مِنكُم إذا خَرَجَ حاجّاً أو مُعتَمِراً أو مُرابِطاً حَفِظنا لَكُم أموالَكُم ، وغَزَلنا لَكُم أثوابَكُم ، ورَبَّينا لَكُم أموالَكُم۱فما نُشارِكُكُم في الأجرِ يا رسولَ اللَّهِ ؟
فالتَفَتَ النّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله إلى أصحابهِ بِوَجهِهِ كُلِّهِ ، ثُمّ قالَ : هَل سَمِعتُم مَقالَةَ امرأةٍ قَطُّ أحسَنَ مِن مُساءلَتِها في أمرِ دِينِها مِن هذهِ؟ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ، ما ظَنَنّا أنّ امرَأةً تَهتَدي إلى مِثلِ هذا !
فالتَفَتَ النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله إلَيها، ثُمّ قالَ لَها : انصَرفي أيَّتُها المَرأةُ ، وأعلِمي مَن خَلفَكِ مِن النِّساءِ أنّ حُسنَ تَبَعُّلِ إحداكُنَّ لزَوجِها وطَلَبَها مَرضاتَهُ واتِّباعَها مُوافَقَتَهُ يَعدِلُ ذلكَ كُلَّهُ . فأدبَرَتِ المَرأةُ وهِي تُهَلِّلُ وتُكَبِّرُ استِبشاراً .۲
۱۸۷۳۱.الترغيب والترهيب عن أبي سعيد الخُدريِّ : جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فقالت : يارسولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجالُ بحَديثِكَ ، فاجعَلْ لَنا مِن نَفسِكَ يَوماً نَأتِكَ فيهِ تُعَلِّمُنا مِمّا عَلّمَكَ اللَّهُ . قالَ : اجتَمِعْنَ يَومَ كذا وكذا في مَوضعِ كذا وكذا ، فاجتَمَعنَ ، فأتاهُنَّ النّبيُّ صلى اللَّه عليه وآله فَعلّمَهُنَّ مِمّا عَلّمَهُ اللَّهُ .۳
بيان :
قال العلّامة الطباطبائيّ في «الميزان في تفسير القرآن» في تبيين حديث أسماء بنت يزيد : يظهر من التأمّل فيه وفي نظائره - الحاكية عن دخول النساء على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وتكليمهنّ إيّاه فيما يرجع إلى شرائع الدِّين ، ومختلف ما قرّره الإسلام في حقّهنّ - أنّهنّ علَى احتجابهنّ واختصاصهنّ بالاُمور المنزليّة من شؤون الحياة غالباً لم يكنّ ممنوعاتٍ من المراودة إلى وليّ الأمر ، والسعي في حلّ ما ربّما كان يشكل عليهنّ . وهذه حرّيّة الاعتقاد التي باحَثْنا فيها في ضمن الكلام في المرابطة الإسلاميّة في آخر سورة آل عمران .
ويستفاد منه ومن نظائره أيضاً :
أوّلاً : أنّ الطريقة المَرْضيّة في