497
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۵۹.أنساب الأشراف عن الشعبي : اُدخِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالى‏ - عَلَى ابنِ زِيادٍ ، وقَد ضُرِبَ عَلى‏ فَمِهِ ، فَقالَ : يَابنَ عَقيلٍ ، أتَيتَ لِتَشتيتِ الكَلِمَةِ !
فَقالَ : ما لِذلِكَ أتَيتُ ، ولكِنَّ أهلَ المِصرِ كَتَبوا أنَّ أباكَ سَفَكَ دِماءَهُم ، وَانتَهَكَ أعراضَهُم ، فَجِئنا لِنَأمُرَ بِالمَعروفِ ، ونَنهى‏ عَنِ المُنكَرِ .
فَقالَ : وما أنتَ وذاكَ ؟ وجَرى‏ بَينَهُما كَلامٌ ، فَقَتَلَهُ. ۱

۴۶۰.أنساب الأشراف عن عوانة : جَرى‏ بَينَ ابنِ عَقيلٍ وَابنِ زِيادٍ كَلامٌ ، فَقالَ لَهُ [ابنُ زِيادٍ] : إيهِ يَابنَ حُلَيّةَ ۲ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عَقيلٍ : حُلَيّةُ خَيرٌ مِن سُمَيَّةَ ۳ وأعَفُّ. ۴

1.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ .

2.حليّة: اسم اُمّ مسلم وكانت جارية عفيفة (راجع : ص ۵۰۲ «شهادة مسلم بن عقيل»).

3.سميّة: اسم جدّة عبيد اللَّه وكانت سيّئة السمعة (راجع : مروج الذهب: ج ۳ ص ۱۵ والكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۴۶۹).

4.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
496

۴۵۸.الملهوف : لَمّا اُدخِلُ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ‏] عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، لَم يُسَلِّم عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسِيُّ : سَلِّم عَلَى الأَميرِ ، فَقالَ لَهُ : اُسكُت يا وَيحَكَ ! وَاللَّهِ ما هُوَ لي بِأَميرٍ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لا عَلَيكَ ، سَلَّمتَ أم لَم تُسَلِّم فَإِنَّكَ مَقتولٌ .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : إن قَتَلتَني فَلَقَد قَتَلَ مَن هُوَ شَرٌّ مِنكَ مَن هُوَ خَيرٌ مِنّي ، وبَعدُ ، فَإِنَّكَ لا تَدَعُ سوءَ القِتلَةِ ، وقُبحَ المُثلَةِ ، وخُبثَ السَّريرَةِ ، ولُؤمَ الغَلَبَةِ ، لا أحَدَ أولى‏ بِها مِنكَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : يا عاقُّ يا شاقُّ ، خَرَجتَ عَلى‏ إمامِكَ ، وشَقَقتَ عَصَا المُسلِمينَ ، وألقَحتَ الفِتنَةَ بَينَهُم .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : كَذَبتَ يَابنَ زِيادٍ ! إنَّما شَقَّ عَصَا المُسلِمينَ مُعاوِيَةُ وَابنُهُ يَزيدُ ، وأمَّا الفِتنَةُ فَإِنَّما ألقَحَها أنتَ وأبوكَ زِيادُ بنُ عُبَيدٍ ، عَبدُ بَني عِلاجٍ مِن ثَقيفٍ ۱ ، وأنَا أرجو أن يَرزُقَني اللَّهُ الشَّهادَةَ عَلى‏ يَدَي أشَرِّ البَرِيَّةِ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : مِنَّتكَ نَفسُكَ أمراً حالَ اللَّهُ دونَهُ ، ولَم يَرَكَ لَهُ أهلاً ، وجَعَلَهُ لِأَهلِهِ .
فَقالَ مُسلِمٌ : ومَن أهلُهُ يَابنَ مَرجانَةَ ؟
فَقالَ : أهلُهُ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ .
فَقالَ مُسلِمٌ : اَلحَمدُ للَّهِ‏ِ ، رَضينا بِاللَّهِ حَكَماً بَينَنا وبَينَكُم .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أتَظُنُّ أنَّ لَكَ فِي الأَمرِ شَيئاً .
فَقالَ مُسلِمٌ : وَاللَّهِ ما هُوَ الظَّنُّ ولكِنَّهُ اليَقينُ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أخَبِرني يا مُسلِمُ ، لِمَ أتَيتَ هذَا البَلَدَ وأمرُهُم مُلتَئِمٌ فَشَتَّتتَ أمرَهُم بَينَهُم ، وفَرَّقتَ كَلِمَتَهُم ؟
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : ما لِهذا أتَيتُ ، ولكِنَّكُم أظهَرتُمُ المُنكَرَ ، ودَفَنتُمُ المَعروفَ ، وتَأَمَّرتُم عَلَى النّاسِ بِغَيرِ رِضىً مِنهُم ، وحَمَلتُموهُم عَلى‏ غَيرِ ما أمَرَكُم بِهِ اللَّهُ ، وعَمِلتُم فيهِم بِأَعمالِ كِسرى‏ وقَيصَرَ ، فَأَتَيناهُم لِنَأمُرَ فيهِم بِالمَعروفِ ، ونَنهى‏ عَنِ المُنكَرِ ، ونَدعُوَهُم إلى‏ حُكمِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، وكُنّا أهلَ ذلِكَ كَما أمَرَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
فَجَعَلَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ يَشتِمُهُ ، ويَشتِمُ عَلِيّاً وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهم السلام . فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : أنتَ وأبوكَ أحَقُّ بِالشَّتمِ ، فَاقضِ ما أنتَ قاضٍ يا عَدُوَّ اللَّهِ. ۲

1.هذه العبارة من مسلم طعن في نسب عبيد اللَّه، فأبو عبيد اللَّه هو زياد بن سمية أو زياد بن أبيه والذي ولد من اُمٍّ عاهرة اسمها سميّة ، ولم يُعرف أبوه بالدقّة، فعدّه معاوية من أبناء أبي سفيان (أي أنّه أخوه)، وعدّه مسلم من أبناء عبيد الذي كان من موالي بني علاج.

2.الملهوف : ص ۱۲۰ ، مثير الأحزان : ص ۳۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۷ وفيه صدره إلى «البريّة» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345333
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي