۴۳۲.الملهوف : خَرَجَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ] وَحيداً في سِكَكِ الكوفَةِ ، حَتّى وَقَفَ عَلى بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَطَلَبَ مِنها ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ استَجارَها فَأَجارَتهُ ، فَعَلِمَ بِهِ وَلَدُها فَوَشَى الخَبَرَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَحضَرَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ وضَمَّ إلَيهِ جَماعَةً ، وأنفَذَهُ لإِحضارِ مُسلِمٍ ، فَلَمّا بَلَغوا دارَ المَرأَةِ ، وسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ ، لَبِسَ دِرعَهُ ، ورَكِبَ فَرَسَهُ ، وجَعَلَ يُحارِبُ أصحابَ عُبَيدِ اللَّهِ . ۱
۴۳۳.المناقب لابن شهر آشوب : أنفَذَ عُبَيدُ اللَّهِ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزومِيَّ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ، في سَبعينَ رَجُلاً حَتّى أطافوا بِالدّارِ ، فَحَمَلَ مُسلِمٌ عَلَيهِم وهُوَ يَقولُ :
هُوَ المَوتُ فَاصنَع وَيكَ ما أنتَ صانِعُفَأَنتَ بِكَأسِ المَوتِ لا شَكَّ جارِعُ
فَصَبرٌ لِأَمرِ اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُفَحُكمُ قَضاءِ اللَّهِ فِي الخَلقِ ذايعُ
فَقَتَلَ مِنهُم واحِداً وأربَعينَ رَجُلاً ، فَأَنفَذَ ابنُ زِيادٍ اللّائِمَةَ إلَى ابنِ الأَشعَثِ، فَقالَ: أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّكَ بَعَثتَني إلى أسَدٍ ضِرغامٍ ، وسَيفٍ حُسامٍ ، في كَفِّ بَطَلٍ هُمامٍ ، مِن آلِ خَيرِ الأَنامِ . ۲
۴۳۴.البداية والنهاية : دَخَلوا عَلَيهِ [أي عَلى مُسلِمٍ] فَقامَ إلَيهِم بِالسَّيفِ ، فَأَخرَجَهُم مِنَ الدّارِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، واُصيبَت شَفَتُهُ العُليا وَالسُّفلى ، ثُمَّ جَعَلوا يَرمونَهُ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في أطنابِ القَصَبِ ، فَضاقَ بِهِم ذَرعاً ، فَخَرَجَ إلَيهِم بِسَيفِهِ فَقاتَلَهُم . ۳