۲۵۴.الفتوح : قَد كانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام قَد كَتَبَ إلى رُؤَساءِ أهلِ البَصرَةِ ، مِثلِ : الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ، ومالِكِ بنِ مِسمَعٍ ، وَالمُنذِرُ بنِ الجارودِ ، وقَيسِ بنِ الهَيثَمِ ، ومَسعودِ بنِ عَمرٍو ، وعُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ مَعمَرٍ ، فَكَتَبَ إلَيهِم كِتاباً يَدعوهُم فيهِ إلى نُصرَتِهِ وَالقِيامِ مَعَهُ في حَقِّهِ ، فَكانَ كُلُّ مَن قَرَأَ كِتابَ الحُسَينِ عليه السلام كَتَمَهُ ولَم يُخبِر بِهِ أحَداً إلَّا المُنذِرَ بنَ الجارودِ ، فَإِنَّهُ خَشِيَ أن يَكونَ هذَا الكِتابُ دَسيساً مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وكانَت حَومَةُ بِنتُ المُنذِرِ بنِ الجارودِ تَحتَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَقبَلَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ فَخَبَّرَهُ بِذلِكَ .
قالَ : فَغَضِبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ وقالَ : مَن رَسولُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلَى البَصرَةِ ؟ فَقالَ المُنذِرُ بنُ الجارودِ : أيُّهَا الأَميرُ ! رَسولُهُ إلَيهِم مَولىً يُقالُ لَهُ سُلَيمانُ ، فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، فَاُتِيَ بِسُلَيمانَ مَولَى الحُسَينِ عليه السلام وقَد كانَ مُتَخَفِّياً عِندَ بَعضِ الشّيعَةِ بِالبَصرَةِ ، فَلَمّا رَآهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ لَم يُكَلِّمهُ دونَ أن أقدَمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبراً رَحِمَهُ اللَّهُ ! ثُمَّ أمَرَ بِصَلبِهِ. ۱
۲۵۵.مثير الأحزان عن الشعبي : وكَتَبَ [الحُسَينُ] عليه السلام كِتاباً إلى وُجوهِ أهلِ البَصرَةِ ، مِنهُمُ : الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ ، وقَيسُ بنُ الهَيثَمِ ، وَالمُنذِرُ بنُ الجارودِ ، ويَزيدُ بنُ مَسعودٍ النَهشَلِيُّ ، وبَعَثَ الكِتابَ مَعَ زَرّاعٍ السَّدوسِيِّ - وقيلَ : مَعَ سُلَيمانَ المُكَنّى بِأَبي رَزينٍ - فيهِ : إنّي أدعوكُم إلَى اللَّهِ وإلى نَبِيِّهِ ، فَإِنَّ السُّنَّةَ قَد اُميتَت ، فَإِن تُجيبوا دَعوَتي وتُطيعوا أمري أهدِكُم سَبيلَ الرَّشادِ .
فَلَمّا وَصَلَ الكِتابُ كَتَموا عَلَى الرَّسولِ إِلَّا المُنذِرَ بنَ الجارودِ ، فَإِنَّهُ أتى عُبَيدَ اللَّهِ بِالكِتابِ ورَسولِ الحُسَينِ عليه السلام ؛ لأَِنَّهُ خافَ أن يَكونَ الكِتابُ قَد دَسَّهُ عُبَيدُ اللَّهِ إلَيهِم لِيَختَبِرَ حالَهُم مَعَ الحُسَينِ عليه السلام ، لِأَنَّ بَحرِيَّةَ بِنتَ المُنذِرِ زَوجَةُ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَلَمّا قَرَأَ الكِتابَ ضَرَبَ عُنُقَ الرَّسولِ. ۲