553
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۴۲.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كَتَبَ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ إليهِ كِتاباً ، يُحَذِّرُهُ أهلَ الكوفَةِ ، ويُناشِدُهُ اللَّهَ أن يَشخَصَ إلَيهِم .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : إنّي رَأَيتُ رُؤيا ، ورَأَيتُ فيها رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وأمَرَني بِأَمرٍ أنَا ماضٍ لَهُ ، ولَستُ بِمُخبِرٍ بِها أحَداً حَتّى‏ اُلاقِيَ عَمَلي . ۱

راجع : ص 624 (الفصل السابع / امتناع الإمام عليه السلام من قبول أمان عمرو بن سعيد) .

6 / 12

عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ ۲

۵۴۳.مروج الذهب : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالخُروجِ إلَى العِراقِ ، أتاهُ ابنُ العَبّاسِ ، فَقالَ : يَابنَ عَمِّ ، قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وإنَّهُم أهلُ غَدرٍ ، وإنَّما يَدعونَكَ لِلحَربِ ، فَلا تَعجَل ، وإن أبيَتَ إلّا مُحارَبَةَ هذَا الجَبّارِ ، وكَرِهتَ المُقامَ بِمَكَّةَ ، فَاشخَص إلَى اليَمَنِ ؛ فَإِنَّها في عُزلَةٍ ، ولَكَ فيها أنصارٌ وإخوانٌ ، فَأَقِم بِها وبُثَّ دُعاتَكَ ، وَاكتُب إلى‏ أهلِ الكوفَةِ وأنصارِكَ بِالعِراقِ فَيُخرِجوا أميرَهُم ، فَإِن قَووا عَلى‏ ذلِكَ ونَفَوهُ عَنها ، ولَم يَكُن بِها أحَدٌ يُعاديكَ أتَيتَهُم - وما أنَا لِغَدرِهِم بِآمِنٍ - وإن لَم يَفعَلوا ، أقَمتَ بِمَكانِكَ إلى أن يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ ، فَإِنَّ فيها حُصوناً وشِعاباً .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَابنَ عَمِّ ! إنّي لَأَعلَمُ أنَّكَ لي ناصِحٌ وعَلَيَّ شَفيقٌ ، ولكِنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ كَتَبَ إلَيَّ بِاجتِماعِ أهلِ المِصرِ عَلى‏ بَيعَتي ونُصرَتي ، وقَد أجمَعتُ عَلَى المَسيرِ إلَيهِم .
قالَ : إنَّهُم مَن خَبَرتَ وجَرَّبتَ ، وهُم أصحابُ أبيكَ وأخيكَ وقَتَلَتُكَ غَداً مَعَ أميرِهِم ، إنَّكَ لَو قَد خَرَجتَ فَبَلَغَ ابنَ زيادٍ خُروجُكَ استَنفَرَهُم إلَيكَ ، وكانَ الَّذينَ كَتَبوا إلَيكَ أشَدَّ مِن عَدُوِّكَ ، فَإِن عَصَيتَني وأبَيتَ إلّا الخُروجَ إلَى الكوفَةِ ، فَلا تُخرِجَنَّ نِساءَكَ ووُلدَكَ مَعَكَ ، فَوَاللَّهِ إنّي لَخائِفٌ أن تُقتَلَ كَما قُتِلَ عُثمانُ ، ونِساؤُهُ ووُلدُهُ يَنظُرونَ إلَيهِ .
فَكانَ الَّذي رَدَّ عَلَيهِ : لَأَن اُقتَلَ وَاللَّهِ بِمَكانِ كَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُستَحَلَّ بِمَكَّةَ .
فَيَئِسَ ابنُ عَبّاسٍ مِنهُ ، وخَرَجَ مِن عِندِهِ . ۳

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۷ نحوه ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ نحوه .

2.عبداللَّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العباس . ولد بمكّة في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهاجر إلى المدينة في سنة (۸ ه) عام الفتح ، كان مستشاراً لعمر وأمير الحاجّ لعثمان . وفي خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان صاحبه ونصيره ومستشاره ، وأحد ولاته واُمرائه العسكريّين . حاور الخوارج مندوباً من الإمام ، وكان والياً على البصرة عند استشهاد الإمام عليه السلام . بايع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وبقي على عمله . لم يبايع عبداللَّه بن الزبير حين استولى على نواحي الحجاز والعراق ، وكبر ذلك على ابن الزبير وهمّ بإحراقه . كان عالماً خطيباً ، له منزلة رفيعة في التفسير والحديث والفقه ، وكان تلميذاً للإمام عليه السلام في العلم مفتخراً بذلك . توفّي في منفاه بالطائف سنة (۶۸ ه) وهو ابن إحدى وسبعين سنة (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۸ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۳۱ - ۳۵۹ وأنساب الأشراف : ج ۴ ص ۳۹ - ۷۳ والإصابة : ج ۴ ص ۱۲۱ وتاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۷۳).

3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ و راجع: تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
552

6 / 11

عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ ۱

۵۴۱.الفتوح : اِنتَقَلَ الخَبَرُ بِأَهلِ المَدينَةِ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام يُريدُ الخُروجَ إلَى العِراقِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرٍ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام مِن عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ ، أمّا بَعدُ ، أنشُدُكَ اللَّهَ ألّا تَخرُجَ عَن مَكَّةَ ، فَإِنّي خائِفٌ عَلَيكَ مِن هذَا الأَمرِ الَّذي قَد أزمَعتَ عَلَيهِ أن يَكونَ فيه هَلاكُكَ وأهلِ بَيتِكَ ؛ فَإِنَّكَ إن قُتِلتَ أخافُ أن يُطفَأَ نورُ الأَرضِ ، وأنتَ روحُ الهُدى‏ ، وأميرُ المُؤمِنينَ ، فَلا تَعجَل بِالمَسيرِ إلَى العِراقِ ، فَإِنّي آخُذُ لَكَ الأَمانَ مِن يَزيدَ وجَميعِ بَني اُمَيَّةَ ، عَلى‏ نَفسِكَ ومالِكَ ووَلَدِكَ وأهلِ بَيتِكَ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ كِتابَكَ وَرَدَ عَلَيَّ فَقَرَأتُهُ ، وفَهِمتُ ما ذَكَرتَ ، واُعلِمُكَ أنّي رَأَيتُ جَدّي رَسولَ‏اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامي ، فَخَبَّرَني بِأَمرٍ وأنَا ماضٍ لَهُ ، لي كانَ أو عَلَيَّ ، وَاللَّهِ - يَابنَ عَمّي - ، لَو كُنتُ في جُحرِ هامَّةٍ مِن هَوامِّ الأَرضِ لَاستَخرَجوني وَيقتُلونّي ، وَاللَّهِ يَابنَ عَمّي ، لَيُعدَيَنَّ عَلَيَّ كَما عَدَتِ اليَهودُ عَلَى السَّبتِ ، وَالسَّلامُ . ۲

1.عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب ، أبو جعفر . صحابيّ ، كان أبوه المشهور بذي الجناحين من أوّل المهاجرين إلى الحبشة . واُمّه أسماء بنت عميس ، ولد هناك ، وهاجر إلى المدينة وعمره سبع سنين ، ولمّا نظر إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله تبسّم وبسط يده وبايعه . تكفّل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله تربيته بعد شهادة أبيه بمؤتة . تزوّج زينب بنت عليّ عليه السلام ، وشهد صفّين ولم يؤذن له بالقتال . كان طويل الباع ، فصيح اللسان ، من أجواد العرب المشهورين وأسخاهم . كان مع الحسنين عليهما السلام بعد استشهاد أبيهما ، وتبعهما بصدق . وكان يتأسّف على عدم حضوره في كربلاء ، ولكنّه كان يفتخر ويعتزّ باستشهاد أولاده مع الحسين عليه السلام . توفّي بالمدينة سنة ۸۰ ه عام الجحاف، وهو ابن ثمانين سنة (راجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۶۵۵ والإصابة : ج ۴ ص ۳۵ - ۳۹ وتاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۴۵۶ - ۴۶۲ وتاريخ دمشق : ج ۲۷ ص ۲۴۸ - ۲۹۸ والخصال : ص ۱۳۵ ح ۱۴۹ وص ۴۷۷ ح ۴۱ وص ۳۸۰ ح ۵۸ ووقعة صفّين : ص ۵۳۰).

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۷ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 312952
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي