3791 - عِلمُ النُّجومِ
الكتاب :
(فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) .۱
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) .۲
التّفسير :
قولُه تعالى : (فنَظَرَ نَظْرَةً في النُّجومِ * فَقالَ إنّي سَقيمٌ) لا شكّ أنّ ظاهر الآيتَين أنّ إخباره عليه السلام بأ نّه سقيم مرتبط بنظرته في النجوم ومبنيّ عليه ، ونظرته في النجوم إمّا لتشخيص الساعة وخصوص الوقت كمن به حُمّى ذات نوبة يُعيّن وقتها بطلوع كوكب أو غروبها أو وضع خاصّ من النجوم ، وإمّا للوقوف علَى الحوادث المستقبلة التي كان المنجّمون يرَون أنّ الأوضاع الفلكيّة تدلّ عليها ، وقد كان الصابئون مبالِغين فيها وكان في عهده عليه السلام منهم جمّ غفير .
فعلَى الوجه الأوّل لمّا أراد أهل المدينة أن يخرجوا كافّة إلى عيد لهم ، نظر إلَى النجوم وأخبرهم أ نّه سقيم ستعتريه العلّة فلا يقدر علَى الخروج معهم .
وعلَى الوجه الثاني نظر عليه السلام حينذاك إلَى النجوم نظرة المنجّمين ، فأخبرهم أ نّها تدلّ على أ نّه سيسقم فليس في وسعه الخروج معهم .
وأوّل الوجهَين أنسب لحاله عليه السلام وهو في إخلاص التوحيد بحيث لا يرى لغيره تعالى تأثيراً ، ولا دليل لنا قويّاً يدلّ على أ نّه عليه السلام لم يكن به في تلك الأيّام سقم أصلاً ، وقد أخبر القرآن بإخباره بأ نّه سقيم ، وذكر سبحانه قبيل ذلك أ نّه جاء ربّه بقلب سليم ، فلا يجوز عليه كذب ولا لغو من القول .
ولهم في الآيتَين وجوه اُخر أوجهها أنّ نظرته في النجوم وإخباره بالسقم من المعاريض في الكلام ،