۱۷۷.الإمامة والسياسة : ذَكَروا أنَّ خالِدَ بنَ الحَكَمِ ... أرسَلَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ ، فَلَمّا أتاهُمُ الرَّسولُ قالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام : ظُنَّ يا أبا عَبدِ اللَّهِ فيما أرسَلَ إلَينا ؟ فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لَم يُرسِل إلَينا إلّا لِلبَيعَةِ ، فَما تَرى ؟ قالَ : آتيهِ ، فَإِن أرادَ تِلكَ امتَنَعتُ عَلَيهِ . ۱
۱۷۸.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : فَبَعَثَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ مِن ساعَتِهِ - نِصفِ اللَّيلِ - إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَأَخبَرَهُما بِوَفاةِ مُعاوِيَةَ ودَعاهُما إلَى البَيعَةِ لِيَزيدَ . ۲
۱۷۹.مثير الأحزان : بَعَثَ الوَليدُ إلَيهِم ، فَلَمّا حَضَرَ رَسولُهُ قالَ الحُسَينِ عليه السلام لِلجَماعَةِ : أظُنُّ أنَّ طاغِيَتَهُم هَلَكَ ، رَأَيتُ البارِحَةَ أنَّ مِنبَرَ مُعاوِيَةَ مَنكوسٌ ودارَهُ تَشتَعِلُ بِالنّيرانِ ، فَدَعاهُم إلَى الوَليدِ . ۳
۱۸۰.الفتوح : بَعَثَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ فَدَعاهُم ، فَأَقبَلَ إلَيهِمُ الرَّسولُ ، وَالرَّسولُ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَمرِو بنِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، لَم يُصِبِ القَومَ في مَنازِلِهِم ، فَمَضى نَحوَ المَسجِدِ فَإِذَا القَومُ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَسَلَّمَ عَلَيهِم ثُمَّ قامَ وقالَ : أجيبُوا الأَميرَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَفعَلُ اللَّهُ ذلِكَ إذا نَحنُ فَرَغنا عَن مَجلِسِنا هذا إن شاءَ اللَّهُ .
قالَ : فَانصَرَفَ الرَّسولُ إلَى الوَليدِ فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ . وأقبَلَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، إنَّ هذِهِ ساعَةٌ لَم يَكُنِ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ يَجلِسُ فيها لِلنّاسِ ، وإنّي قَد أنكَرتُ ذلِكَ وبَعثَهُ في هذِهِ السّاعَةِ إلَينا ، ودُعاءَهُ إيّانا لِمِثلِ هذَا الوَقتِ ، أتَرى في أيًّ طَلَبَنا ؟
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إذاً اُخبِرُكَ أبا بَكرٍ ، إنّي أظُنُّ بِأَنَّ مُعاوِيَةَ قَد ماتَ ، وذلِكَ أنّي رَأَيتُ البارِحَةَ في مَنامي كَأَنَّ مِنبَرَ مُعاوِيَةَ مَنكوسٌ ، ورَأَيتُ دارَهُ تَشتَعِلُ ناراً ، فَأَوَّلتُ ذلِكَ في نَفسي أنَّهُ ماتَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : فَاعلَم يَابنَ عَلِيٍّ أنَّ ذلِكَ كَذلِكَ ، فَما تَرى أن تَصنَعَ إن دُعيتَ إلى بَيعَةِ يَزيدَ ، أبا عَبدِ اللَّهِ ؟
قالَ عليه السلام : أصنَعُ أنّي لا اُبايِعُ لَهُ أبَداً ؛ لأَِنَّ الأَمرَ إنَّما كانَ لي مِن بَعدِ أخِي الحَسَنِ عليه السلام ، فَصَنَعَ مُعاوِيَةُ ما صَنَعَ ، وحَلَفَ لِأَخِي الحَسَنِ عليه السلام أنَّهُ لا يَجعَلُ الخِلافَةَ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ مِن وُلدِهِ ، وأن يَرُدَّها إلَيَّ إن كُنتُ حَيّاً ، فَإِن كانَ مُعاوِيَةُ قَد خَرَجَ مِن دُنياهُ ولَم يَفِ ۴ لي ولا لأَِخِي الحَسَنِ عليه السلام بِما كانَ ضَمِنَ فَقَد وَاللَّهِ أتانا ما لا قِوامَ لَنا بِهِ . اُنظُر ابا بَكرٍ أنّى اُبايِعُ لِيَزيدَ ، ويَزيدُ رَجُلٌ فاسِقٌ مُعلِنُ الفِسقِ ، يَشرَبُ الخَمرَ ويَلعَبُ بِالكِلابِ وَالفُهودِ ، ويُبغِضُ بَقِيَّةَ آلِ الرَّسولِ ، لا وَاللَّهِ لا يَكونُ ذلِكَ أبَداً .
قالَ : فَبَينَما هُما كَذلِكَ في هذِهِ المُحاوَرَةِ إذ رَجَعَ إلَيهِمَا الرَّسولُ فقَالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، إنَّ الأَميرَ قاعِدٌ لَكُما خاصَّةً فَقوما ۵ إلَيهِ . قالَ : فَزَبَرَهُ ۶ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : اِنطَلِق إلى أميرِكَ - لا اُمَّ لَكَ - فَمَن أحَبَّ أن يَصيرَ إلَيهِ مِنّا فَإِنَّهُ صائِرٌ إلَيهِ ، وأمّا أنَا فَإِنّي أصيرُ إلَيهِ السّاعَةَ إن شاءَ اللَّهُ تَعالى .
قالَ : فَرَجَعَ الرَّسولُ أيضاً إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، أمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ خاصَّةً فَقَد أجابَ وها هُوَ صائِرٌ إلَيكَ في إثري .
فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ : غَدَرَ وَاللَّهِ الحُسَينُ ، فَقالَ الوَليدُ : مَهلاً! فَلَيسَ مِثلُ الحُسَينِ يَغدِرُ ، ولا يَقولُ شَيئاً ثُمَّ لا يَفعَلُ . ۷
1.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۶ .
2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۲ نحوه .
3.مثير الأحزان : ص ۲۳ .
4.في المصدر : «يفيء» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .
5.في الطبعة المعتمدة : «تقوما» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .
6.الزَّبْرُ : الانتهار ، والمنع ، والنهي (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۷ «زبر») .
7.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۱ .