5 . قصّة زفاف القاسم
يذكرُ المحدّث النوري أنّ أوّل من كتب هذه القصّة هو الملّا حسين الكاشفي في كتاب روضة الشهداء ، ۱ وكما قال الاُستاذ المطهّري فإنّ أصل القصّة منتحَلٌ قطعاً ، ۲ إذ كيف ننسب إلى الإمام أنّه قال عند قتال الأعداء وعندما لم يكونوا يفسحون له المجال للصلاة : أتمنّى أن أرى زفاف ابنتي واُزوّجها هنا من ابن أخي واُقيم حفل الزفاف؟!
6 . لم يتعرّض أهل البيت للسبي قبل عاشوراء !
يقول المحدّث النوري أيضاً في كتابه المذكور :
وهنا خبر لطيف يستند إلى مقدّمات تزيل احتمال الكذب من أذهان السامعين ويرفعون سنده إلى أبي حمزة الثماليّ المسكين!! ويفيد هذا الخبر بأنّه جاء ذات يوم إلى بيت الإمام زين العابدين عليه السلام وطرق الباب ، فخرجت جارية ، وعندما عرفت أنّه أبو حمزة حمدت اللَّه على وصوله كي يواسي الإمام؛ لأنّه غاب عن وعيه في ذلك اليوم مرّتين، فدخل وواساه بأنّ الشهادة لهم عادة ، فقد استُشهد جدّه وعمّه وأبوه وعمّ أبيه، فأيّده في الجواب وقال: لكن لم يقع أحدٌ منّا في الأسر ! ثمّ تحدّث بعض الشيء عمّا جرى على عمّاته وأخواته عند السبي . ۳
الكذب في قراءة المراثي في العصر الحاضر
لا يُعلم مدى تأثير جهود المحدّث النوري في محاربته ظاهرة الكذب في إنشاد المراثي، إلّا أنّ وضع قراءة المراثي في عصرنا الحالي إذا لم يكن مؤسفاً أكثر ممّا وصفه المحدّث النوري، فإنّه ليس بأفضل منه .
وكتاب حماسه حسيني (بالفارسيّة) للاُستاذ الشهيد المطهّري ، يمثّل جهداً جديداً لمحاربة الأكاذيب في قراءة المراثي في زمانه، حيث يقول حول انتشار هذه الآفة في عصرنا الحالي :
اذا أردنا أن نجمع المراثي الكاذبة التي تُقرأ الآن، فلعلّها ستؤلّف عدّة مجلّدات ، كلّ منها يضمّ خمسمئة صفحة!۴
وسنستعرض فيما يلي عدداً من المراثي الكاذبة التي سمعها الشهيد المطهّري بنفسه في مجالس العزاء :