463
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۰۷.أنساب الأشراف : دُفِعَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ‏] إلى‏ بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَاستَسقى‏ ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ قالَ : يا أمَةَ اللَّهِ ، أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، كَذَبَني هؤُلاءِ القَومُ وغَرّوني ، فَآويني .
فَأَدخَلَتهُ مَنزِلَها وآوَتهُ ، وجاءَ ابنُها فَجَعَلَ يُنكِرُ كَثرَةَ دُخولِها إلى‏ مُسلِمٍ وخُروجِها مِن عِندِهِ ، فَسَأَلَها عَن قِصَّتِها ، فَأَعلَمَتهُ إجارَتَها مُسلِماً ، فَأَتى‏ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ. ۱

۴۰۸.مروج الذهب : فَلَم يُمسِ مُسلِمٌ ومَعَهُ غَيرَ مِئَةِ رَجُلٍ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى النّاسِ يَتَفَرَّقونَ عَنهُ ، سارَ نَحوَ أبوابِ كِندَةَ ، فَما بَلَغَ البابَ إلّا ومَعَهُ مِنهُم ثَلاثَةٌ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ فَإِذا لَيسَ مَعَهُ مِنهُم أحَدٌ ، فَبَقِيَ حائِراً لا يَدري أينَ يَذهَبُ ، ولا يَجِدُ أحَداً يَدُلُّهُ عَلَى الطَّريقِ .
فَنَزَلَ عَن فَرَسِهِ ، ومَشى‏ مُتَلَدِّداً في أزِقَّةِ الكوفَةِ ، لا يَدري أينَ يَتَوَجَّهُ ، حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ بابِ مَولاةٍ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ، فَاستَسقاها ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ سَأَلَتهُ عَن حالِهِ ، فَأَعلَمَها بِقَضِيَّتِهِ ، فَرَقَّت لَهُ وآوَتهُ. ۲

۴۰۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : وكَثَرَهُم أصحابُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وجاءَ اللَّيلُ فَهَرَبَ مُسلِمٌ ، حَتّى‏ دَخَلَ عَلَى امرَأَةٍ مِن كِندَةَ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَاستَجارَ بِها. ۳

1.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۸ .

2.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۷ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ نحوه وراجع : الملهوف : ص ۱۱۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
462

۴۰۶.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد : لَمّا رَأى‏ [مُسلِمٌ‏] أَنَّهُ قَد أمسى‏ ولَيسَ مَعَهُ إلّا اُولئِكَ النَّفَرُ [ثَلاثونَ نَفَراً] ، خَرَجَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ أبوابِ كِندَةَ ، وبَلَغَ الأَبوابَ وَمَعهُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ وإذا لَيسَ مَعَهُ إنسانٌ ، وَالتَفَتَ فَإِذا هُوَ لا يُحِسُّ أحَداً يَدُلُّهُ عَلَى الطَّريقِ ، ولا يَدُلُّهُ عَلى‏ مَنزِلٍ ، ولا يُواسيهِ بِنَفسِهِ إن عَرَضَ لَهُ عَدُوٌّ .
فَمَضى‏ عَلى‏ وَجهِهِ يَتَلَدَّدُ في أزِقَّةِ الكوفَةِ ، لا يَدري أينَ يَذهَبُ ، حَتّى‏ خَرَجَ إلى‏ دورِ بَني جَبَلَةَ مِن كِندَةَ ، فَمَشى‏ حَتّى‏ انتَهى‏ إلى‏ بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، ۱ اُمُّ وَلَدٍ كانَت لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ فَأَعتَقَها ، فَتَزَوَّجَها اُسَيدٌ الحَضرَمِيُّ ، فَوَلَدَت لَهُ بِلالاً ، وكانَ بِلالٌ قَد خَرَجَ مَعَ النّاسِ واُمُّهُ قائِمَةٌ تَنتَظِرُهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيهَا ابنُ عَقيلٍ ، فَرَدَّت عَلَيهِ .
فَقالَ لَها : يا أمَةَ اللَّهِ اسقيني ماءً ، فَدَخَلَت فَسَقَتهُ ، فَجَلَسَ ، وأدخَلَتِ الإِناءَ ثُمَّ خَرَجَت فَقالَت : يا عَبدَ اللَّهِ ، ألَم تَشرَب ؟ قالَ : بَلى‏ ، قالَت : فَاذهَب إلى‏ أهلِكَ ! فَسَكَتَ . ثُمَّ عادَت فَقالَت مِثلَ ذلِكَ ، فَسَكَتَ .
ثُمَّ قالَت لَهُ : فِئ ۲ للَّهِ‏ِ ، سُبحانَ اللَّهِ يا عَبدَ اللَّهِ ، فَمُرَّ إلى‏ أهلِكَ عافاكَ اللَّهُ ! فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ لَكَ الجُلوسُ عَلى‏ بابي ، ولا اُحِلُّهُ لَكَ . فَقامَ فَقالَ : يا أمَةَ اللَّهِ ، ما لي في هذَا المِصرِ مَنزِلٌ ولا عَشيرَةٌ ، فَهَل لَكِ إلى‏ أجرٍ ومَعروفٍ ، ولَعَلّي مُكافِئُكِ بِهِ بَعدَ اليَومِ ؟ فَقالَت : يا عَبدَ اللَّهِ وما ذاكَ ؟ قالَ : أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، كَذَبَني هؤُلاءِ القَومُ وغَرّوني .
قالَت : أنتَ مُسلِمٌ ؟ ! قالَ : نَعَم .
قالَت : اُدخُل ، فَأَدخَلَتهُ بَيتاً في دارِها غَيرَ البَيتِ الَّذي تَكونُ فيهِ ، وفَرَشَت لَهُ ، وعَرَضَت عَلَيهِ العَشاءَ فَلَم يَتَعَشَّ ، ولَم يَكُن بِأَسرَعَ مِن أن جاءَ ابنُها ، فَرَآها تُكِثرُ الدُّخولَ فِي البَيتِ وَالخُروجَ مِنهُ ، فَقالَ : وَاللَّهِ إنَّهُ لَيُريبُني كَثرَةُ دُخولِكِ هذَا البَيتَ مُنذُ اللَّيلَةِ وخُروجِكِ مِنهُ ، إنَّ لَكِ لَشَأناً !
قالَت : يا بُنَيَّ الهَ ۳ عَن هذا . قالَ لَها : وَاللَّهِ لَتُخبِرِنّي . قالَت : أقبِل عَلى‏ شَأنِكَ ولا تَسَأَلني عَن شَي‏ءٍ ، فَأَلَحَّ عَلَيها ، فَقالَت : يا بُنَيَّ لا تُحَدِّثَنَّ أحَداً مِنَ النّاسِ بِما اُخبِرُكَ بِهِ ، وأخَذَت عَلَيهِ الأَيمانَ ، فَحَلَفَ لَها ، فَأَخبَرَتهُ ، فَاضطَجَعَ وسَكَتَ ، وزَعَموا أنَّهُ قَد كانَ شَريداً مِنَ النّاسِ ، وقالَ بَعضُهُم : كانَ يَشرَبُ مَعَ أصحابٍ لَهُ . ۴

1.راجع : الخريطة رقم ۱ في آخر الكتاب .

2.في المصدر : «في‏ء اللَّه» ، والصواب ما أثبتناه . وفاء يفي‏ء فيئاً : رجع (الصحاح : ج ۱ ص ۶۳ «فيأ») .

3.إلهَ عن هذا : أي اتركه (تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۷۰ «لهو») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۳ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۲ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۰ وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345692
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي