والمعاريض أن يقول الرجل شيئاً يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده ، فلعلّه نظر عليه السلام في النجوم نظر الموحِّد في صنعه تعالى يستدلّ به عليه تعالى وعلى وحدانيّته وهم يحسبون أ نّه ينظر إليها نظر المنجّم فيها ليستدلّ بها علَى الحوادث ، ثمّ قال : إنّي سقيم ، يريد أ نّه سيعتريه سقم ، فإنّ الإنسان لا يخلو في حياته من سقم ما ومرضما، كماقال: (وإذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفينِ)۱، وهم يحسبون أ نّه يخبر عن سقمه يوم يخرجون فيه لعيد لهم ، والمرجّح عنده لجميع ذلك ما كان يهتمّ به من الرواغ إلى أصنامهم وكسرها.
لكنّ هذا الوجه مبنيّ على أ نّه كان صحيحاً غير سقيم يومئذٍ ، وقد سمعت أن لا دليل يدلّ عليه . على أنّ المعاريض غير جائزة علَى الأنبياء ؛ لارتفاع الوثوق بذلك عن قولهم .۲
۲۰۰۶۹.وسائل الشيعة عن زيدِ بنِ خالدِ الجُهنيّ : صَلّى بِنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله صَلاةَ الصُّبحِ في الحُدَيبيَةِ في أثَرِ سَماءةٍ كانَت مِن اللَّيلِ فَلَمّا انصرَفَ النّاسُ قالَ : هل تَدرونَ ماذا قالَ رَبُّكُم؟ قالوا : اللَّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ . قالَ : إنّ رَبَّكُم يقولُ : مِن عِبادي مُؤمِنٌ بي وكافِرٌ بالكواكِبِ ، وكافِرٌ بي ومُؤمِنٌ بالكواكِبِ ، فمَن قالَ : مُطِرنا بفَضلِ اللَّهِ ورَحمَتِهِ فذلكَ مُؤمِنٌ بي وكافِرٌ بالكواكِبِ ، ومَن قالَ :مُطِرنا بِنَوءِ كذا وكذا فذلِكَ كافِرٌ بي ومُؤمِنٌ بالكواكِبِ ۳ . ۴
۲۰۰۷۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَنِ اقتَبَسَ عِلماً منعِلمِ النُّجومِ مِن حَمَلَةِ القرآنِ ازدادَ بهِ إيماناً ويَقيناً ، ثُمّ تَلا : (إنّ في اخْتِلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ وَ ما خَلق اللَّه فِى السّمواتِ وَ الاَرض لِلآيات لِقوم يَتّقون)۵.۶
20071.عنه عليه السلام - لَمّا قالَ لَهُ رجُلٌ يَستَخدِمُ
1.الشعراء : ۸۰ .
2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷ / ۱۴۸.
3.وسائل الشيعة : ۸ / ۲۷۲ / ۱۰ .
4.قال الشيخ الحرّ العامليّ بعد ذكره للحديث : قالَ الشَّهيدُ : هذا مَحمول علَى اعتقاد مَدخليّتها في التّأثير ، والنَّوءُ : سُقوط كوكب في المغرب وطلوع رقيبه في المشرق .
5.يونس : ۶ .
6.بحار الأنوار : ۵۸ / ۲۵۴ / ۴۱ .