379
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۲۶۶.البداية والنهاية : لَمّا سارَ مُسلِمٌ مِن مَكَّةَ ، اِجتازَ بِالمَدينَةِ فَأَخَذَ مِنها دَليلَينِ ، فَسارا بِهِ عَلى‏ بَراري مَهجورَةِ المَسالِكِ ، فَكانَ أحَدُ الدَّليلَينِ مِنهُما أوَّلَ هالِكٍ ، وذلِكَ مِن شِدَّةِ العَطَشِ ، وقَد أضَلُّوا الطَّريقَ ، فَهَلَكَ الدَّليلُ الواحِدُ بِمَكانٍ يُقالُ لَهُ المَضيقُ مِن بَطنِ خُبَيتٍ ، فَتَطَيَّرَ بِهِ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَتَلَبَّثَ مُسلِمٌ عَلى‏ ما هُنالِكَ ، وماتَ الدَّليلُ الآخَرُ ، فَكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام يَستَشيرُهُ في أمرِهِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ يَعزِمُ عَلَيهِ أن يَدخُلَ العِراقَ ، وأن يَجتَمِعَ بِأَهلِ الكوفَةِ ، لِيَستَعلِمَ أمرَهُم ويَستَخبِرَ خَبَرَهُم. ۱

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
378

۲۶۵.الأخبار الطوال : خَرَجَ مُسلِمٌ عَلى‏ طريقِ المَدينَةِ لِيُلِمَّ ۱ بِأَهلِهِ ، ثُمَّ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسٍ وسارَ ، فَضَلّا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَأَصبَحا وقَد تاها ، وَاشتَدَّ عَلَيهِمَا العَطَشُ وَالحَرُّ ، فَانقَطَعا فَلَم يَستَطيعَا المَشيَ ، فَقالا لِمُسلِمٍ : عَلَيكَ بِهذَا السَّمتِ فَالزَمهُ ، لَعَلَّكَ أن تَنجُوَ .
فَتَرَكَهُما مُسلِمٌ ومَن مَعَهُ مِن خَدَمِهِ بِحُشاشَةِ الأَنفُسِ ، حَتّى‏ أفضَوا إلى‏ طريقٍ فَلَزِموهُ ، حَتّى‏ وَرَدُوا الماءَ ، فَأَقامَ مُسلِمٌ بِذلِكَ الماءِ . وكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام مَعَ رَسولٍ استَأجَرَهُ مِن أهلِ ذلِكَ الماءِ ، يُخبِرُهُ خَبَرَهُ وخَبَرَ الدَّليلَينِ وما مِنَ ۲
الجَهدِ ، ويُعلِمُهُ أنَّهُ قَد تَطَيَّرَ مِنَ الوَجهِ الَّذي تَوَجَّهَ لَهُ ، ويَسأَلُهُ أن يُعفِيَهُ ويُوَجِّهَ غَيرَهُ ، ويُخبِرَهُ أنَّهُ مُقيمٌ بِمَنزِلِهِ ذلِكَ مِن بَطنِ الحُربُثِ. ۳
فَسارَ الرَّسولُ حَتّى‏ وافى‏ مَكَّةَ ، وأوصَلَ الكِتابَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقَرَأَهُ وكَتَبَ في جَوابِهِ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد ظَنَنتُ أنَّ الجُبنَ قَد قَصَّرَ بِكَ عَمّا وَجَّهتُكَ بِهِ ، فَامضِ لِما أمَرتُكَ ، فَإِنّي غَيرُ مُعفيكَ ، وَالسَّلامُ. ۴

1.الإلمام : النزول . وقد ألمّ به : أي نزل به (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۳۲ «لمم») . واللِّمام : اللّقاء اليسير . لمّ الشي‏ء يلمَّه : جمعه وأصلحه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۵۰ «لمم») .

2.الظاهر أنّ في العبارة سقطاً ، ولعلّ الصواب : «وما لَقِيَهُ من الجهد» .

3.كذا في المصدر . والحُربُث : نَباتٌ سَهِليّ (تاج العروس : ج ۳ ص ۱۹۷ «حربث») . ومرّ في بعض النقول السابقة : «بطن الخُبَيت» ، والظاهر أنّه الصواب .

4.الأخبار الطوال : ص ۲۳۰ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 349002
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي