417
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۳۳۹.الملهوف : لَمّا سَمِعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ بِذلِكَ [أي بِقُدومِ ابنِ زِيادٍ] ، خافَ عَلى‏ نَفسِهِ مِنَ الاِشتِهارِ ، فَخَرَجَ مِن دارِ المُختارِ ، وقَصَدَ دارَ هانِئِ بنِ عُروَةَ فَآواهُ ، وكَثُرَ اختِلافُ الشّيعَةِ إلَيهِ ، وكانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ قَد وَضَعَ المَراصِدَ ۱ عَلَيهِ . ۲

۳۴۰.الفتوح : سَمِعَ بِذلِكَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، وبِقُدومِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وكَلامِهِ ، فَكَأَنَّهُ اتَّقى‏ عَلى‏ نَفسِهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الدّارِ الَّتي هُوَ فيها في جَوفِ اللَّيلِ ، حَتّى‏ أتى‏ دارَ هانِئِ بنِ عُروَةَ المَذحِجِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَدَخَلَ عَلَيهِ .
فَلَمّا رَآهُ هانِئٌ قامَ إلَيهِ ، وقالَ : ما وَراءَكَ ؟ جُعِلتُ فِداكَ ! فَقالَ مُسلِمٌ : وَرائي ما عَلِمتَ ، هذا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الفاسِقُ ابنُ الفاسِقِ قَد قَدِمَ الكوفَةَ ، فَاتَّقَيتُهُ عَلى‏ نَفسي ، وقَد أقبَلتُ إلَيكَ لِتُجيرَني وتُؤوِيَني ، حَتّى‏ أنظُرَ إلى‏ ما يَكونُ .
فَقالَ لَهُ هانِئُ بنُ عُروَةَ : جُعِلتُ فِداكَ ! وَاللَّهِ لَقَد كَلَّفتَني شَطَطاً ، ولَولا دُخولُكَ داري لَأَحبَبتُ أن تَنصَرِفَ ، غَيرَ أنّي أرى‏ ذلِكَ عاراً عَلَيَّ ، أن يَكونَ رَجُلٌ أتاني مُستَجيراً ، فَانزِل عَلى‏ بَرَكَةِ اللَّهِ .
قالَ : فَنَزَلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ في دارِ هانِئٍ المَذحِجِيِّ ، وجَعَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ يَسأَلُ عَنهُ ، فَلَم يَجِد مَن يُرشِدُهُ عَلَيهِ .
وجَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلى‏ مُسلِمٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - في دارِ هانِئٍ ، ويُبايِعونَ لِلحُسَينِ عليه السلام سِرّاً ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ يَكتُبُ أسماءَهُم ، ويَأخُذُ عَلَيهِمُ العُهودَ وَالمَواثيقَ لا يَركَنونَ ولا يُعَذِّرونَ ، حَتّى‏ بايَعَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ نَيِّفٌ وعِشرونَ ألفاً .
قالَ : وهَمَّ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ أن يَثِبَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَيَمنَعُهُ هانِئٌ مِن ذلِكَ ويَقولُ : لا تَعجَل ! فَإِنَّ العَجَلَةَ لا خَيرَ فيها . ۳

1.رَصَدْتَهُ : إذا قَعَدتَ له على طريقه تترقّبه (النهاية : ج ۲ ص ۲۲۶ «رصد») .

2.الملهوف : ص ۱۱۴ ، مثير الأحزان : ص ۳۱ نحوه .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۴۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۰ نحوه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
416

۳۳۷.الإرشاد : لَمّا سَمِعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِمَجي‏ءِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ الكوفَةَ ، ومَقالَتِهِ الَّتي قالَها ، وما أخَذَ بِهِ العُرَفاءَ وَالنّاسَ ، خَرَجَ مِن دارِ المُختارِ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ فَدَخَلَها ، وأخَذَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ في دارِ هانِئٍ عَلى‏ تَسَتُّرٍ وَاستِخفاءٍ مِن عُبَيدِ اللَّهِ ، وتَواصَوا بِالكِتمانِ . ۱

۳۳۸.الأخبار الطوال : بَلَغَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قُدومُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وَانصرافِ النُّعمانِ ، وما كانَ مِن خُطبَةِ ابنِ زِيادٍ ووَعيدِهِ ، فَخافَ عَلى‏ نَفسِهِ . فَخَرَجَ مِنَ الدّارِ الَّتي كانَ فيها بَعدَ عَتَمَةٍ ، حَتّى‏ أتى‏ دارَ هانِئِ بنِ وَرَقَةَ المَذحِجِيِّ ، وكانَ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، فَدَخَلَ دارَهُ الخارِجَةَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ وكانَ في دارِ نِسائِهِ ، يَسأَلُهُ الخُروجَ إلَيهِ ، فَخَرَجَ إلَيهِ . وقامَ مُسلِمٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، وقالَ : إنّي أتَيتُكَ لِتُجيرَني وتُضَيِّفَني .
فَقالَ لَهُ هانِئٌ : لَقَد كَلَّفتَني شَطَطاً بِهذَا الأَمرِ ، ولَولا دُخولُكَ مَنزِلي لَأَحبَبتُ أن تَنصَرِفَ عَنّي ، غَيرَ أنَّهُ قَد لَزِمَني ذِمامٌ لِذلِكَ . فَأَدخَلَهُ دارَ نِسائِهِ ، وأفرَدَ لَهُ ناحِيَةً مِنها . وجَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ في دارِ هانِئٍ . ۲

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۴۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۱ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۳۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 356002
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي