427
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۳۵۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ قَدِمَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ مِنَ البَصرَةِ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثيُّ ، وكانَ شيعَةً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، فَنَزَلَ أيضاً عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَاشتَكى‏ شَريكٌ ، فَكانَ عُبَيدُ اللَّهِ يَعودُهُ في مَنزِلِ هانِئٍ ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ هُناكَ لا يَعلَمُ بِهِ ، فَهَيَّؤوا لِعُبَيدِ اللَّهِ ثَلاثينَ رَجُلاً ، يَقتُلونَهُ إذا دَخَلَ عَلَيهِم .
وأقبَلَ عُبَيدُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلى‏ شَريكٍ يَسأَلُ بِهِ . فَجَعَلَ شَريكٌ يَقولُ : «ما تَنظُرونَ بِسَلمى‏ أن تُحَيّوها» . اِسقوني ولَو كانَت فيها نَفسي .
فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : ما يَقولُ ؟ قالوا : يَهجُرُ ، وتَحَشحَشَ ۱ القَومُ فِي البَيتِ ، فَأَنكَرَ عُبَيدُ اللَّهِ ما رَأى‏ مِنهُم ، فَوَثَبَ فَخَرَجَ ، ودَعا مَولىً لِهانِئِ بنِ عُروَةَ - كانَ فِي الشُّرطَةِ ۲ - فَسَأَلَهُ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ .
فَقالَ : أو لا ۳ . ثُمَّ مَضى‏ حَتّى‏ دَخَلَ القَصرَ . ۴

۳۵۸.سير أعلام النبلاء : قَدِمَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ - شيعِيٌّ - فَنَزَلَ عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَمَرِضَ ، فَكانَ عُبَيدُ اللَّهِ يَعودُهُ ، فَهَيَّؤوا لِعُبَيدِ اللَّهِ ثَلاثينَ رَجُلاً لِيَغتالوهُ ، فَلَم يَتِمَّ ذلِكَ ، وفَهِمَ عُبَيدُ اللَّهِ فَوَثَبَ وخَرَجَ . ۵

۳۵۹.أنساب الأشراف : مَرِضَ هانِئُ بنُ عُروَةَ المُرادِيُّ ، فَأَتاهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عائِداً ، فَقيلَ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : اُخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ . فَكَرِهَ هَانِئٌ أن يَكونَ قَتلُهُ في مَنزِلِهِ ، فَأَمسَكَ مُسلِمٌ عَنهُ .
ونَزَلَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثيُّ - أيضاً - عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَمَرِضَ عِندَهُ فَعادَهُ ابنُ زِيادٍ ، وكانَ شَريكٌ شيعِيّاً ، شَهِدَ الجَمَلَ وصِفّينَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ لِمُسلِمٍ : إنَّ هذَا الرَّجُلَ يَأتيني عائِداً ، فَاخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ . فَلَم يَفعَل [مُسلِمٌ‏] لِكَراهَةِ هانِئٍ ذلِكَ .
فَقالَ شَريكٌ : ما رَأَيتُ أحَداً أمكَنَتهُ فُرصَةٌ فَتَرَكَها إلّا أعقَبَتهُ نَدَماً وحَسرَةً ، وأنتَ أعلَمُ ! وما عَلى‏ هانِئٍ في هذا لَولا الحَصرُ ! وماتَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ في دارِ هانِئٍ مِن مَرَضِهِ ذلِكَ . واسمُ الأَعوَرِ الحارِثُ . ۶

1.التحَشْحُشُ : التحرّك للنهوض (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۸ «حشحش») .

2.الشرطَةُ : طائفةٌ من أعوان الولاة ، معروفة (النهاية: ج ۲ ص ۳۶۸ «شرط») .

3.كذا في المصدر .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۰ .

5.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ .

6.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
426

۳۵۶.إعلام الورى : نَزَلَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ دارَ هانِئِ بنِ عُروَةَ أيضاً ومَرِضَ ، فَاُخبِرَ بِأَنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ يَأتيهِ يَعودُهُ ، فَقالَ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : اُدخُل هذَا البَيتَ ، فَإِذا دَخَلَ هذَا اللَّعينُ ، وتَمَكَّنَ جالِساً ، فَاخرُج إلَيهِ وَاضرِبهُ ضَربَةً بِالسَّيفِ تَأتي عَلَيهِ ، وقَد حَصَلَ المُرادُ وَاستَقامَ لَكَ البَلَدُ ، ولَو مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ ، ضَمِنتُ لَكَ استِقامَةَ أمرِ البَصرَةِ .
فَلَمّا دَخَلَ ابنُ زِيادٍ ، وأمكَنَهُ ما وافَقَهُ عَلَيهِ ، بَدا لَهُ في ذلِكَ ولَم يَفعَل ، وَاعتَذَرَ إلى‏ شَريكٍ بَعدَ فَواتِ الأَمرِ بِأَنَّ ذلِكَ كانَ يَكونُ فَتكاً ، وقَد قالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : «إنَّ الإيمانَ قَيَّدَ الفَتكَ» .
فَقالَ : أمَا وَاللَّهِ لَو قَد قَتَلتَهُ ، لَقَتَلتَ غادِراً فاجِراً كافِراً . ثُمَّ ماتَ شَريكٌ مِن تِلكَ العِلَّةِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ . ۱

1.إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345688
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي