۵۵۴.تاريخ دمشق عن يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي : سَمِعتُ الشَّعبِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابنِ عُمَرَ : أنَّهُ كانَ بِماءٍ لَهُ ، فَبَلَغَهُ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قَد تَوَجَّهَ إلَى العِراقِ ، فَلَحِقَهُ عَلى مَسيرَةِ ثَلاثِ لَيالٍ ، فَقالَ لَهُ : أينَ تُريدُ ؟ فَقالَ : العِراقَ ، وإذا مَعَهُ طَواميرُ [و] ۱ كُتُبٌ ، فَقالَ : هذِهِ كُتُبُهُم وبَيعَتُهُم ، فَقالَ : لا تَأتِهِم ۲ ، فَأَبى .
قالَ : إنّي مُحَدِّثُكَ حَديثاً : إنَّ جِبريلَ أتَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله فَخَيَّرَهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَاختارَ الآخِرَةَ ولَم يُرِدِ الدُّنيا ، وإنَّكُم بَضعَةٌ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَاللَّهِ لا يَليها أحَدٌ مِنكُم ، وما صَرَفَهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا لِلَّذي هُوَ خَيرٌ لَكُم . فَأبى أن يَرجِعَ .
قالَ : وَاعتَنَقَهُ ابنُ عُمَرَ وبَكى ، وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۳
۵۵۵.أنساب الأشراف عن الشعبي : لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام الخُروجَ مِن مَكَّةَ إلَى الكوفَةِ ، قالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ حينَ أرادَ تَوديعَهُ : أطِعني وأقِم ولا تَخرُج ، فَوَاللَّهِ، ما زَواهَا اللَّهُ عَنكُم إلّا وهُوَ يُريدُ بِكُم خَيراً . فَلَمّا وَدَّعَهُ قالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۴
۵۵۶.الجوهرة : لَمّا أرادَ [الحُسَينُ عليه السلام] الخُروجَ مِن مَكَّةَ ، جاءَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ فَقالَ : إلى أينَ تَسيرُ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ؟ قالَ : هذِهِ بَيعَةُ أهلِ العِراقِ وكُتُبُهُم قَد أتَتني . قالَ : أتَسيرُ إلى قَومٍ قَتَلوا أباكَ وخَذَلوا أخاكَ ، وكانَت طاعَتُهُم لَهُما أكثَرَ مِمّا لَكَ الآنَ ؟!
وجَعَلَ عَبدُ اللَّهِ يُثَبِّطُهُ ۵ عَنِ الخُروجِ ، فَلَمّا أبى عَلَيهِ ، اِعتَنَقَهُ وقالَ : أستَودِعُكَ اللَّهَ مِن قَتيلٍ ! ۶
1.لا توجد الواو في المصدر ، وأثبتناها من المصادر الاُخرى .
2.في المصدر : «لا تأتيهم» ، والصواب ما أثبتناه .
3.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۵ وليس فيه من «قال : إنّي» إلى «يرد الدنيا» ، ذخائر العقبى : ص ۲۵۶ كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۰ وفيه «كان بمكّة» بدل «كان بماء له» ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۱ ح ۷۲۶ .
4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۴ .
5.التثبيط : التعويق والشغل عن المراد (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۷ «ثبط») .
6.الجوهرة : ص ۴۲ .