343
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۲۱۲.البداية والنهاية عن أبي مخنف : بَعَثَ الوَليدُ إلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ فَامتَنَعَ عَلَيهِ وماطَلَهُ يَوماً ولَيلَةً ، ثُمَّ إنَّ ابنَ الزُّبَيرِ رَكِبَ في مَواليهِ وَاستَصحَبَ مَعَهُ أخاهُ جَعفَراً وسارَ إلى‏ مَكَّةَ عَلى‏ طَريقِ الفُرعِ ، وبَعَثَ الوَليدُ خَلفَ ابنِ الزُّبَيرِ الرِّجالَ وَالفُرسانَ فَلَم يَقدِروا عَلى‏ رَدِّهِ ... .
وأمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَإِنَّ الوَليدَ تَشاغَلَ عَنهُ بِابنِ الزُّبَيرِ وجَعَلَ كُلَّما بَعَثَ إلَيهِ يَقولُ : حَتّى‏ تَنظُرَ ونَنظُرَ . ثُمَّ جَمَعَ أهلَهُ وبَنيهِ ورَكِبَ لَيلَةَ الأَحَدِ لِلَيلَتَينِ بَقِيَتا مِن رَجَبٍ مِن هذِهِ السَّنَةِ [60 ه ]بَعدَ خُروجِ ابنِ الزُّبَيرِ بِلَيلَةٍ ، ولَم يَتَخَلَّف عَنهُ أحَدٌ مِن أهلِهِ سِوى‏ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ. ۱

۲۱۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام وعَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ مِن لَيلَتِهِما إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَصبَحَ النّاسُ فَغَدَوا عَلَى البَيعَةِ لِيَزيدَ ، وطُلِبَ الحُسَينُ عليه السلام وَابنُ الزُّبَيرِ فَلَم يوجَدا .
فَقالَ الِمسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ : عَجِلَ أبو عَبدِ اللَّهِ ، وَابنُ الزُّبَيرِ الآنَ يَلفِتُهُ ۲ ويُزجيهِ ۳ إلَى العِراقِ لِيَخلُوَ بِمَكَّةَ. ۴

۲۱۴.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان- مَولَى الرَّبابِ ابنَةِ امرِئِ القَيسِ الكَلبِيَّةِ امرَأَةِ الحُسَينِ عليه السلام-: خَرَجنا فَلَزِمنَا الطَّريقَ الأَعظَمَ ، فَقالَ للِحُسيَنِ عليه السلام أهلُ بَيتِهِ : لَو تَنَكَّبتَ الطّريقَ الأَعظَمَ كَما فَعَلَ ابنُ الزُّبَيرِ ، لا يَلحَقُكَ الطَّلَبُ . قالَ : لا وَاللَّهِ ، لا اُفارِقُهُ حَتّى‏ يَقضِيَ اللَّهُ ما هُوَ أحَبُّ إلَيهِ. ۵

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ .

2.لَفَتَهُ عن رأيه : صرَفَه (الصحاح : ج ۱ ص ۳۶۴ «لفت») .

3.زَجاهُ : ساقه ودفَعه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۳۸ «زجو») .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
342

۲۱۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : أمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فَقالَ : الآنَ آتيكُم ، ثُمَّ أتى‏ دارَهُ فَكَمَنَ فيها ، فَبَعَثَ الوَليدُ إلَيهِ فَوَجَدَهُ مُجتَمِعاً في أصحابِهِ مُتَحَرِّزاً ، فَأَلَحَّ عَلَيهِ بِكَثرَةِ الرُّسُلِ وَالرِّجالِ في أثَرِ الرِّجالِ .
فَأَمّا حُسَينٌ عليه السلام فَقالَ : كُفَّ حَتّى‏ تَنظُرَ ونَنظُرَ ، وتَرى‏ ونَرى‏ . وأمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فَقالَ : لا تُعجِلوني ؛ فَإِنّي آتيكُم ، أمهِلوني . فَأَلَحّوا عَلَيهِما عَشِيَّتَهُما تِلكَ كُلَّها وأوَّلَ لَيلِهِما، وكانوا عَلى‏ حُسَينٍ عليه السلام أشَدَّ إبقاءً .
وبَعَثَ الوَليدُ إلَى ابنِ الزُّبَيرِ مَوالِيَ لَهُ فَشَتَموهُ وصاحوا بِهِ : يَابنَ الكاهِلِيَّةِ ، وَاللَّهِ لَتَأتِيَنَّ الأَميرَ أو لَيَقتُلَنَّكَ . فَلَبِثَ بِذلِكَ نَهارَهُ كُلَّهُ وأوَّلَ لَيلِهِ ، يَقولُ : الآنَ أجي‏ءُ ، فَإِذَا استَحَثّوهُ قالَ : وَاللَّهِ لَقَدِ استَرَبتُ بِكَثرَةِ الإِرسالِ وتَتابُعِ هذِهِ الرِّجالِ ، فَلا تُعجِلوني حَتّى‏ أبعَثَ إلَى الأَميرِ مَن يَأتيني بِرَأيِهِ وأمرِهِ . فَبَعَثَ إلَيهِ أخاهُ جَعفَرَ بنَ الزُّبيرِ ، فَقالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ كُفَّ عَن عَبدِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ قَد أفزَعتَهُ وذَعَرتَهُ بِكَثرَةِ رُسُلِكَ وهُوَ آتيكَ غَداً إن شاءَ اللَّهُ ، فَمُر رُسُلَكَ فَليَنصَرِفوا عَنّا . فَبَعَثَ إلَيهِم فَانصَرَفوا .
وخَرَجَ ابنُ الزُّبَيرِ مِن تَحتِ اللَّيلِ ، فَأَخَذَ طَريقَ الفُرعِ ۱ هُوَ وأخوهُ جَعفَرٌ لَيسَ مَعَهُما ثالِثٌ ، وتَجَنَّبَ الطَّريقَ الأَعظَمَ مَخافَةَ الطَّلَبِ ، وتَوَجَّهَ نَحوَ مَكَّةَ .
فَلَمّا أصبَحَ بَعَثَ إلَيهِ الوَليدُ فَوَجَدَهُ قَد خَرَجَ ، فَقالَ مَروانُ : وَاللَّهِ إن أخطَأَ مَكَّةَ فَسَرِّح في أثَرِهِ الرِّجالَ . فَبَعَثَ راكِباً مِن مَوالي بَني اُمَيَّةَ في ثَمانينَ راكِباً فَطَلَبوهُ فَلَم يَقدِروا عَلَيهِ فَرَجَعوا ، فَتَشاغَلوا عَن حُسَينٍ عليه السلام بِطَلَبِ عَبدِ اللَّهِ يَومَهُم ذلِكَ حَتّى‏ أمسَوا .
ثُمَّ بَعَثَ الرِّجالَ إلى‏ حُسَينٍ عليه السلام عِندَ المَساءِ ، فَقالَ : أصبِحوا ثُمَّ تَرَونَ ونَرى‏ . فَكَفّوا عَنهُ تِلكَ اللَّيلَةَ ولَم يُلِحّوا عَلَيهِ ، فَخَرَجَ حُسَينٌ عليه السلام مِن تَحتِ لَيلَتِهِ وهِيَ لَيلَةُ الأَحَدِ لِيَومَينِ بَقِيا مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتّينَ ، وكانَ مَخرَجُ ابنِ الزُّبَيرِ قَبلَهُ بِلَيلَةٍ ؛ خَرَجَ لَيلَةَ السَّبتِ. ۲

1.الفُرْعُ : قرية من نواحي المدينة ... بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد على طريق مكّة (معجم البلدان : ج ۴ ص ۲۵۲) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۰ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۲۸ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 347956
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي