505
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۶۹.مروج الذهب : اُدخِلَ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَلَمَّا انقَضى‏ كَلامُهُ ، ومُسلِمٌ يُغلِظُ لَهُ فِي الجَوابِ ، أمَرَ بِهِ فاُصعِدَ إلى‏ أعلَى القَصرِ ، ثُمَّ دَعا الأَحمَرِيَّ - الَّذي ضَرَبَهُ مُسلِمٌ - فَقالَ : كُن أنتَ الَّذي تَضرِبُ عُنُقَهُ ، لِتَأخُذَ بِثَأرِكَ مِن ضَربَتِهِ ، فَأَصعَدوهُ إلى‏ أعلَى القَصرِ ، فَضَرَبَ بُكَيرٌ الأَحمَرِيُّ عُنُقَهُ ، فَأَهوى‏ رَأسُهُ إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ أتبَعوا رَأسَهُ جَسَدَهُ ... .
ثُمَّ دَعَا ابنُ زِيادٍ بِبُكَيرِ بنِ حُمرانَ الَّذي ضَرَبَ عُنُقَ مُسلِمٍ ، فَقالَ : أقَتَلتَهُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما كانَ يَقولُ وأنتُم تَصعَدونَ بِهِ لِتَقتُلوهُ ؟ قالَ : كانَ يُكَبِّرُ ويُسَبِّحُ اللَّهَ ، ويُهَلِّلُ ويَستَغفِرُ اللَّهَ ، فَلَمّا أدنَيناهُ لِنَضرِبَ عُنُقَهُ ، قالَ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا وكَذَّبونا ، ثُمَّ خَذَلونا وقَتَلونا .
فَقُلتُ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أقادَني مِنكَ ، وضَرَبتُهُ ضَربَةً لَم تَعمَل شَيئاً ، فَقالَ لي [مُسلِمٌ‏] : أوَ ما يَكفيكَ ، وفي خَدشٍ مِنّي وَفاءٌ بِدَمِكَ أيُّهَا العَبدُ ؟!
قالَ ابنُ زِيادٍ : أوَ فَخراً عِندَ المَوتِ !
قالَ : وضَرَبتُهُ الثّانِيَةَ فَقَتَلتُهُ ، ثُمَّ أتبَعنا رَأسَهُ جَسَدَهُ. ۱

1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
504

۴۶۷.الإرشاد : قالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : قَتَلَنِي اللَّهُ إن لَم أقتُلكَ قِتلَةً لَم يُقتَلها أحَدٌ فِي الإِسلامِ مِنَ النّاسِ .
قالَ لَهُ مُسلِمٌ : أما إنَّكَ أحَقُّ مَن أحدَثَ فِي الإِسلامِ ما لَم يَكُن ، وإنَّكَ لا تَدَعُ سوءَ القِتلَةِ ، وقُبحَ المُثلَةِ ، وخُبثَ السّيرَةِ ، ولُؤمَ الغَلَبَةِ .
فَأَقبَلَ ابنُ زِيادٍ يَشتِمهُ ويَشتِمُ الحُسَينَ و عَلِيّاً وعَقيلاً عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، وأخَذَ مُسلِمٌ لا يُكَلِّمُهُ . ثُمَّ قالَ ابنُ زِيادٍ : اِصعَدوا بِهِ فَوقَ القَصرِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، ثُمَّ أتبِعوهُ جَسَدَهُ .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ - : لَو كانَ بَيني وبَينَكَ قَرابَةٌ ما قَتَلتَني .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أينَ هذَا الَّذي ضَرَبَ ابنُ عَقيلٍ رَأسَهُ بِالسَّيفِ ؟ فَدُعِيَ بَكرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ، فَقالَ لَهُ : اِصعَد فَلتَكُن أنتَ الَّذي تَضرِبُ عُنُقَهُ .
فَصَعِدَ بِهِ وهُوَ يُكَبِّرُ ويَستَغفِرُ اللَّهَ ، ويُصَلّي عَلى‏ رَسولِهِ ، ويَقولُ : اللَّهُمّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا وكَذَّبونا وخَذَلونا .
وأشرَفوا بِهِ عَلى‏ مَوضِعِ الحَذّائينَ اليَومَ ، فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، واُتبِعَ جَسَدُهُ رَأسَهُ. ۱

۴۶۸.تاريخ الطبري عن أبي مخنف: حَدَّثني سعيد بن مدرك بن عُمارة : ثُمَّ قالَ [ابنُ زِيادٍ] : اِصعَدوا بِهِ فَوقَ القَصرِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، ثُمَّ أتبِعوا جَسَدَهُ رَأسَهُ ، فَقالَ [مُسلِمٌ‏] : يَابنَ الأَشعَثِ : أما وَاللَّهِ لَولا أنَّكَ آمَنتَني مَا استَسلَمتُ ، قُم بِسَيفِكَ دوني فَقَد أخفَرتَ ۲ ذِمَّتَكَ .
ثُمَّ قالَ : يَا بنَ زِيادٍ ! أمَا وَاللَّهِ لَو كانَت بَيني وبَينَكَ قَرابَةٌ ما قَتَلتَني .
ثُمَّ قالَ ابنُ زِيادٍ : أينَ هذَا الَّذي ضَرَبَ ابنُ عَقيلٍ رَأسَهُ بِالسَّيفِ وعاتِقَهُ ؟ فَدُعِيَ فَقالَ : اِصعَد فَكُن أنتَ الَّذي تَضرِبُ عُنُقَهُ .
فَصَعِدَ بِهِ وهُوَ يُكَبِّرُ ويَستَغفِرُ ، ويُصَلّي عَلى‏ مَلائِكَةِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ ، وهُوَ يَقولُ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا وكَذَّبونا وأذَلّونا .
واُشرِفَ بِهِ عَلى‏ مَوضِعِ الجَزّارينَ اليَومَ ، فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، واُتبِعَ جَسَدُهُ رَأسَهُ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ ، عَن عَوفِ بنِ أبي جُحَيفَةَ ، قالَ : نَزَلَ الأَحمَرِيُّ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الَّذي قَتَلَ مُسلِماً ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : قَتَلتَهُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما كانَ يَقولُ وأنتُم تَصعَدونَ بِهِ ؟ قالَ : كانَ يُكَبِّرُ ويُسَبِّحُ ويَستَغفِرُ ، فَلَمّا أدنَيتُهُ لِأَقتُلَهُ ، قالَ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ كَذَّبونا وغَرّونا ، وخَذَلونا وقَتَلونا .
فَقُلتُ لَهُ : اُدنُ مِنّي ، الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أقادَني ۳ مِنكَ ، فَضَرَبتُهُ ضَربَةً لَم تُغنِ شَيئاً . فَقالَ [مُسلِمٌ‏] : أما تَرى‏ في خَدَشٍ تَخدِشنيهِ وَفاءً مِن دَمِكَ أيُّهَا العَبدُ ؟
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أوَ فَخراً عِندَ المَوتِ !
قالَ : ثُمَّ ضَرَبتُهُ الثّانِيَةَ فَقَتَلتُهُ. ۴

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۶ و راجع: روضة الواعظين : ص ۱۹۶ و الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ والحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ .

2.أخْفَرْت الرجل : إذا نقضت عهده وذمامه (النهاية : ج ۲ ص ۵۲ «خفر») .

3.القَوَد : القصاص (الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۸ «قود») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۴ نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۰ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۹ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 356214
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي