529
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۱۰.الكامل في التاريخ : لَمّا بَلَغَ ابنَ زِيادٍ مَسيرُ الحُسَينِ عليه السلام مِن مَكَّةَ ، بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ التَّميمِيَّ - صاحِبَ شُرطَتِهِ - فَنَزَلَ القادِسِيَّةِ ، ونَظَّمَ الخَيلَ ما بَينَ القادِسِيَّةِ إلى‏ خَفّانَ ، وما بَينَ القادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ ، وإلى‏ جَبَلِ لَعلَعٍ. ۱
فَلَمّا بَلَغَ الحُسَينُ عليه السلام الحاجِرَ ۲ ، كَتَبَ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ ، يُعَرِّفُهُم قُدومَهُ ، ويَأمُرُهُم بِالجِدِّ في أمرِهِم ، فَلَمَّا انتَهى‏ قَيسٌ إلَى القادِسِيَّةِ ، أخَذَهُ الحُصَينُ فَبَعَثَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : اِصعَدِ القَصرَ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ .
فَصَعِدَ قَيسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، أنَا رَسولُهُ إلَيكُم ، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ ابنَ زِيادٍ وأباهُ وَاستَغفَرَ لِعَلِيٍّ عليه السلام .
فَأَمَرَ بِهِ ابنُ زِيادٍ فَرُمِيَ مِن أعلَى القَصرِ ، فَتَقَطَّعَ فَماتَ . ۳

1.لَعْلَع: منزل بين البصرة والكوفة (معجم البلدان : ج‏۵ ص‏۱۸) وراجع: الخريطة رقم‏۳ في آخر الكتاب .

2.في المصدر : «الحاجز» ، وما أثبتناه هو الصحيح : وقد تقدّم شرحه وبيانه .

3.الكامل في التاريخ: ج‏۲ ص‏۵۴۸؛ روضة الواعظين: ص‏۱۹۶، إعلام الورى: ج‏۱ ص‏۴۴۶ كلاهما نحوه.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
528

۵۰۹.الإرشاد : لَمّا بَلَغَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ إقبالُ الحُسَينِ عليه السلام مِن مَكَّةَ إلَى الكوفَةِ ، بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ صاحِبَ شُرَطِهِ حَتّى‏ نَزَلَ القادِسِيَّةِ ، ونَظَّمَ الخَيلَ بَينَ القادِسِيَّةِ إلى‏ خَفّانَ ، وما بَينَ القادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ .
وقالَ النّاسُ : هذَا الحُسَينُ عليه السلام يُريدُ العِراقَ . ولَمّا بَلَغَ الحُسَينُ عليه السلام الحاجِرَ ۱ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ۲ ، بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ - ويُقالُ : بَل بَعَثَ أخاهُ مِنَ الرَّضاعَةِ عَبدَ اللَّهِ بنَ يَقطُرَ - إلى‏ أهلِ الكوفَةِ ، ولَم يَكُن عليه السلام عَلِمَ بِخَبَرِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِما ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَيهِم :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ . أمّا بَعدُ : فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني يُخبِرُ فيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم ، وَاجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى‏ نَصرِنا وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَأَلتُ اللَّهَ أن يُحسِنَ لَنَا الصَّنيعَ ، وأن يُثيبَكُم عَلى‏ ذلِكَ أعظَمَ الأَجرِ ، وقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، يَومَ التَّروِيَةِ ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فَانكَمِشوا في أمرِكُم وجِدّوا ، فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ .
وكانَ مُسلِمٌ كَتَبَ إلَيهِ قَبلَ أن يُقتَلَ بِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً ، وكَتَبَ إلَيهِ أهلُ الكوفَةِ : إنَّ لَكَ هاهُنا مِئَةَ ألفِ سَيفٍ ، فَلا تَتَأَخَّر .
فَأَقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه السلام ، حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلَى القادِسِيَّةِ ، أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ فَأَنفَذَهُ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : اِصعَد فَسُبَّ الكَذّابَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ .
فَصَعِدَ قَيسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، وأنَا رَسولُهُ إلَيكُم فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام وصَلّى‏ عَلَيهِ ، فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ أن يُرمى‏ بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ ، فَرَمَوا بِهِ فَتَقَطَّعَ .
ورُوِيَ أنَّهُ وَقَعَ إلَى الأَرضِ مَكتوفاً ، فَتَكَسَّرَت عِظامُهُ وبَقِيَ بِهِ رَمَقٌ ، فَجاءَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيرٍ اللَّخمِيُّ فَذَبَحَهُ ، فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ وعِيبَ عَلَيهِ ، فَقالَ : أرَدتُ أن اُريحَهُ! ۳

1.الحاجِرُ : موضع قبل معدن النقرة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۲۰۴) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.بَطنُ الرُّمَّة : وادٍ معروف بعالية نجد (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۴۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۹ ، مثير الأحزان : ص ۴۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۹ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ والحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 344990
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي