۵۴۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كَتَبَ عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ إليهِ كِتاباً ، يُحَذِّرُهُ أهلَ الكوفَةِ ، ويُناشِدُهُ اللَّهَ أن يَشخَصَ إلَيهِم .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : إنّي رَأَيتُ رُؤيا ، ورَأَيتُ فيها رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وأمَرَني بِأَمرٍ أنَا ماضٍ لَهُ ، ولَستُ بِمُخبِرٍ بِها أحَداً حَتّى اُلاقِيَ عَمَلي . ۱
راجع : ص 624 (الفصل السابع / امتناع الإمام عليه السلام من قبول أمان عمرو بن سعيد) .
6 / 12
عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ ۲
۵۴۳.مروج الذهب : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالخُروجِ إلَى العِراقِ ، أتاهُ ابنُ العَبّاسِ ، فَقالَ : يَابنَ عَمِّ ، قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وإنَّهُم أهلُ غَدرٍ ، وإنَّما يَدعونَكَ لِلحَربِ ، فَلا تَعجَل ، وإن أبيَتَ إلّا مُحارَبَةَ هذَا الجَبّارِ ، وكَرِهتَ المُقامَ بِمَكَّةَ ، فَاشخَص إلَى اليَمَنِ ؛ فَإِنَّها في عُزلَةٍ ، ولَكَ فيها أنصارٌ وإخوانٌ ، فَأَقِم بِها وبُثَّ دُعاتَكَ ، وَاكتُب إلى أهلِ الكوفَةِ وأنصارِكَ بِالعِراقِ فَيُخرِجوا أميرَهُم ، فَإِن قَووا عَلى ذلِكَ ونَفَوهُ عَنها ، ولَم يَكُن بِها أحَدٌ يُعاديكَ أتَيتَهُم - وما أنَا لِغَدرِهِم بِآمِنٍ - وإن لَم يَفعَلوا ، أقَمتَ بِمَكانِكَ إلى أن يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ ، فَإِنَّ فيها حُصوناً وشِعاباً .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَابنَ عَمِّ ! إنّي لَأَعلَمُ أنَّكَ لي ناصِحٌ وعَلَيَّ شَفيقٌ ، ولكِنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ كَتَبَ إلَيَّ بِاجتِماعِ أهلِ المِصرِ عَلى بَيعَتي ونُصرَتي ، وقَد أجمَعتُ عَلَى المَسيرِ إلَيهِم .
قالَ : إنَّهُم مَن خَبَرتَ وجَرَّبتَ ، وهُم أصحابُ أبيكَ وأخيكَ وقَتَلَتُكَ غَداً مَعَ أميرِهِم ، إنَّكَ لَو قَد خَرَجتَ فَبَلَغَ ابنَ زيادٍ خُروجُكَ استَنفَرَهُم إلَيكَ ، وكانَ الَّذينَ كَتَبوا إلَيكَ أشَدَّ مِن عَدُوِّكَ ، فَإِن عَصَيتَني وأبَيتَ إلّا الخُروجَ إلَى الكوفَةِ ، فَلا تُخرِجَنَّ نِساءَكَ ووُلدَكَ مَعَكَ ، فَوَاللَّهِ إنّي لَخائِفٌ أن تُقتَلَ كَما قُتِلَ عُثمانُ ، ونِساؤُهُ ووُلدُهُ يَنظُرونَ إلَيهِ .
فَكانَ الَّذي رَدَّ عَلَيهِ : لَأَن اُقتَلَ وَاللَّهِ بِمَكانِ كَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُستَحَلَّ بِمَكَّةَ .
فَيَئِسَ ابنُ عَبّاسٍ مِنهُ ، وخَرَجَ مِن عِندِهِ . ۳
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۷ نحوه ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ نحوه .
2.عبداللَّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العباس . ولد بمكّة في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهاجر إلى المدينة في سنة (۸ ه) عام الفتح ، كان مستشاراً لعمر وأمير الحاجّ لعثمان . وفي خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان صاحبه ونصيره ومستشاره ، وأحد ولاته واُمرائه العسكريّين . حاور الخوارج مندوباً من الإمام ، وكان والياً على البصرة عند استشهاد الإمام عليه السلام . بايع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وبقي على عمله . لم يبايع عبداللَّه بن الزبير حين استولى على نواحي الحجاز والعراق ، وكبر ذلك على ابن الزبير وهمّ بإحراقه . كان عالماً خطيباً ، له منزلة رفيعة في التفسير والحديث والفقه ، وكان تلميذاً للإمام عليه السلام في العلم مفتخراً بذلك . توفّي في منفاه بالطائف سنة (۶۸ ه) وهو ابن إحدى وسبعين سنة (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۸ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۳۱ - ۳۵۹ وأنساب الأشراف : ج ۴ ص ۳۹ - ۷۳ والإصابة : ج ۴ ص ۱۲۱ وتاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۷۳).
3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ و راجع: تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۹ .