321
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۱۸۳.البداية والنهاية عن أبي مخنف : نَهَضَ حُسَينٌ عليه السلام فَأَخَذَ مَعَهُ مَوالِيَهُ وجاءَ بابَ الأَميرِ ، فَاستَأذَنَ فَاُذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ وَحدَهُ ، وأجلَسَ مَوالِيَهُ عَلَى البابِ ، وقالَ : إن سَمِعتُم أمراً يُريبُكُم فَادخُلوا ۱ .

۱۸۴.الفتوح : أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ مَن بِحَضرَتِهِ ، فَقالَ : قوموا إلى‏ مَنازِلِكُم فَإِنّي صائِرٌ إلى‏ هذَا الرَّجُلِ ، فَأَنظُرُ ما عِندَهُ وما يُريدُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : جُعِلتُ فِداكَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ! إنّي خائِفٌ عَلَيكَ أن يَحبِسوكَ عِندَهُم ، فَلا يُفارِقونَكَ أبَداً دونَ أن تُبايِعَ أو تُقتَلَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إنّي لَستُ أدخُلُ عَلَيهِ وَحدي ، ولكِن أجمَعُ أصحابي إلَيَّ وخَدَمي وأنصاري وأهلَ الحَقِّ مِن شيعَتي ، ثُمَّ آمُرُهُم أن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ سَيفَهُ مَسلولاً تَحتَ ثِيابِهِ ، ثُمَّ يَصيروا بِإِزائي ، فَإِذا أنَا أومَأتُ إلَيهِم وقُلتُ : يا آلَ الرَّسولِ ادخُلوا ، دَخَلوا وفَعَلوا ما أمَرتُهُم بِهِ ، فَأَكونُ عَلَى الِامتِناعِ ، ولا اُعطِي المَقادَةَ وَالمَذَلَّةَ مِن نَفسي ، فَقَد عَلِمتُ وَاللَّهِ أنَّهُ جاءَ مِنَ الأَمرِ ما لا قِوامَ بِهِ ، ولكِنَّ قَضاءَ اللَّهِ ماضٍ فِيَّ ، وهُوَ الَّذي يَفعَلُ في بَيتِ رَسولِهِ صلى اللَّه عليه وآله ما يَشاءُ ويَرضى‏ .
قالَ : ثُمَّ صارَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام إلى‏ مَنزِلِهِ ، ثُمَّ دَعا بِماءٍ ، فَلَبِسَ وتَطَهَّرَ بِالماءِ ، وقامَ فَصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، ودَعا رَبَّهُ بِما أحَبَّ في صَلاتِهِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن ذلِكَ أرسَلَ إلى‏ فِتيانِهِ وعَشيرَتِهِ ومَواليهِ وأهلِ بَيتِهِ فأَعلَمَهُم بِشَأنِهِ ، ثُمَّ قالَ : كونوا بِبابِ هذَا الرَّجُلِ فَإِنّي ماضٍ إلَيهِ ومُكَلِّمُهُ ، فَإِن سَمِعتُم أنَّ صَوتي قَد عَلا وسَمِعتُم كَلامي وصِحتُ بِكُم فَادخُلوا يا آلَ الرَّسولِ وَاقتَحِموا مِن غَيرِ إذنٍ ، ثُمَّ اشهَرُوا السُّيوفَ ولا تَعجَلوا ، فَإِن رَأَيتُم ما تَكرَهونَ فَضَعوا سُيوفَكُم ثُمَّ اقتُلوا مَن يُريدُ قَتلي .
ثُمَّ خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَنزِلِهِ وفي يَدِهِ قَضيبُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُوَ في ثَلاثينَ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتِهِ ومَواليهِ وشيعَتِهِ ، حَتّى‏ أوقَفَهُم عَلى‏ بابِ الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، ثُمَّ قالَ : اُنظُروا ماذا أوصَيتُكُم فَلا تَتَعَدَّوهُ ، وأنَا أرجو أن أخرُجَ إلَيكُم سالِماً إن شاءَ اللَّهُ . ۲

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
320

1 / 5

تَدبيرُ الإِمامِ عليه السلام قَبلَ الدُّخولِ عَلَى الوَليدِ

۱۸۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : قالَ [ابنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام‏] : فَما تُريدُ أن تَصنَعَ ؟ قالَ عليه السلام : أجمَعُ فِتيانِي السّاعَةَ ثُمَّ أمشي إلَيهِ ، فَإِذا بَلَغتُ البابَ احتَبَستُهُم عَلَيهِ ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيهِ . قالَ : فَإِنّي أخافُهُ عَلَيكَ إذا دَخَلتَ ، قالَ : لا آتيهِ إلّا وأنَا عَلَى الِامتِناعِ قادِرٌ .
فَقامَ فَجَمَعَ إلَيهِ مَوالِيَهُ وأهلَ بَيتِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ يَمشي حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ بابِ الوَليدِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : إنّي داخِلٌ ، فَإِن دَعَوتُكُم أو سَمِعتُم صَوتَهُ قَد عَلا فَاقتَحِموا عَلَيَّ بِأَجمَعِكُم ، وإلّا فَلا تَبرَحوا حَتّى‏ أخرُجَ إلَيكُم . ۱

۱۸۲.الإرشاد : عَرَف الحُسَينُ عليه السلام الَّذي أرادَ ، فَدَعا جَماعَةً مِن مَواليهِ وأمَرَهُم بِحَملِ السِّلاحِ ، وقالَ لَهُم : إنَّ الوَليدَ قَدِ استَدعاني في هذَا الوَقتِ ، ولَستُ آمَنُ أن يُكَلِّفَني فيهِ أمراً لا اُجيبُهُ إلَيهِ ، وهُوَ غَيرُ مَأمونٍ ، فَكونوا مَعي ، فَإِذا دَخَلتُ إلَيهِ فَاجلِسوا عَلَى البابِ ، فَإِن سَمِعتُم صَوتي قَد عَلا فَادخُلوا عَلَيهِ لِتَمنَعوهُ مِنّي . ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۹ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۶ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ كلاهما نحوه وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۳۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۴ وليس فيه من «لهم» إلى «دخلت إليه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۴ ح ۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 309006
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي