365
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
364

۲۵۲.مقاتل الطالبيّين عن أبي إسحاق : لَمّا بَلَغَ أهلَ الكوفَةِ نُزولُ الحُسَينِ عليه السلام مَكَّةَ وأنَّهُ لَم يُبايِع لِيَزيدَ ، وَفَدَ إلَيهِ وَفدٌ مِنهُم ، عَلَيهِم أبو عَبدِ اللَّهِ الجَدَلِيُّ ، وكَتَبَ إلَيهِ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ وسُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ وَالمُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ ووُجوهُ أهلِ الكوفَةِ يَدعونَهُ إلى‏ بَيعَتِهِ وخَلعِ يَزيدَ ، فَقالَ لَهُم : أبعَثُ مَعَكُم أخي وَابنَ عَمّي ، فَإِذا أخَذَ لي بَيعَتي وأتاني عَنهُم بِمِثلِ ما كَتَبوا بِهِ إلَيَّ قَدِمتُ عَلَيهِم .
ودَعا مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَقالَ : اِشخَص إلَى الكوفَةِ ، فَإِن رَأَيتَ مِنهُمُ اجتِماعاً عَلى‏ ما كَتَبوا ورَأَيتَهُ أمراً تَرَى الخُروجَ مَعَهُ فَاكتُب إلَيَّ بِرَأيِكَ . فَقَدِمَ مُسلِمٌ الكوفَةَ وأتَتهُ الشّيعَةُ ، فَأَخَذَ بَيعَتَهُم لِلحُسَينِ عليه السلام. ۱

3 / 5

طَلَبُ الإِمامِ عليه السلام النُّصرَةَ منَ أهل البَصرَةِ

3 / 5 - 1

كِتابُهُ إلى‏ وُجوهِ أهلِ البَصرَة

۲۵۳.تاريخ الطبري عن أبي عثمان النهدي : كَتَبَ حُسَينٌ عليه السلام مَعَ مَولىً لَهُم يُقالُ لَهُ سُلَيمانُ ، وكَتَبَ بِنُسخَةٍ إلى‏ رُؤوسِ الأَخماسِ ۲ بِالبَصرَةِ وإلَى الأَشرافِ ، فَكَتَبَ إلى‏ مالِكِ بنِ مِسمَعٍ البَكرِيِّ ، وإلَى الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ۳ ، وإلَى المُنذِرِ بنِ الجارودِ ۴ ، وإلى‏ مَسعودِ بنِ عَمرٍو ، وإلى‏ قَيسِ بنِ الهَيثَمِ ، وإلى‏ عَمرِو بنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ مَعمَرٍ ، فَجاءَت مِنهُ نُسخَةٌ واحِدَةٌ إلى‏ جَميعِ أشرافِها :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ اصطَفى‏ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ خَلقِهِ وأكرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ وَاختارَهُ لِرِسالَتِهِ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إلَيهِ ، وقَد نَصَحَ لِعِبادِهِ وبَلَّغَ ما اُرسِلَ بِهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وكُنّا أهلَهُ وأولِياءَهُ وأوصِياءَهُ ووَرَثَتَهُ وأحَقَّ النّاسِ بِمَقامِهِ في النّاسِ ، فَاستَأثَرَ عَلَينا قَومُنا بِذلِكَ فَرَضينا ، وكَرِهنَا الفُرقَةَ ، وأحبَبنَا العافِيَةَ ، ونَحنُ نَعلَمُ أنّا أحَقُّ بِذلِكَ الحَقِّ المُستَحَقِّ عَلَينا مِمَّن تَوَلّاهُ ، وقَد أحسَنوا وأصلَحوا وتَحَرَّوُا الحَقَّ فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وغَفَرَ لَنا ولَهُم ، وقَد بَعَثتُ رَسولي إلَيكُم بِهذَا الكِتابِ ، وأنَا أدعوكُم إلى‏ كِتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَإِنَّ السُّنَّةَ قد اُميتَت ، وإنَّ البِدعَةَ قَد اُحيِيَت ، وإن تَسمَعوا قَولي وتُطيعوا أمري أهدِكُم سَبيلَ الرَّشادِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ .
فَكُلُّ مَن قَرَأَ ذلِكَ الكِتابَ مِن أشرافِ النّاسِ كَتَمَهُ ، غَيرَ المُنذِرِ بنِ الجارودِ فَإِنَّهُ خَشِيَ بِزَعمِهِ أن يَكونَ دَسيساً مِن قِبَلِ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَجاءَهُ بِالرَّسولِ مِنَ العَشِيَّةِ الَّتي يُريدُ صَبيحَتَها أن يَسبِقَ إلَى الكوفَةِ وأقرَأَهُ كِتابَهُ ، فَقَدَّمَ الرَّسولَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وصَعِدَ عُبَيدُ اللَّهِ مِنبَرَ البَصرَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَوَاللَّهِ ما تُقرَنُ بِيَ الصَّعبَةُ ولا يُقَعقَعُ لي بِالشِّنانِ ۵ ، وإنّي لَنِكلٌ لِمَن عاداني ، وسَمٌّ لِمَن حارَبَني ، أنصَفَ القارَةَ مَن راماها. ۶
يا أهلَ البَصرَةِ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ وَلّانِيَ الكوفَةَ وأنَا غادٍ إلَيهَا الغَداةَ ، وقَدِ استَخلَفتُ عَلَيكُم عُثمانَ بنَ زيِادِ بنِ أبي سُفيانَ ، وإيّاكُم وَالخِلافَ وَالإِرجافَ ۷ ، فَوَالَّذي لا إلهَ غَيرُهُ لَئِن بَلَغَني عَن رَجُلٍ مِنكُم خِلافٌ لأََقتُلَنَّهُ وَعريفَهُ ووَلِيَّهُ ، ولآَخُذَنَّ الأَدنى‏ بِالأَقصى‏ ، حَتّى‏ تَستَمِعوا لي ، ولا يَكونَ فيكمُ مُخالِفٌ ولا مُشاقٌّ ، أنَا ابنُ زِيادٍ أشبَهتُهُ مِن بَينِ مَن وَطِئَ الحَصى‏ ، ولَم يَنتَزِعني شَبَهُ خالٍ ولَا ابنُ عَمٍّ .
ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَصرَةِ وَاستَخلَفَ أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأقبَلَ إلَى الكوفَةِ ومَعَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ ۸ . ۹

1.مقاتل الطالبيّين : ص ۹۹ .

2.أخماس البصرة خمسة ، فالخُمس الأوّل : العالِيَة ، والثاني : بَكرُ بنُ وائلٍ ، والثالث : تَميمٌ ، والرابع : عبدُالقيس ، والخامس : الأزد (تاج العروس : ج‏۸ ص‏۲۶۷ «خمس») .

3.الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي السعدي ، أبو بحر البصري ، اسمه ضحّاك وقيل : صخر . أسلم في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ولم يره . حمد بالحلم والسيادة ، وكان من اُمراء جيش عمر في فتح خراسان ، ومن اُمراء جيش عثمان في فتح مرو . اعتزل أمير المومنين عليّاً عليه السلام في حرب الجمل ، وتبعه أربعة آلاف من قبيلته تاركين عائشة . كان من قادة جيش الإمام عليه السلام في صفّين . وكانت له منزلة حسنة عند معاوية ، لكنّه لم يتنازل عن مدح أمير المومنين عليه السلام والثناء عليه . كاتَبَه الإمام الحسين عليه السلام قبل ثورته فلم يجبه . كان صديقاً لمصعب بن الزبير ؛ ومن هنا رافقه في مسيره إلى الكوفة . توفّي سنة (۶۷ ه) (راجع : سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۸۶ - ۹۶ والإصابة : ج ۱ ص ۳۳۱ واُسد الغابة : ج ۱ ص ۱۷۸ و ج ۳ ص ۱۳ والاستيعاب : ج ۱ ص ۲۳۰ وعيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۱۱ ورجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۰۴ - ۳۰۷ وتنقيح المقال : ج ۱ ص ۱۰۳ وقاموس الرجال : ج ۱ ص ۶۹۱) .

4.المنذر بن الجارود بن المعلّى العبدي ، ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله ، كان من أصحاب عليّ عليه السلام ، ومن اُمراء الجيش في الجمل ، واستعمله عليّ عليه السلام على اصطخر فخان في بعض ما ولّاه من أعماله فأخذ المال ، فكتب الإمام كتاباً في ذمّه مذكوراً في نهج البلاغة . ولمّا كتب الحسين عليه السلام إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم الى نصرته وفيهم المنذر بن الجارود ، فكلّهم كتم كتابه عليه السلام إلّا هو ، فأخبر به عبيداللَّه بن زياد - وكان متزوّجاً ابنته - فقتل سليمان رسول الإمام عليه السلام . ولّاه عبيد اللَّه بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند ، فمات في آخر سنة ۶۱ أو في أوّل ۶۲ ه بها (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۵۶۱ و ج‏۷ ص ۸۷ وتاريخ دمشق : ج ۶۰ ص ۲۸۱ - ۲۸۵ والإصابة : ج ۶ ص ۲۰۹ وتاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۰۳ ونهج البلاغة: الكتاب ۷۱ وقاموس الرجال : ج ۱۰ ص ۲۴۲) .

5.في المَثَل : «ما يُقَعقَعُ لي بالشِّنان» ، يُضرَبُ لمن لا يتّضع لحوادث الدهر ، ولا يَروعُه ما لا حقيقة له . وفي اللسان : أي لا يُخدَع ولا يُرَوَّع . والشِّنان : جمع شَنّ ؛ وهو الجلد اليابس يُحَرَّك للبعير ليفزَع (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۳۹۱ «قعع») .

6.القارةُ : قبيلة ، وهم رماةُ الحدق في الجاهليّة ، ومنه المثل : «أنصفَ القارة من راماها» ، زعموا أنّ رجلين التقيا ، أحدهما قاريٌّ والآخر أسديّ ، فقال القاريّ : إن شئتَ صارعتُك ، وإن شئتَ سابقتُك ، وإن شئتَ راميتُك ، فقال : اخترت المراماة ، فقال القاريّ : قد أنصفتني . وأنشد : قد أنصف القارة ... (تاج العروس : ج ۷ ص ۴۲۴ «قور») .

7.أرجف القوم إرجافاً : أكثروا من الأخبار السيّئة واختلاق الأقوال الكاذبة حتّى يضطرب الناس (المصباح المنير : ص ۲۲۰ «رجف») .

8.هو شريك بن الأعور الحارثي السلمي النخعي الدهي المذحجي الهمداني، من أصحاب عليّ عليه السلام ، وشهد الجمل و صفّين معه .كان سيّد قومه ، دخل على معاوية فعيّره باسمه واستهزأ منه ، فأجابه شريك بجوابٍ لاذع وأنشا فيه شعراً واستصغره ، فأقسم عليه معاوية أن يسكت ، وقرّبه وأدناه وأرضاه. كان كريماً على‏ ابن زياد ، و كان شديد التشيّع (راجع: رجال الطوسي : ص ۶۸ والمناقب لابن شهر آشوب: ج ۴ ص ۹۱ ومختصر أخبار شعراء الشيعة: ص ۶۱ وأنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۷ وتاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۱ وعيون الأخبار لابن قتيبة: ج ۱ ص ۹۰ ومقاتل الطالبيّين: ص ۱۰۱) .

9.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۷ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345142
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي