617
ميزان الحکمه المجلد الثامن

وزَبانِيَةٌ فِظاظٌ ، واُوقِفتُ بَينَ يَدَيِ الجَبّارِ ، وقد أسلَمَني الأحِبّاءُ ورَحِمَني أهلُ الدُّنيا لَكُنتَ أشدَّ رَحمَةً لي بَينَ يَدَي مَن لا يَخفى‏ علَيهِ خافِيَةٌ . قالَ أبو الدَّرداءِ : فوَاللَّهِ ما رَأيتُ ذلكَ لِأحَدٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .۱

3796 - مُناجاةُ الإمامِ الحُسينِ عليه السلام‏

۲۰۱۰۰.بحار الأنوار عن عُيونِ المحاسنِ : إنّهُ عليه السلام سايَرَ أنسَ بنَ مالِكٍ فأتى‏ قَبرَ خَديجَةَ فبَكى‏ ، ثُمّ قالَ : اِذهَبْ عَنّي . قالَ أنسٌ : فاستَخفَيتُ عَنهُ، فلَمّا طالَ وُقوفُهُ في الصَّلاةِ سَمِعتُهُ قائلاً :

يا رَبِّ يا رَبِّ أنتَ مَولاهُ‏فارحَمْ عُبَيداً إلَيكَ مَلْجاهُ
يا ذا المَعالي علَيكَ مُعتَمَدي‏طُوبى‏ لِمَن كُنتَ أنتَ مَولاهُ
طُوبى‏ لمَن كانَ خادِماً أرِقاًيَشكو إلى‏ ذي الجَلالِ بَلْواهُ
وما بهِ عِلَّةٌ ولا سَقَمٌ‏أكثَرَ مِن حُبِّهِ لِمَولاهُ
إذا اشتَكى‏ بَثَّهُ وغُصَّتَهُ‏أجابَهُ اللَّهُ ثُمَّ لَبّاهُ
إذا ابتَلى‏ بالظَّلامِ مُبتَهِلاًأكرَمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أدْناهُ
فنُودِيَ :

لَبَّيكَ عَبدي وأنتَ في كَنَفي‏وكلُّ ما قُلتَ قَد عَلِمناهُ
صَوتُكَ تَشتاقُهُ مَلائكَتي‏فحَسبُكَ الصَّوتُ قَد سَمِعناهُ
دُعاكَ عِندي يَجولُ‏في‏حُجُبٍ‏فحَسبُكَ السِّترُقَد سَفَرناهُ
لَو هَبَّتِ الرِّيحُ مِن جَوانِبِهِ‏خَرَّ صَريعاً لِما تَغَشّاهُ
سَلْني بِلا رَغبَةٍ ولا رَهَبٍ‏ولا حِسابٍ، إنّي أنا اللَّهُ‏۲

3797 - مُناجاةُ الإمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام‏

۲۰۱۰۱.الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام- مِن مُناجاةٍ لَهُ تُعرَفُ بالصُّغرى‏ -: اللّهُمّ صَلِّ على‏ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، واجعَلْنا مِن الّذينَ

1.تنبيه الخواطر : ۲ / ۱۵۶ .

2.بحار الأنوار : ۴۴ / ۱۹۳ / ۵ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
616

وبَعُدَ علَيَّ مَكانُهُ فقلتُ : لَحِقَ بمَنزِلِهِ ، فإذا بِصَوتِ حَزينٍ ونَغمَةِ شَجِيٍّ وهُو يَقولُ : إلهي، كَم مِن مُوبِقَةٍ حَلُمتَ عَن مُقابَلَتِها بنِعمَتِكَ ، وكَم مِن جَريرَةٍ تَكَرَّمتَ عَن كَشفِها بكَرَمِكَ ! إلهي ، إن طالَ في عِصيانِكَ عُمري وعَظُمَ في‏الصُّحُفِ ذَنبي فما أنا مُؤمِّلٌ غَيرَ غُفرانِكَ ، ولا أنا راجٍ غَيرَ رِضوانِكَ . فشَغَلَني الصَّوتُ واقتَفَيتُ الأثَرَ فإذا هُو عليُّ بنُ أبي طالبٍ بِعَينِهِ ، فاستَتَرتُ لِأسمَعَ كلامَهُ وأخمَلتُ الحَرَكَةَ فرَكَعَ رَكعاتٍ في جَوفِ اللَّيلِ الغابِرِ ، ثُمّ فَرَغَ إلَى الدُّعاءِ والتَّضَرُّعِ والبُكاءِ والبَثِّ والشَّكوى‏ ، فكانَ مِمّا ناجى‏ بهِ اللَّهَ عَزَّوجلَّ أن قالَ : اللّهُمّ إنّي اُفَكِّرُ في عَفوكَ فتَهونُ علَيَّ خَطيئتي ، ثُمّ أذكُرُ العَظيمَ مِن أخذِكَ فتَعظُمُ علَيَّ بلِيَّتي . ثُمّ قالَ : آهِ إن قَرأتُ في‏الصُّحُفِ سَيِّئةً أنا ناسِيها وأنتَ مُحصيها فتَقولُ : خُذُوهُ ! فيا لَهُ مِن مَأخوذٍ لا تُنْجيهِ عَشيرَتُهُ ، ولا تَنفَعُهُ قَبيلَتُهُ ، تَرحَمُهُ المَلَأُ إذا أذِنَ فيهِ بالنِّداءِ!
ثُمّ قالَ : آهِ مِن نارٍ تُنضِجُ الأكبادَ والكُلى‏ ، آهِ مِن نارٍ نَزّاعَةٍ للشَّوى‏ ، آهِ مِن غَمرَةٍ في مُلهَباتِ لَظى‏ . ثُمّ أمعَنَ في البُكاءِ فلَم أسمَعْ لَهُ حِسّاً ولا حَرَكةً ، فقُلتُ : غَلَبَ علَيهِ النَّومُ لِطُولِ السَّهَرِ ، اُوقِظُهُ لِصَلاةِ الفَجرِ .
قالَ أبو الدَّرداءِ : فأتَيتُهُ فإذا هُو كالخَشَبَةِ المُلقاةِ ، فحَرَّكتُهُ فلَم يَتَحَرَّكْ وزَوَيتُهُ فلَم يَنزَوِ ، فقُلتُ : إنّا للَّهِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ، ماتَ واللَّهِ عليُّ بنُ أبي طالبٍ ! فأتَيتُ مَنزِلَهُ مُبادِراً أنعاهُ إلَيهِم ، فقالَت فاطِمَةُ : يا أبا الدَّرداءِ ، ما كانَ مِن شأنِهِ وقِصَّتِهِ ؟ فأخبَرتُها الخَبَرَ ، فقالَت : هِي واللَّهِ يا أبا الدَّرداءِ الغَشيَةُ الّتي تأخُذُهُ مِن خَشيَةِ اللَّهِ تعالى‏ ، ثُمّ أتَوهُ بِماءٍ فنَضَحوهُ على‏ وَجهِهِ فأفاقَ ونَظَرَ إلَيَّ وأنا أبكي ، فقالَ : ما بُكاؤكَ يا أبا الدَّرداءِ ؟ فقُلتُ : مِمّا أراهُ تُنزِلُهُ بنَفسِكَ ، فقالَ : يا أبا الدَّرداءِ ، فكَيفَ لَو رأيتَني وقَد دُعِيَ بِي إلَى الحِسابِ ، وأيقَنَ أهلُ الجَرائمِ بالعَذابِ ، واحتَوشَتني مَلائكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 154823
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي