603
ميزان الحکمه المجلد الثامن

عِلمَ النُّجومِ : إن سِرتَ في هذا الوَقتِ خَشِيتُ أن لا تَظفِرَ بمُرادِكَ - : أتَزعُمُ أ نّكَ تَهدي إلَى السّاعَةِ الّتي مَن سارَ فيها صُرِفَ عنهُ السُّوءُ ، وتُخَوِّفُ مِن السّاعَةِ الّتي مَن سارَ فيها حاقَ بهِ الضُّرُّ ؟ ! فمَن صَدَّقَكَ بهذا فَقد كَذَّبَ القرآنَ ، واستَغنى‏ عَنِ الاستِعانَةِ باللَّهِ في نَيلِ المَحبوبِ ، ودَفعِ المَكروهِ ...
ثُمّ أقبَلَ عليه السلام علَى النّاسِ فقالَ : أيُّها النّاسُ ، إيّاكُم وتَعَلُّمَ النُّجومِ إلّا ما يُهتَدى‏ بهِ في بَرٍّ أو بَحرٍ ، فإنّها تَدعو إلَى الكِهانَةِ ، والمُنَجِّمُ كالكاهِنِ ، والكاهِنُ كالسّاحِرِ ، والسّاحِرُ كالكافِرِ ، والكافِرُ في النّارِ ، سِيروا علَى اسمِ اللَّهِ .1

۲۰۰۷۲.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عمّا اشتَهَرَ بينَ النّاسِ مِن حُرمَةِ النَّظَرِ في النُّجومِ وعن ضَررِهِ بالدِّينِ -: لَيس كما يَقولونَ ، لا تَضُرُّ بدِينِكَ. إنّكُم تَنظُرونَ في شَي‏ءٍ مِنها كثيرُهُ لا يُدرَكُ ، وقَليلُهُ لا يُنتَفَعُ بهِ .۲

۲۰۰۷۳.عنه عليه السلام- لَمّا سألَهُ زِنديقٌ عن عِلمِ النُّجومِ -: هُو عِلمٌ قَلَّت مَنافِعُهُ وكَثُرَت مَضَرّاتُهُ ؛ لأ نّهُ لا يُدفَعُ بهِ المَقدورُ ولا يُتَّقى‏ بهِ المَحذورُ ، إن أخبَرَ المُنَجِّمُ بالبَلاءِ لَم يُنجِهِ التَّحَرُّزُ مِن القَضاءِ ، وإن أخبَرَ هُو بخَيرٍ لَم يَستَطِعْ تَعجيلَهُ ، وإن حَدَثَ بهِ سُوءٌ لَم يُمكِنْهُ صَرفُهُ ، والمُنَجِّمُ يَضادُّ اللَّهَ في عِلمِهِ بزَعمِهِ أ نّهُ يَرُدُّ قَضاءَ اللَّهِ عَن خَلقِهِ .۳

1.نهج البلاغة : الخطبة ۷۹ .

2.الكافي : ۸ / ۱۹۵ / ۲۳۳ . أقول : قال الشيخ الأنصاريّ في كتاب «المكاسب» في مبحث التّنجيم : يجوز الإخبار بحدوث الأحكام عند الاتّصالات والحركات المذكورة ؛ بأن يحكم بوجود كذا في المستقبل عند الوضع المعيّن من‏القرب والبعد والمقابلة والاقتران بين الكوكبَين إذا كان على‏ وجه‏الظنّ ... بل الظاهر حينئذٍ جواز الإخبار على‏ وجه القطع إذا استند إلى‏ تجربة قطعيّة ؛ إذ لا حرج على‏ من حكم قطعاً بالمطر في هذه الليلة نظراً إلى‏ ما جرّبه من نزول كلبه عن السطح إلى‏ داخل البيت مثلاً ، كماحكي أنّه اتّفق ذلك لمروّج هذا العلم بل محييه نصير الملّة والدين حيث نزل في بعض أسفاره على‏ طحّان له طاحونةخارج البلد ، فلمّا دخل منزله صعد السطح لحرارة الهواء فقال له صاحب المنزل : انزل ونَم في البيت تحفّظاً من المطر ، فنظر المحقّق إلَى الأوضاع الفلكيّة فلم يرَ شيئاً فيما هو مظنّة للتأثير في المطر، قال صاحب المنزل : إنّ لي كلباً ينزل في كلّ ليلة يحسّ المطر فيهاإلَى البيت ، فلم يقبل منه المحقّق ذلك وبات فوق السطح فجاءه المطر في الليل وتعجّب المحقّق . (المكاسب : ۲۵) .

3.بحار الأنوار : ۵۸ / ۲۲۳ / ۳ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
602

والمعاريض أن يقول الرجل شيئاً يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده ، فلعلّه نظر عليه السلام في النجوم نظر الموحِّد في صنعه تعالى‏ يستدلّ به عليه تعالى‏ وعلى‏ وحدانيّته وهم يحسبون أ نّه ينظر إليها نظر المنجّم فيها ليستدلّ بها علَى الحوادث ، ثمّ قال : إنّي سقيم ، يريد أ نّه سيعتريه سقم ، فإنّ الإنسان لا يخلو في حياته من سقم ما ومرض‏ما، كماقال: (وإذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفينِ)۱، وهم يحسبون أ نّه يخبر عن سقمه يوم يخرجون فيه لعيد لهم ، والمرجّح عنده لجميع ذلك ما كان يهتمّ به من الرواغ إلى‏ أصنامهم وكسرها.
لكنّ هذا الوجه مبنيّ على‏ أ نّه كان صحيحاً غير سقيم يومئذٍ ، وقد سمعت أن لا دليل يدلّ عليه . على‏ أنّ المعاريض غير جائزة علَى الأنبياء ؛ لارتفاع الوثوق بذلك عن قولهم .۲

۲۰۰۶۹.وسائل الشيعة عن زيدِ بنِ خالدِ الجُهنيّ : صَلّى بِنا رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله صَلاةَ الصُّبحِ في الحُدَيبيَةِ في أثَرِ سَماءةٍ كانَت مِن اللَّيلِ فَلَمّا انصرَفَ النّاسُ قالَ : هل تَدرونَ ماذا قالَ رَبُّكُم؟ قالوا : اللَّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ . قالَ : إنّ رَبَّكُم يقولُ : مِن عِبادي مُؤمِنٌ بي وكافِرٌ بالكواكِبِ ، وكافِرٌ بي ومُؤمِنٌ بالكواكِبِ ، فمَن قالَ : مُطِرنا بفَضلِ اللَّهِ ورَحمَتِهِ فذلكَ مُؤمِنٌ بي وكافِرٌ بالكواكِبِ ، ومَن قالَ :مُطِرنا بِنَوءِ كذا وكذا فذلِكَ كافِرٌ بي ومُؤمِنٌ بالكواكِبِ ۳ . ۴

۲۰۰۷۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَنِ اقتَبَسَ عِلماً من‏عِلمِ النُّجومِ مِن حَمَلَةِ القرآنِ ازدادَ بهِ إيماناً ويَقيناً ، ثُمّ تَلا : (إنّ في اخْتِلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ وَ ما خَلق اللَّه فِى السّمواتِ وَ الاَرض لِلآيات لِقوم يَتّقون)۵.۶

20071.عنه عليه السلام - لَمّا قالَ لَهُ رجُلٌ يَستَخدِمُ

1.الشعراء : ۸۰ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷ / ۱۴۸.

3.وسائل الشيعة : ۸ / ۲۷۲ / ۱۰ .

4.قال الشيخ الحرّ العامليّ بعد ذكره للحديث : قالَ الشَّهيدُ : هذا مَحمول علَى اعتقاد مَدخليّتها في التّأثير ، والنَّوءُ : سُقوط كوكب في المغرب وطلوع رقيبه في المشرق .

5.يونس : ۶ .

6.بحار الأنوار : ۵۸ / ۲۵۴ / ۴۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 182756
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي