327
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۱۹۴.مثير الأحزان- في خَبَرِ استِدعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ وعَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ مِن قِبَلِ الوَليدِ -: فَحَضَروا فَنَعى‏ إلَيهِم مُعاوِيَةَ وأمَرَهُم بِالبَيعَةِ ، فَبَدَرَهُم بِالكَلامِ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَخافَهُ أن يُجيبوا بِما لا يُريدُ ، فَقالَ : إنَّكَ وَليتَنا فَوَصَلتَ أرحامَنا وأحسَنتَ السّيرَةَ فينا ، وقَد عَلِمتَ أنَّ مُعاوِيَةَ أرادَ مِنَّا البَيعَةَ لِيَزيدَ فَأَبَينا ولَسنا [نَأمَنُ‏] ۱ أن يَكونَ في قَلبِهِ عَلَينا ، ومَتى‏ بَلَغَهُ أنّا لَم نُبايِع إلّا في ظُلمَةِ لَيلٍ وتَغلِقُ عَلَينا باباً لَم يَنتَفِع هُوَ بِذلِكَ ؟ ولكِن تُصبِحُ وتَدعُو النّاسَ وَتأمُرُهُم بِبَيعَةِ يَزيدَ ونَكونُ أَوَّلَ مَن يُبايِعُ .
قالَ : وأنَا أنظُرُ إلى‏ مَروانَ وقَد أسَرَّ إلَى الوَليدِ أنِ اضرِب رِقابَهُم ، ثُمَّ قالَ جَهراً : لا تَقبَل عُذرَهُم وَاضرِب رِقابَهُم ، فَغَضِبَ الحُسَينُ وقالَ : وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ ! أنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي ؟ ! كَذَبتَ ولَؤُمتَ ، نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، ويَزيدُ فاسِقٌ ، شارِبُ الخَمرِ ، وقاتِلُ النَّفسِ ، ومِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ [ونَنظُرُ وتَنظُرونَ‏] ۲ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ .
فَقالَ الوَليدُ : اِنصَرِف يا أبا عَبدِ اللَّهِ مُصاحِباً عَلَى اسمِ اللَّهِ وعَونِهِ حَتّى‏ تَغدُوَ عَلَيَّ . ۳

۱۹۵.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : لَمّا سَمِعَ عُتبَةُ ۴ ذلِكَ [أي كَلامَ الحُسَينِ عليه السلام في مُخالَفَةِ يَزيدَ] دَعَا الكاتِبَ وكَتَبَ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلى‏ عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ، مِن عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لَيسَ يَرى‏ لَكَ خِلافَةً ولا بَيعَةً ، فَرَأيَكَ في أمرِهِ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى‏ يَزيدَ كَتَبَ الجَوابَ إلى‏ عُتبَةَ : أمّا بَعدُ ، فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا فَعَجِّل عَلَيَّ بِجَوابِهِ ، وبَيِّن لي في كِتابِكَ كُلَّ مَن في طاعَتي أو خَرَجَ عَنها ، وَليَكُن مَعَ الجَوابِ رَأسُ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ .
فَبَلَغَ ذلِكَ الحُسَينَ عليه السلام ، فَهَمَّ بِالخُروجِ مِن أرضِ الحِجازِ إلى‏ أرضِ العِراقِ . ۵

1.أثبتنا الزيادة من نُقولٍ اُخرى ؛ إذ لا يصحّ السياق بدونها .

2.مثير الأحزان : ص ۲۴ .

3.كذا والصواب : «الوليد بن عُتبة» .

4.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۶ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
326
  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 313048
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي