557
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۴۹.العقد الفريد عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر : قيلَ لِأَبي - عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى‏ ثَلاثِ مَراحِلَ مِنَ المَدينَةِ - وكانَ غائِباً عِندَ خُروجِهِ - فَقالَ : أينَ تُريدُ ؟ فَقالَ : اُريدُ العِراقَ ، وأخرَجَ إلَيهِ كُتُبَ القَومِ ، ثُمَّ قالَ : هذِهِ بَيعَتُهُم وكُتُبُهُم . فَناشَدَهُ اللَّهَ أن يَرجِعَ ، فَأَبى‏ .
فَقالَ : اُحَدِّثُكَ بِحَديثٍ ما حَدَّثتُ بِهِ أحَداً قَبلَكَ : إنَّ جِبريلَ أتَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله يُخَيِّرُهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِنهُ ، فَوَاللَّهِ لا يَليها أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ أبَداً ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِما هُوَ خَيرٌ لَكُم .
فَارجِع ؛ فَأَنتَ تَعرِفُ غَدرَ أهلِ العِراقِ ، وما كانَ يَلقى‏ أبوكَ مِنهُم . فَأَبى‏ ، فَاعتَنَقَهُ وقالَ : اِستَودَعتُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۱

۵۵۰.سير أعلام النبلاء عن الشعبي : كانَ ابنُ عُمَرَ قَدِمَ المَدينَةَ ، فَاُخبِرَ أنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى‏ مَسيرَةِ لَيلَتَينِ ، فَقالَ : أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ ، ومَعَهُ طَواميرُ ۲ وكُتُبٌ ، فَقالَ : لا تَأتِهِم ، قالَ : هذِهِ كُتُبُهُم وبَيعَتُهُم .
فَقالَ : إنَّ اللَّهَ خَيَّرَ نَبِيَّهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِنهُ ، لايَليها أحَدٌ مِنكُم أبَداً ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِلَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم ، فَارجِعوا ، فَأَبى‏ ، فَاعتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ . ۳

1.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۹ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۱۱ عن الشعبي .

2.الطَّامُور والطُّومار : الصحيفة ، جمعها طوامير (تاج العروس : ج ۷ ص ۱۴۶ «طمر») .

3.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۲ الرقم ۴۸ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۴ الرقم ۱۵۷۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
556

۵۴۸.الملهوف : جاءَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ - في مَكَّةَ - فَأَشارَ إلَيهِ بِصُلحِ أهلِ الضَّلالِ ، وحَذَّرَهُ مِنَ القَتلِ وَالقِتالِ .
فَقالَ لَهُ : يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، أما عَلِمتَ أنَّ مِن هَوانِ الدُّنيا عَلَى اللَّهِ أنَّ رَأسَ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا اُهدِيَ إلى‏ بَغِيٍّ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ؟!
أما عَلِمتَ أنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يَقتُلونَ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى‏ طُلوعِ الشَّمسِ سَبعينَ نَبِيّاً ، ثُمَّ يَجلِسونَ في أسواقِهِم يَبيعونَ ويَشتَرونَ كَأَن لَم يَصنَعوا شَيئاً ، فَلَم يُعَجِّلِ اللَّهُ عَلَيهِم ، بَل أمهَلَهُم وأخَذَهُم بَعدَ ذلِكَ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ ! اِتَّقِ اللَّهَ يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، ولا تَدَعَنَّ نُصرَتي . ۱

1.الملهوف : ص ۱۰۲ ، مثير الأحزان : ص ۴۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 345629
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي