۳۱۴.الكامل في التاريخ : خَرَجَ [ابنُ زِيادٍ] مِنَ البَصرَةِ ومَعَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثِيُّ ، وحَشَمُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، وكانَ شَريكٌ شيعِيّاً .
وقيلَ : كانَ مَعَهُ خَمسُمِئَةٍ فَتَساقَطوا عَنهُ ، فَكانَ أَوّلَ مَن سَقَطَ شَريكٌ ، ورَجَوا أن يَقِفَ عَلَيهِم ويَسبِقَهُ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الكوفَةِ ؛ فَلَم يَقِف عَلى أحَدٍ مِنهُم ، حَتّى دَخَلَ الكوفَةَ وَحدَهُ .
فَجَعَل يَمُرُّ بِالمَجالِسِ فَلا يَشُكّونَ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَيَقولونَ : مَرحَباً بِكَ يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ! وهُوَ لا يُكَلِّمُهُم ، وخَرَجَ إلَيهِ النّاسُ مِن دورِهِم ، فَساءَهُ ما رَأى مِنهُم ، وسَمِعَ النُّعمانُ فَأَغلَقَ عَلَيهِ البابَ ، وهُوَ لا يَشُكُّ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، وَانتَهى إلَيهِ عُبَيدُ اللَّهِ ومَعَهُ الخَلقُ يَصيحونَ ، فَقالَ لَهُ النُّعمانُ : أنشُدُكَ اللَّهَ إلّا تَنَحَّيتَ عَنّي ! فَوَاللَّهِ ما أنَا بِمُسَلِّمٍ إلَيكَ أمانَتي ، وما لي في قِتالِكَ مِن حاجَةٍ .
فَدَنا مِنهُ عُبَيدُ اللَّهِ ، وقالَ لَهُ : اِفتَح لا فَتَحتَ . فَسَمِعَها إنسانٌ خَلفَهُ ، فَرَجَعَ إلَى النّاسِ وقالَ لَهُم : إنَّهُ ابنُ مَرجانَةَ ! فَفَتَحَ لَهُ النُّعمانُ ، فَدَخَلَ وأغلَقُوا البابَ ، وتَفَرَّقَ النّاسُ . ۱