587
ميزان الحکمه المجلد الثامن

تُستَمسَكُ السَّماءُ ، فقالَ : يا جابِرُ ، لا أزالُ على‏ مِنهاجِ أبوَيَّ مُؤتَسِياً بِهِما حتّى‏ ألقاهُما . فأقبَلَ جابِرٌ على‏ مَن حَضَرَ فقالَ لَهُم : ما رُئيَ مِن أولادِ الأنبياءِ مِثلُ عليِّ بنِ الحسينِ ، إلّا يُوسُفَ بنَ يَعقوبَ ، واللَّهِ لَذُرِّيَّةُ عليِّ بنِ الحسينِ أفضَلُ مِن ذرِّيَّةِ يُوسُفَ .۱

3790 - اِتِّهامُهُ صلى اللَّه عليه وآله مِن قِبَلِ الأعداءِ

الكتاب :

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .۲

(ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) .۳

(فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ * أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) .۴

(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) .۵

(وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) .۶

(وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ * بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) .۷

(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) .۸

(اِقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) .۹

(ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) .۱۰

(كَذلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) .۱۱

1.بحار الأنوار : ۴۶ / ۷۸ / ۷۵ .

2.النحل : ۱۰۳ و ۱۰۴ .

3.الدخان : ۱۴ .

4.الطور : ۲۹ - ۳۴ .

5.الحاقّة : ۴۰ - ۴۷ .

6.الحِجر : ۶ - ۸ .

7.الصافّات : ۳۶ و ۳۷ .

8.الصفّ : ۶ .

9.القمر : ۱ و ۲ .

10.المدّثّر : ۲۳ و ۲۴ .

11.الذاريات : ۵۲ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
586

فقالَ : ما مَنَعَني ذلكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ ثَلاثينَ سُورَةً فيهِنَّ السَّبعُ الطِّوالُ ، فقالَ عُمرُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ وأنتَ تَجهَدُ هذا الاجتِهادَ ؟ فقالَ : ياعُمرُ ، أفَلا أكونُ عَبداً شَكوراً ؟ !۱

۲۰۰۶۳.بحار الأنوار عن طاووس الفَقيه : رَأيتُ في الحِجرِ زينَ العابِدينَ عليه السلام يُصَلّي ويَدعو : عُبَيدُكَ بِبابِكَ ، أسيرُكَ بفِنائكَ ، مِسكينُكَ بفِنائكَ ، سائلُكَ بفِنائكَ ، يَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى‏ علَيكَ . وفي خَبرٍ : لا تَرُدَّني عن بابِكَ .
وأتَت فاطمةُ بِنتُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ إلى‏ جابِرِ بنِ عبدِاللَّهِ فقالَت لَهُ : يا صاحِبَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، إنّ لَنا علَيكُم حُقوقاً ، ومِن حَقِّنا علَيكُم أن‏إذا رأيتُم أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهاداً أن تُذَكِّروهُ اللَّهَ ، وتَدعوهُ إلَى البُقيا على‏ نَفسِهِ ، وهذا عليُّ بنُ الحسينِ بَقيَّةُ أبيهِ الحسينِ قدِ انخَرَمَ أنفُهُ ، ونَقِبَت جَبهَتُهُ ورُكبَتاهُ وراحَتاهُ ، أذابَ نفسَهُ في العِبادَةِ !
فأتى‏ جابرٌ إلى‏ بابِهِ واستأذَنَ ، فلَمّا دَخَلَ علَيهِ وَجَدَهُ في مِحرابِهِ قد أنضَتهُ‏۲ العِبادَةُ ، فنَهَضَ عليٌّ فسألَهُ عن حالِهِ سُؤالاً حَفِيّاً ، ثمّ أجلَسَهُ بجَنبِهِ ، ثُمّ أقبَلَ جابرٌ يقولُ : يابنَ رسولِ اللَّهِ، أما عَلِمتَ أنّ اللَّهَ إنّما خَلَقَ الجَنّةَ لَكُم ولِمَن أحَبَّكُم ، وخَلَقَ النّارَ لِمَن أبغَضَكُم وعاداكُم ، فما هذا الجَهدُ الّذي كَلَّفتَهُ نفسَكَ ؟ ! فقالَ لَهُ عليُّ بنُ الحسينِ : يا صاحِبَ رسولِ اللَّهِ ، أما عَلِمتَ أنّ جَدّي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قد غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تأخَّرَ ، فلَم يَدَعِ الاجتِهادَ لَهُ ، وتَعَبَّدَ - بأبي هُو واُمّي - حتَّى انتَفَخَ السّاقُ وَورِمَ القَدَمُ ، وقيلَ لَهُ : أتَفعَلُ هذا وقد غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تأخَّرَ ؟! قالَ : أفلا أكونُ عَبداً شَكوراً ؟!
فلَمّا نَظَرَ إلَيهِ جابِرٌ ولَيسَ يُغني فيهِ قَولٌ ، قالَ : يابنَ رسولِ اللَّهِ ، البُقيا على‏ نَفسِكَ ؛ فإنّكَ مِن اُسرَةٍ بِهِم يُستَدفَعُ البَلاءُ ، وبِهِم تُستَكشَفُ اللَّأواءُ ، وبِهِم

1.الأمالي للطوسي : ۴۰۳ / ۹۰۳ .

2.أنضى الدابّة : هَزَلها وأتعبها، والثوب : أبلاه (المعجم الوسيط :۲/۹۲۹) .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 153187
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي