507
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۷۳.الفتوح : قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : اِلحَقوا بِهِ [أي بِمُسلِمٍ‏] إلى‏ أعلَى القَصرِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، وألحِقوا رَأسَهُ جَسَدَهُ .
فَقالَ مُسلِمٌ : أما وَاللَّهِ يَا بنَ زِيادٍ : لَو كُنتَ مِن قُرَيشٍ ، أو كانَ بَيني وبَينَكَ رَحِمٌ أو قَرابَةٌ لَما قَتَلتَني ، ولكِنَّكَ ابنُ أبيكَ !
قالَ : فَأَدخَلَهُ ابنُ زِيادٍ القَصرَ ، ثُمَّ دَعا رَجُلاً مِن أهلِ الشّام قَد كانَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ ضَربَةً مُنكَرَةً ، فَقالَ لَهُ : خُذ مُسلِماً وَاصعَد بِهِ إلى‏ أعلَى القَصرِ ، وَاضرِب عُنُقَهُ بِيَدِكَ ، لِيَكونَ ذلِكَ أشفى‏ لِصَدرِكَ .
قالَ : فَاُصعِدَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ إلى‏ أعلَى القَصرِ ، وهُوَ في ذلِكَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعالى‏ ويَستَغفِرُهُ ، وهُوَ يَقولُ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا وخَذَلونا .
فَلَم يَزَل كَذلِكَ ، حَتّى‏ اُتِيَ بِهِ إلى‏ أعلَى القَصرِ ، وتَقَدَّمَ ذلِكَ الشّامِيُّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - ثُمَّ نَزَلَ الشّامِيُّ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وهُوَ مَدهوشٌ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : ما شَأنُكَ ؟ أقَتَلتَهُ ؟ قالَ : نَعَم ، أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، إلّا أنَّهُ عَرَضَ لي عارِضٌ ، فَأَنَا لَهُ فَزِعٌ مَرعوبٌ . فَقالَ : مَا الَّذي عَرَضَ لَكَ ؟ قالَ : رَأَيتُ ساعَةَ قَتَلتُهُ رَجُلاً حِذايَ أسوَدَ ، كَثيرَ السَّوادِ كَريهَ المَنظَرِ ، وهُوَ عاضٌّ عَلى‏ إصبَعَيهِ - أو قالَ : شَفَتَيهِ - فَفَزِعتُ مِنهُ فَزَعاً لَم أفزَع قَطُّ مِثلَهُ !
قالَ : فَتَبَسَّمَ ابنُ زِيادٍ ، وقالَ لَهُ : لَعَلَّكَ دَهِشتَ ، وهذِهِ عادَةٌ لَم تَعتَدها قَبلَ ذلِكَ ۱ .

۴۷۴.مثير الأحزان : أمَرَ [عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ] بِقَتلِهِ ، فَأَغلَظَ لَهُ مُسلِمٌ فِي الكَلامِ وَالسَّبِّ ، فَاُصعِدَ عَلَى القَصرِ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ، وألقى‏ جَسَدَهُ إلَى النّاسِ ۲ .

1.الفتوح : ج ۵ ص ۵۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۳ وزاد فيه «مذعور» قبل «مدهوش» .

2.مثير الأحزان : ص ۳۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
506

۴۷۰.الثقات لابن حبّان : وأدخَلوهُ [أي مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ‏] عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَاُصعِدَ القَصرَ وهُوَ يَقرَأُ ويُسَبِّحُ ويُكَبِّرُ ويَقولُ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا ، وكَذَّبونا ، ثُمَّ خَذَلونا ، حَتّى‏ دُفِعنا إلى‏ ما دُفِعنا إلَيهِ .
ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بِضَربِ رَقَبَةِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَضَرَبَ رَقَبَةَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ عَلى‏ طَرَفِ الجِدارِ ، فَسَقَطَت جُثَّتُهُ ، ثُمَّ أتَبَعَ رَأسَهَ جَسَدَهُ. ۱

۴۷۱.الأخبار الطوال : أمَرَ ابنُ زِيادٍ بِمُسلِمٍ فَرُقِيَ بِهِ إلى‏ ظَهرِ القَصرِ ، فَاُشرِفَ بِهِ عَلَى النّاسِ ، وهُم عَلى‏ بابِ القَصرِ مِمّا يَلِي الرَّحَبَةَ ۲ ، حَتّى‏ إذا رَأَوهُ ضُرِبَت عُنُقُهُ هُناكَ ، فَسَقَطَ رَأسُهُ إلَى الرَّحَبَةِ ، ثُمَّ اُتبِعَ الرَّأسُ بِالجَسَدِ . وكانَ الَّذي تَوَلّى‏ ضَربَ عُنُقِهِ أَحمَرُ بنُ بُكَيرٍ ۳ .

۴۷۲.الملهوف : أمَرَ ابنُ زِيادٍ بُكَيرَ بنَ حُمرانَ أن يَصعَدَ بِهِ [أي بِمُسلِمٍ‏] إلى‏ أعلَى القَصرِ فَيَقتُلَهُ ، فَصَعِدَ بِهِ وهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تَعالى‏ ويَستَغفِرُهُ ، ويُصَلّي عَلى‏ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، ونَزَلَ وهُوَ مَذعورٌ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : ما شَأنُكَ ؟ فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ، رَأَيتُ ساعَةَ قَتلِهِ رَجُلاً أسوَدَ شَني‏ءَ الوَجهِ حِذايَ ، عاضّاً عَلى‏ إصبَعِهِ - أو قالَ عَلى‏ شَفَتَيهِ - فَفَزِعتُ فَزَعاً لَم أفزَعهُ قَطُّ . فَقالَ ابنُ زِيادٍ : لَعَلَّكَ دَهِشتَ ۴ .

1.الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ وراجع : تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۸ والإصابة : ج ۲ ص ۷۱ .

2.رَحَبَةُ المكان - كالمسجد والدار - بالتحريك وتُسكّن : ساحته ومتّسعه (تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸ «رحب») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۴۱ .

4.الملهوف : ص ۱۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۷ وليس فيه صدره إلى «نبيّه صلى اللَّه عليه وآله» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 355800
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي