ ، وقَرأ كِتابَهُ وقالَ : لَو سألَني سَيابَةً من الأرضِ ما فَعَلتُ ، بادَ وبادَ ما في يَدَيهِ ! فلمّا انصَرَفَ مِن عامِ الفَتحِ جاءهُ جَبرئيلُ فأخبَرَهُ أنّهُ قَد ماتَ .۳

۱۹۹۳۸.صحيح مسلم عن أبي‏سُفيانَ : ... بَينا أنا بالشّامِ إذ جِي‏ءَ بكِتابٍ مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إلى‏ هِرَقلَ ... فقالَ هِرَقلُ : هَل هاهُنا أحَدٌ مِن قَومِ هذا الرّجُلِ الّذي يَزعُمُ أنّهُ نَبيٌّ ؟
قالوا : نَعَم .
قالَ : فدُعِيتُ في نَفَرٍ مِن قُريشٍ ، فدَخَلنا على‏ هِرَقلَ فأجلَسَنا بينَ

1.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۶۱ .

2.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۶۲ .

3.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۲۶۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182686
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي