۱۸۶۶۴.عنه عليه السلام : اِمتَحِنوا شِيعَتَنا عِندَ ثَلاثٍ : عِندَ مَواقيتِ الصَّلاةِ كيفَ مُحافَظَتُهُم علَيها ، وعِندَ أسرارِهِم كيفَ حِفظُهُم لَها عِندَ عَدُوِّنا ، وإلى أموالِهِم كيفَ مُواساتُهُم لإخوانِهِم فيها .۱
۱۸۶۶۵.عنه عليه السلام : ما اُعطِيَ عَبدٌ مِن الدُّنيا إلّا اعتِباراً ، وما زُوِيَ عَنهُ إلّا اختِباراً .۲
كلامٌ للعلّامة الطباطبائي في الامتحانِ وحقيقتِهِ :
لاريب أنّ القرآن الكريم يخصّ أمر الهداية باللَّه سبحانه ، غير أنّ الهداية فيه لاتنحصر في الهداية الاختياريّة إلى سعادة الآخرة أو الدُّنيا؛ فقد قال تعالى فيما قال : (الّذي أعْطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدَى)،۳ فعمّم الهداية لكلّ شيءٍ من ذوي الشعور والعقل وغيرهم ، وأطلقها أيضاً من جهة الغاية ؛ وقال أيضاً : (الّذي خَلَقَ فَسَوَّى * والّذي قَدَّرَ فَهَدَى)۴ ، والآية من جهة الإطلاق كسابقتها.
ومن هنا يظهر أنّ هذه الهداية غير الهداية الخاصّة التي تقابل الإضلال ، فإنّ اللَّه سبحانه نفاها وأثبت مكانها الضلال في طوائف . والهداية العامّة لاتنفى عن شيءٍ مِن خلقه ، قال تعالى : (واللَّهُ لايَهْدي القَومَ الظّالِمينَ)۵ وقال : (واللَّهُ لايَهْدي القَومَ الفاسِقينَ)۶ إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
وكذا يظهر أيضاً أنّ الهداية المذكورة غير الهداية بمعنى إراءة الطّريق العامّة للمؤمن والكافر، كما في قوله تعالى : (إنّا هَدَيْناهُ السَّبيلَ إمّا شَاكِراً وإمّا كَفُوراً)۷، وقوله : (وأمّا ثَمُودُ فهَدَيْناهُمْ فاسْتَحَبُّوا العَمَى عَلَى الهُدَى)۸؛ فإنّ ما في هاتين الآيتين ونظائرهما من الهداية لا يعمُّ غير أرباب الشعور والعقل ، وقد عرفت أنّ ما في قوله : (ثُمَّ هَدَى)وقولَهُ : (والّذي قَدَّرَ فهَدَى) عامّ من حيث المورد والغاية جميعاً . على أنّ الآية الثانية تفرّع الهداية علَى