377
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۲۶۳.الثقات لابن حبّان : خَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مِنَ المَدينَةِ مَعَهُ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ يُريدانِ الكوفَةَ ، ونالَهُما فِي الطَّريقِ تَعَبٌ شَديدٌ ، وجَهدٌ جَهيدٌ ؛ لِأَنَّهُما أخَذا دَليلاً تَنَكَّبَ بِهِما الجادَّةَ ، فَكادَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ أن يَموتَ عَطَشاً ، إلى‏ أن سَلَّمَهُ اللَّهُ. ۱

۲۶۴.الفتوح : خَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مِن مَكَّةَ نَحوَ المَدينَةِ مُستَخفِياً ، لِئَلّا يَعلَمَ بِهِ أحَدٌ مِن بَني اُمَيَّةَ ، فَلَمّا دَخَلَ المَدينَةَ بَدَأَ بِمَسجِدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَصَلّى‏ فيهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ أقبَلَ في جَوفِ اللَّيلِ حَتّى‏ وَدَّعَ مَن أحَبَّ مِن أهلِ بَيتِهِ ، ثُمَّ إنَّهُ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسِ عَيلانَ يَدُلّانِهِ عَلَى الطَّريقِ ، ويَصحَبانِهِ إلَى الكوفَةِ عَلى‏ غَيرِ الجادَّةِ .
قالَ : فَخَرَجَ بِهِ الدَّليلانِ مِنَ المَدينَةِ لَيلاً وسارا ، فَغَلَطَا الطَّريقَ ، وجارا عَنِ القَصدِ ، وَاشتَدَّ بِهِمَا العَطَشُ ، فَماتا جَميعاً عَطَشاً .
قالَ : وكَتَبَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ رحمة اللَّه عليه إلَى الحُسَينِ عليه السلام :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي خَرَجتُ مِنَ المَدينَةِ مَعَ الدَّليلَينِ استَأجَرتُهُما ، فَضَلّا عَنِ الطَّريقِ وماتا عَطَشاً . ثُمَّ إنّا صِرنا إلَى الماءِ بَعدَ ذلِكَ ، وكِدنا أن نَهلِكَ ، فَنَجَونا بِحُشاشَةِ أنفُسِنا ، واُخبِرُكَ يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أنّا أصَبنَا الماءَ بِمَوضِعٍ يُقالُ لَهُ المَضيقُ ، وقَد تَطَيَّرتُ مِن وَجهي هذَا الَّذي وَجَّهتَني بِهِ ، فَرَأيُكَ في إعفائي مِنهُ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَلَمّا قَرَأَ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ رحمة اللَّه عليه عَلِمَ أنَّهُ قَد تَشاءَمَ وتَطَيَّرَ مِن مَوتِ الدَّليلَينِ ، وأنَّهُ جَزِعَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي خَشيتُ ألّا يَكونَ حَمَلَكَ عَلَى الكِتابِ إلَيَّ ، وَالاِستِعفاءِ مِن وَجهِكَ هذَا الَّذي أنتَ فيهِ ، إلَّا الجُبنُ وَالفَشَلُ ، فَامضِ لِما اُمِرتَ بِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، كَأَنَّهُ وَجَدَ ۲ مِن ذلِكَ في نَفسِهِ ، ثُمَّ قالَ : وَاللَّهِ لَقَد نَسَبَني أبو عَبدِ اللَّهِ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الجُبنِ وَالفَشَلِ ! وهذا شَي‏ءٌ لَم أعرِفهُ مِن نَفسي أبَداً .
ثُمَّ سارَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ يُريدُ الكوفَةَ ، فَإِذا بِرَجُلٍ يَرمِي الصَّيدَ ، فَنَظَرَ إلَيهِ مُسلِمٌ ، فَرَآهُ وقَد رَمى‏ ظَبياً فَصَرَعَهُ ، فَقالَ مُسلِمٌ : نَقتُلُ أعداءَنا إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏. ۳

1.الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۷ .

2.وَجَدَ الرجلُ : حَزِنَ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۶ «وجد») .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۳۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۶ نحوه وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
376

۲۶۲.تاريخ الطبري عن عمّار الدُّهني : قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : حَدِّثني بِمَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ كَأَنّي حَضَرتُهُ .
قالَ : ماتَ مُعاوِيَةُ وَالوَليدُ بنُ عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ عَلَى المَدينَةِ ، فَأَرسَلَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام لِيَأخُذَ بَيعَتَهُ ، فَقالَ لَهُ : أخِّرني وَارفقُ ، فَأَخَّرَهُ فَخَرَجَ إلى‏ مَكَّةَ ، فَأَتاهُ أهلُ الكوفَةِ ورُسُلُهُم : إنّا قَد حَبَسنا أنفُسَنا عَلَيكَ ، ولَسنا نَحضُرُ الجُمُعَةَ مَعَ الوالي ، فَاقدَم عَلَينا . وكانَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ الأَنصارِيُّ عَلَى الكوفَةِ .
قالَ : فَبَعَثَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ابنِ عَمِّهِ ، فَقالَ لَهُ : سِر إلَى الكوفَةِ ، فَانظُر ما كَتَبوا بِهِ إلَيَّ ، فَإِن كانَ حَقّاً خَرَجنا إلَيهِم .
فَخَرَجَ مُسلِمٌ حَتّى‏ أتَى المَدينَةَ ، فَأَخَذَ مِنها دَليلَينِ ، فَمَرّا بِهِ فِي البَرِّيَّةِ ، فَأَصابَهُم عَطَشٌ فَماتَ أحَدُ الدَّليلَينِ ، وكَتَبَ مُسلِمٌ إلَى الحُسَينِ عليه السلام يَستَعفيهِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : أنِ امضِ إلَى الكوفَةِ. ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۲ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۶ ، الإصابة : ج ۲ ص ۶۹ كلاهما نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ص ۱۱۴ عن الإمام زين العابدين عليه السلام و ليس فيه صدره إلى «مكّة» وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ والعقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۴ والمحاسن والمساوئ : ص ۵۹ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۳۷ والإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 349173
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي